حرمة الله: الإشاعات لن تنال من برنامجي

أكد حسن حرمة الله السباعي، المدير التقني الوطني المكلف بالتكوين، أن بعض الأشخاص يروجون لإشاعات بهدف إحداث البلبلة حول برنامج التكوين الذي أعلنه. وأضاف حرمة الله، في حوار مع ”الصباح الرياضي”، أنه لن يقبل أي تدخل من أي أحد من أجل أن يفرض عليه إقحام أحد الأطر في لائحة المستفيدين من دورات تكوينية، وأن ذلك سيخضع لمعايير حددها بناء على تعليمات رئيس الجامعة، فوزي لقجع ونائبه محمد بودريقة، الذي يشغل مهمة رئيس لجنة التكوين. وأوضح حرمة الله أن الإدارة التقنية السابقة لم تسلمه أي معلومات عن الدورات التي نظمتها، أو عن المشاركين فيها، كما أنه ينتظر الضوء الأخضر من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، لإبداء موافقتها على البرنامج الذي سطره. وقال حرمة الله إنه واجه مجموعة من المشاكل، أبرزها خضوع بعض الأطر لامتحانات، رغم أنهم اجتازوا التكوين أزيد من سنة ونصف، وإنه يعمل على تسويتها في الوقت الراهن. وفي ما يلي نص الحوار: متى انطلق رسميا برنامجك في تكوين المدربين؟ برنامجي انطلق رسميا مع المدربين المكونين المنتظر أن يعينوا في مراكز التكوين التي ستحدثها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأجروا الأسبوع الماضي امتحانات كتابية وشفوية وتطبيقية، علما أنهم شاركوا السنة الماضية في دورة تكوينية تحت إشراف الإدارة التقنية السابقة. هل تقصد أنك أخضعتهم للامتحانات فقط؟ ما أريد توضيحه، هو أنهم خضعوا لدورة تكوينية السنة الماضية، إلا أنه قبل أن أجري لهم الامتحانات، كان لا بد من مشاركتهم في مجموعة من الدروس الجديدة، أشرف عليها أطر الإدارة التقنية المكلفة بالتكوين، وأشرفت شخصيا على دروس لها علاقة بأساسيات دفاع المنطقة والضغط على حامل الكرة، وهي دروس مهمة، لأن بدونها لا يمكن أن تنجز برنامجا، والدكتور عزيز داودة أشرف على جميع الأشياء التي لها تأثير على مردودية لاعب كرة القدم، وأعطى الدكتور عبد الجليل بن الشيخ دروسا حول عقلية اللاعب المراهق في كرة القدم، وأحمد الوردي دروسا حول قانون كرة القدم والأخلاقيات، ثم بعد ذلك قدم كل مستفيد أطروحته وناقشها معه المشرفون على التكوين، وخضعوا في الوقت ذاته إلى الاختبارات التي تحدثت عنها. لماذا قيل إنه لم تكن هناك دورة تكوينية وامتحانات وإن الأمر يتعلق بإجراء مباراة في كرة القدم فقط؟ كل شيء مسجل لدي وموثق، بما في ذلك المحاضرات والامتحانات مع كل مستفيد، وما قيل مجرد كلام فارغ، وأعتقد أن من سرب هذا الكلام وقع في مغالطة كبيرة وتسرع في الحكم على الأشياء. من هم الأشخاص المتورطون في إطلاق إشاعات مثل هذه؟ إنها إشاعات من أشخاص لا علاقة لهم بالبرنامج التكويني الذي أشرف عليه رفقة ثلة من الدكاترة والمكونين الذين يتوفرون على رصيد عال من المعرفة، وهدفهم كان خلق البلبلة، وإثارة ضجة من حولنا، لكن أنا واثق من المغاربة والأطر الوطنية ففطنت لمثل هذه الخزعبلات، ومن الصعب أن تسقط في شرك هؤلاء الأشخاص. قيل إن لارغيت يريد التدخل في اختصاصاتك، ما صحة هذا الكلام؟ ناصر لارغيت، هو مسؤول عن المنتخبات الوطنية ومراكز التكوين، ويرتبط مباشرة بنور الدين البوشحاتي، رئيس المنتخبات الوطنية، وهو للمناسبة نائب رئيس الجامعة، وأنا بدوري مسؤول عن التكوين، ورئيسي المباشر هو محمد بودريقة، وهو كذلك نائب رئيس الجامعة، فلكل واحد اختصاصه، وأنا لا أتدخل في مهامه، وهو بدوره لا يتدخل في مهامي، وأظن أن الأمور واضحة ”ما يداخل فيا ما نداخل فيه”. هل تلقيت تعليمات لاستفادة بعض الأطر من امتيازات؟ لن أقبل هذا الأمر، مهما بلغت درجة هذا الشخص، ولن يتجرأ أحد على مطالبتي بإدخال شخص في لائحة المستفيدين من الدورات التكوينية أو إخراج آخر، كما أن بودريقة ولقجع سبق لهما أن طلبا مني معاملة جميع المستفيدين بالعدل والمساواة، وتطبيق الشفافية، وكان علي أن أضع معايير لأتفادى مثل هذه التدخلات، وسيتم تطبيقها على الجميع. كيف ستتعامل مع الأطر التي حرمت من اجتياز بعض الشهادات؟ ما لاحظته من خلال لقاءات الإدارة التقنية المكلفة بالتكوين الحالية مع عدد من العصب والأطر التابعين لها، أن هناك بعض المدربين اجتازوا شهادة التدريب ”دال” سنة 2009، غير أنهم لم يستفيدوا من اجتياز التكوين الخاص بالحصول على شهادة ”سين” إلى حدود اليوم، وهذا أمر غير مقبول، وهؤلاء هم من سأبدأ باستكمال تكوينهم، بعد دراسة ملفاتهم، لأنه لم يتحدث عنهم أحد، وسأعمل على توحيد هذه الطريقة بجميع العصب، وأكرر أن التدخلات ممنوعة والمناقشة مفتوحة لجميع الأطر التي ترغب في معرفة برنامجي بصدق.كما سأعمل على تطبيق فكرة جاء بها رؤساء العصب، وهو فتح الدورات التكوينية الخاصة بنيل شهادة التدريب ”باء” في جميع المناطق، ليستفيد جميع الأطر الحاصلين على شهادة التدريب ”سين” منها بالمنطقة التي ينتمون إليها. ما هي المشاكل التي واجهتها إلى حدود الآن؟ وجدت مجموعة من المشاكل التي ينبغي كشفها حتى تتضح للرأي العام الصورة، ولعل أخطرها أنني اكتشفت ثلاث حالات لأطر خضعوا للتكوين، لكنهم لم يخوضوا الامتحانات، أولها تهم المدربين المكونين الذين سويت مشكلتهم، بإخضاعهم للامتحانات الأسبوع الماضي، والثاني يتعلق بالإخوان المتحدرين من المناطق الصحراوية، إذ أنهم خاضوا التكوين الخاص بنيل شهادة ”دال” منذ حوالي سنة ونصف، ولا يعقل أن لا يخضعوا للتكوين إلى يومنا هذا، والشيء ذاته بالنسبة إلى الإخوان في مراكش، ويجب علي أن أنظم لهم امتحانات. كيف ستخضعهم لامتحانات دون أن يشاركوا في برنامجك التكويني؟ هذا مشكل آخر، إذ أن الإدارة التقنية السابقة لم تكلف نفسها عناء تسليمي معلومات عن الأشخاص الذين خضعوا للتكوين أثناء إشرافها عليهم، ولا حتى سجل النقط، أثناء اجتماع تسليم المهام، وبالتالي فمديرية التكوين لا تملك أي معلومات عن الدورات السابقة والأشخاص الذين شاركوا فيها. لماذا؟ إذا حصلت أنت على إجابة فأطلعني عليها، علما أن هذه المعلومات ضرورية لمعرفة مستوى كل مستفيد، وأنا أؤكد لك أنه إلى حدود اليوم لم يسلمني جون بيير مورلان ولا جمال الحرش ولا عز الدين بالكبير أي معلومة أو وثيقة، وأنا مضطر الآن لأمنح الفرصة للجميع. ما المشاكل الأخرى التي تعانيها؟ المشكل الآخر الذي مازلت أنتظر حله، يتعلق بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إذ أنني وضعت برنامج مديرية التكوين وأرسلته إلى مسؤولي الأخيرة، غير أنني لم أتلق الضوء الأخضر إلى حدود الآن. كم دورة تكوينية نظمتها إلى الآن؟ دورتان، الأولى تهم المدربين المكونين، وسبق أن تحدثنا بشأنها، والآن هناك دورة تكوينية خاصة بالمديرين التقنيين للعصب الجهوية، ويعرف حضور جميع الأطر، وهو مهم لأننا نهدف من ورائه إلى توحيد البرنامج والرؤى، وإشراك المديرين التقنيين للعصب أمر ضروري، لأن الدروس تكون موحدة في جميع العصب الجهوية. ألم تتلق بعض الاحتجاجات من أطر يرغبون في الخضوع للتكوين؟ نحن الآن لم نحدد أي لائحة، لأن الإدارة التقنية السابقة لم تسلمني أي معلومات عن الدورات التي نظمتها، وما أتوفر عليه حاليا هم اللاعبون الدوليون السابقون واللاعبون الممارسون بالخليج، وسأستدعيهم لاجتياز التكوين الخاص بهم، وهذا ما يفسر عدم وجود احتجاجات. ما هي المعايير التي اخترت بناء عليها الأطر التي ستشارك في التكوين؟ بداية أود أن أشير إلى أن برنامجي سيغطي جميع مناطق المغرب، وكان ضروريا أن أستعين بأطر يتوافقون مع برنامجي، وسيطبقون نقطة من النقط الأساسية في البرنامج المذكور، لأن هذه نقطة مهمة جدا، الشيء الذي دفعني إلى اختيار كل مسؤول عن منطقة من الجهة التي ازداد بها وعاش فيها، فمثلا مرسلي من الشرق، وهو المسؤول في منطقته، وعمر الرايس من الشمال وهو المسؤول عنها، وكذلك الشأن بالنسبة إلى مامي السملالي في الجنوب، وخالد الموحيد في الغرب، ومصطفى موتيب في الدار البيضاء.وهناك شيء آخر، فلأول مرة هناك دكاترة من حجم داودة وبن الشيخ ورحيب ولمريني والوردي، يشاركون في تكوين المدربين، ويجب أن يعرف الجميع أن هذه الأسماء لها وزنها في التكوين، كما أنه لأول مرة نجري دروسا في الإسعاف، والذي يعد درسا مهما في تكوين المدربين، خاصة بعد ارتفاع حالات الموت المفاجئ داخل الملعب. ما هي الأهداف التي تتوخى تحقيقها في أربع سنوات المقبلة؟ صراحة، أطمح بعد نهاية أربع سنوات التي تعاقدت فيها مع الجامعة، أن يتوفر المغرب على العدد الكافي من المدربين في جميع التخصصات، من معدين بدنيين ومدربين حاصلين على شهادة التدريب ”ألف برو” و”ألف” ومدربي الحراس والمحللين التكتيكيين والإداريين المحترفين والمدربين الخاصين بكرة القدم الشاطئية التي يشرف عليها مصطفى الحداوي، والخاصين بكرة القدم داخل القاعة التي يشرف عليها حسن غويلة.والأهم أن يتوفر المغرب على طاقم تقني كامل بالأندية النسوية، كله مكون من إناث، حتى تتسع دائرة الثقة بين الأندية والأسر، سيما أننا ننتمي إلى بلد إسلامي يراعي مثل هذه الأمور.وسأعمل على ترك خزانة مليئة بالدروس النظرية والتطبيقية في جميع التخصصات، إضافة إلى بنك خاص بالمباريات الوطنية والدولية للمنتخبات والأندية. حـرمـة الـلـه... عـودة الـدكـتـور لم يكن تعيين حسن حرمة الله السباعي، مديرا للتكوين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أمرا اعتباطيا، وإنما نتج عن تجربة طويلة لهذا الإطار الوطني، الذي يمكن اعتباره مفخرة لجميع المغاربة.ويتوفر حرمة الله على كاريزما أهلته ليكون موضع ثقة في العديد من الدول، صنعت منه إنسانا ثوريا، أحدثت له العديد من المشاكل سابقا مع مسؤولين أثناء إشرافه على الإدارة التقنية الوطنية لجامعة كرة القدم سنة 1993، وكان لها الأثر الواضح في الانفصال عنه سريعا.غير أن طموح هذا الدكتور كان كبيرا في تجاوز كل تلك المشاكل، وكان عليه أن يدفع ثمن قناعاته الشخصية بالعمل الذي يقوم به، واختار قسرا الاغتراب لمدة وصلت 20 سنة، بعد أن شعر بالظلم والجور من ذوي القربى.واستطاع أن يؤرخ اسمه في العديد من الدول، بعد أن هجره أبناء الوطن، وجعل إنجازاته تتحدث عنه، حتى أضحى سفيرا للمملكة في دول الخليج، دون أن يمر عبر القنوات الرسمية لوزارة الخارجية، وذلك بفضل ما حققه لينال ثقة مسؤولين راهنوا عليه للإقلاع بكرة القدم ببلادهم، ولعل أبرز مثال ما سجلته الكرة الإماراتية في السنوات الأخيرة.وما يميز تعامل حرمة الله تواضعه أثناء الحديث عن مسيرته الرياضية، وحرصه الشديد على إتمام كل المسؤوليات التي أوكلت له، رغم العراقيل التي تواجهه أثناء تنفيذها، الشيء الذي جعله محط اهتمام العديد من الدول الراغبة في تطوير كرتها، ضمنها المغرب الذي يراهن مسؤولوه عن كرة القدم في إخراجها من الهواية التي تخبطت فيها سنوات عديدة. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن

حرمة الله: الإشاعات لن تنال من برنامجي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حصاد: المغرب أكثر أمانا من فرنسا

جمهور الجيش ممنوع من القطارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات