علاج السمنة… عصر جديد

دواء فعال لتقليل الوزن بنحو 20 في المائة بعد 17 شهرا من العلاج دخل علاج السمنة عصرا جديدا، من خلال اعتماد أدوية مخصصة أساسا للمصابين بداء السكري، لكنها تساهم بشكل كبير في التخلص من الكيلوغرامات الزائدة. وبعد أن باتت السمنة آفة يعانيها عدد كبير من الأشخاص في شتى أنحاء العالم، أصبح البحث عن وسائل أخرى للتخلص منها. وفي الوقت الذي أثبتت فيه عدة دراسات النتائج الإيجابية لأدوية السكري في خلق "ثورة حقيقية" في علاج السمنة، تعالت أصوات لتحذر من سلبيات الاستعمال المحرف لها. فقدان الوزن بدون جراحة أدوية للسكري تساعد على التخلص من الوزن الزائد تساهم العديد من الأدوية الموجهة لعلاج المصابين بداء السكري في التخلص من الوزن الزائد، الأمر الذي يحتاج إلى كثير من الحذر، سيما مع إقبال شريحة من الراغبين في استعادة أوزانهم الطبيعية عليها. وتتكون الأدوية الجديدة من هرمون "الغلوكاكون»، الذي تفرزه الأمعاء، والذي يعزز إفراز البنكرياس الأنسولين ويرسل إشارة إلى الدماغ بعد تناول الطعام. وتوصف الأدوية المخصصة أساسا لمرضى السكري، لعلاج السمنة أو الوزن الزائد المترافقين مع عوامل اعتلال. ومن أبرز أدوية السكري المستخدمة في إنقاص الوزن دواء يعرف باسم "أوزمبيك» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية، التي تعد من الشركات الرائدة في المجال، وأعلنت في نونبر الجاري عن استثمار جديد بقيمة 2.1 مليار أورو في موقع لإنتاج مضادات السكري. وأكد الخبراء أن للدواء ذاته المستخدم أساسا في علاج مرض السكري تأثيرات ملموسة على فقدان الوزن لم تشهد سابقا مقارنة بأدوية أخرى، وأن النتائج قد تقارب جراحة السمنة. ووصفت النتائج التطور بأنه بمثابة "تغيير حقيقي"، لكنها أكدت أن هذه الأدوية "لا تعالج مرض السمنة على الإطلاق، إذ أن وقف العلاج يؤدي إلى معاودة اكتساب الوزن". وشدد الخبراء على أن الأدوية "يجب أن توصف بحكمة وبطريقة منظمة، لأنه مجال حساس شهد إخفاقات عديدة في الماضي"، سيما أن لهذا النوع من الأدوية المعروفة باسم "جي بي إل 1" في بعض الأحيان آثارا جانبية مثل الغثيان والقيء واضطرابات الجهاز الهضمي. وأضاف الخبراء أن «النتائج قالت إن هناك أشخاصا يستجيبون للعلاجات، والبعض الآخر لا لسبب غير مفهوم". ويكمن الجانب السلبي الآخر في طريقة أخذ الدواء الخاص بداء السكري، في أن استعماله لعلاج السمنة لازال يقتصر على الحقن، والأهم في سعره وعواقبه على موازنة الصحة، إذ يكلف العلاج مثلا ألف دولار شهريا للمريض في الولايات المتحدة الأمريكية. وساهم تناول عدد من المشاهير للأدوية الخاصة بالسكري من أجل إنقاص الوزن، في تعزيز الإقبال عليها لاقتناع شريحة واسعة أنها الطريقة الأمثل للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة. أمينة كندي لمعلوماتك < تلعب تجربة اتباع ما يعرف بحمية الصيام المتقطع دورا كبيرا في التخلص من الكيلوغرامات الزائدة، كما تعد وسيلة فعالة لفقدان الوزن. < لابد من استشارة المصابين بالسمنة الطبيب لوصف أدوية بديلة أو تغيير الجرعة في حال توفر إمكانية، لذلك، عندما يتعلق الأمر باستعمال الدواء الجديد. < ساعدت الأدوية الجديدة الأشخاص الذين يعانون السمنة على اكتساب الفوائد من فقدان الوزن، مثل خفض نسبة السكر في الدم وانخفاض ضغطه. < تتضمن الأدوية عناصر تساهم في إبطاء مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي وتقليل الشهية من خلال العمل على المستقبلات في الدماغ. 5 خطوات يشدد الأطباء لإنقاص الوزن على اتخاذ بعض الخطوات، التي من شأنها تقليل اكتساب الوزن الناجم عن العلاجات الدوائية، سواء كانت أدوية السكري أو أدوية أخرى. ومن بين تلك الخطوات خمس، أولاها تجنب تناول الكثير من الصوديوم في النظام الغذائي لمنع احتباس السوائل خاصة في الأطعمة المصنعة والمعلبة والوجبات السريعة، خاصة الأشخاص الذين يتلقون علاج الستيرويدات أو مضادات الاكتئاب لكبح الوزن. وثاني الخطوات تتجلى في تناول الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية، مثل الفواكه والخضر الطازجة والكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف وشرب الكثير من الماء. أما ثالث الخطوات، فهي زيادة تناول البوتاسيوم في النظام الغذائي لأنه يساعد على التخلص من الصوديوم، وبالتالي المساهمة في خفض ضغط الدم والوقاية من السكتة الدماغية، وهشاشة العظام. ومن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم الموز، والبطاطس الحلوة، والسبانخ، وماء جوز الهند. وتعد رابع خطوة تناول وجبات صغيرة متكررة، بدلا من تناول ثلاث وجبات كبيرة، ما يساعد في تقليل استهلاك السعرات الحرارية، وتقليل الوجبات الخفيفة بين الوجبات. أ. ك الحد من المضاعفات يهدف علاج السمنة إلى الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه. وذلك يحسن الحالة الصحية بوجه عام، ويقلل من مخاطر حدوث مضاعفات متعلقة بها. ولهذا ينصح المصابون بالسمنة بالتعاون مع فريق من خبراء الرعاية الصحية منهم اختصاصي نظم غذائية أو استشاري في السلوك أو اختصاصي السمنة، للمساعدة على فهم عاداتهم الغذائية وأنشطتهم الحياتية وإدخال تغييرات عليها. ويهدف العلاج الأولي عادة إنقاص الوزن بمقدار بسيط، أي بنسبة تتراوح ما بين 5 إلى 10 في المائة من الوزن الإجمالي. لكن كلما زاد الوزن الذي يفقده المصاب بالسمنة، زادت الفوائد التي يجنيها. وتتطلب كل برامج إنقاص الوزن تغيير العادات الغذائية وزيادة مستوى النشاط بالحرص على ممارسة الرياضة. وتعتمد طرق العلاج المناسبة على الوزن والحالة الصحية العامة ومدى الاستعداد للمشاركة في خطة إنقاص الوزن. أ. ك لا يؤخذ دون استشارة طبية الدكتور حمضي قال إنه يوصف للأشخاص الذين يعانون السمنة ولا يصلح لإنقاص كيلوغرامات قليلة قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن دواء "زيباوند" الأمريكي الجديد، الذي يخفض الوزن بنسبة 20 في المائة للمصابين بالسمنة المفرطة، أو الوزن الزائد، فعال ويرتقب تسويقه نهاية السنة، مشددا على أنه يوصف للأشخاص الذين يعانون السمنة ولديهم عوامل خطر، وليس للباحثين عن إنقاص كيلوغرامات قليلة، محذرا من الأنواع المقلدة التي تنتشر على الأنترنت، لما تشكله من خطر على صحة المستهلكين. في ما يلي نص الحوار: < رخصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكي، في 8 نونبر الجاري، لدواء جديد يسمى "زيباوند"، وهو من إنتاج المختبرات الأمريكية "إيلي ليلي"، وسيكون متاحا في الصيدليات بالولايات المتحدة نهاية 2023. وللتذكير فإن المادة نفسها الفعالة للمختبر نفسها تم ترخيصها سابقا، تحت اسم "مونجارو" لعلاج داء السكري. ويعتمد الدواء الجديد على مركب "التيرزيباتيد" باعتبارها مادة فعالة، لعلاج السمنة والوزن الزائد. وخلصت الدراسات السريرية إلى أن الدواء فعال في تقليل الوزن بنحو 20 في المائة، بعد 17 شهرا من العلاج لدى فئات معينة ومحددة. < من الأكيد أن هذا العلاج الجديد يعطي الأمل للأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة، أو الذين يعانون زيادة الوزن المقرونة بعوامل المخاطر الأخرى، لكن تعاطي هذا الدواء من قبل أشخاص دون دواع طبية، ودون إشراف طبي، فقط من أجل فقدان بضعة كيلوغرامات، يمثل مشكلة كبيرة على صحة المستعمل. وتمت دراسة ميزان الفوائد، مقارنة بالمخاطر خلال الدراسات السريرية كما هو الأمر مع كل دواء، وتم استخلاص مجموعة من الإرشادات والدواعي الطبية التي تسمح باستخدامه، إذ يصلح للأشخاص الذين يعانون السمنة الحقيقية، أي لديهم مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 ، أو الذين يعانون زيادة الوزن من مستوى مؤشر كتلة الجسم أكبر من 27، و يعانون في الوقت نفسه عامل اختطار آخر واحد أو أكثر، مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو مرض السكري من النوع 2. < تتشابه الآثار الجانبية لاستخدام المادة الفعالة لهذا الدواء، عند مرضى السكري 2 أوالسمنة والوزن الزائد، ويمكن إجمالهما في الغثيان والقيء والإسهال وضعف الشهية والإمساك وعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن، وآلام البطن وانسداد الأمعاء والتهاب البنكرياس، ولا تزال آثار جانبية أخرى قيد الدرس. < تم تحديد السعر بواسطة المختبر المنتج لـ "زيباوند" في 1060 دولارا في الشهر، وهناك دواء "ويكوفي" المنافس، الذي ينتج في الدنمارك حدد سعره في 1350 دولارا شهريا. ومن المؤكد أن المنافسة، واكتشاف المزيد من المواد الفعالة سيؤثران على الأسعار، لكن التكلفة تبقى عائقا كبيرا، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن العلاج يتطلب تناول الحقنات الأسبوعية على مدى أشهر وربما سنوات، مع وجود علامة استفهام حول الحفاظ على فقدان الوزن بعد انتهاء العلاج، إذ يقول الخبراء إنه يتوجب أخذ هذه الأدوية لفترة طويلة جدا، لتجنب استعادة الوزن. < تم تسجيل حالات في السابق لأشخاص نقلوا إلى المستشفى، بسبب تناول أدوية مشابهة، ويتوقع الخبراء في علاقة مع الدواء الجديد، أن يكون هناك مزيد من عمليات الاحتيال والتزييف، التي قد تكون ضارة جدا بصحة المستخدمين المغامرين، دون إغفال خطر استعمال تلك الأدوية دون استشارة طبية، ودون دواع طبية مدروسة، حتى ولو كانت الجرعات أصلية ومقتناة من الصيدليات بطريقة قانونية. أجرى الحوار: عصام الناصيري في سطور - طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية - رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب - نائب رئيس الفدرالية الوطنية للصحة

علاج السمنة… عصر جديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"Bihter" على "برايم فيديو"

طعم سهل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات