إيبولا… حواجز بالمطارات لمنع تسلل الفيروس

جهاز حاسوب متصل بكاميرا حرارية وخلفه وقف طبيب، بلباسه الأبيض الخاص وواق وضع على الأنف وقفازات للحماية من الإصابة بالعدوى في حال لمس أي مصاب، مهمته ضبط حالات الإصابة ب"إيبولا" أو على الأصح الإصابة بارتفاع درجة الحرارة، وبعدها إجراء فحص للتأكد من طبيعة مرض المسافر. يدقق الرجل عينيه في الحاسوب وبين الفينة والأخرى يرفعهما نحو المسافرين القادمين من إحدى الدول التي ينتشر فيها الوباء والتي حافظت شركة "لارام" على الرحلات الخاصة بهم.يتقدم المسافرون كل واحد على حدة نحو الكاميرا الحرارية، يواصل بعدها الأشخاص غير المصابين بالمرض طريقهم نحو وجهتهم، فيما يطلب من الأشخاص الذين تشير إشارة بلون أحمر على الحاسوب أن حرارتهم مرتفعة البقاء جانبا ليتم إخضاعهم لفحص دقيق للتأكد من إصابتهم بالفيروس أو بمجرد ارتفاع درجة الحرارة نتيجة مرض آخر. الوضع يبدو متحكما فيه داخل النقاط الحدودية، خاصة أن كل التجهيزات وضعت رهن إشارة الأطباء واللجنة المختصة، لكن بعيدا عند النقاط الحدودية، كان الله في عون أطباء القطاع العام في هذا البلد، خاصة العاملين منهم في مستشفيات تفتقد أبسط شروط العمل في الظروف العادية، فما بالك بالاستثنائية حيث وباء "إيبولا" الفتاك يقترب منا رويدا رويدا، ولم تعد تفصله سوى بضعة كيلومترات بعد أن ضرب الجارة الشمالية اسبانيا.الوزارة الوصية تقول إن الوضع متحكم فيه إلى حدود الساعة دون تحديد نوعية هذا التحكم وأساليب تحقيقه، بل إنها ذهبت أبعد من ذلك وتمسكت بقرار تأجيل كأس افريقيا حتى لا يدخل المشجعون الفيروس الفتاك إلى المغرب، وفي مقابل هذه الرواية الرسمية تبدو رواية بعض الأطباء التي ترسم وضعا سوداويا وتعطي انطباعا بأن "الحاضي أو الحامي الله" لهذا الشعب من الوباء اللعين.الأطباء يقولون إن هناك صعوبات كبيرة ستظهر في حال ما إذاظهر الفيروس بالمغرب، بالنظر إلى غياب وسائل العمل ووجود ثغرات كبيرة في إجراءات الوقاية، من بينها اختلالات بغرف العزل التي وضعت في مجموعة من المستشفيات بالمدن الكبرى، وكذا غياب توعية وتدريب للأطباء والممرضين على كيفية التعامل مع حالات الإصابة بهذا الفيروس ومكافحة انتشار العدوى. الروايات متضاربة حول قدرات المغرب على منع انتشار الوباء الفتاك في حال ما إذا وصل إلى بلدنا، والشعب المغربي حائر في تصديق أي منهما، إلى حد دفع بعضهم إلى عدم المبالاة أحيانا بالموضوع وتجاهله والتمسك بالقضاء والقدر خيره وشره حلا من شأنه أن يزيل كل الإرهاصات والتخوفات التي قد تدخله في دوامة من التساؤلات. "الماية تكذب الغطاس" كما يقول الإخوة المصريون، فبجولة في بعض المستشفيات، خاصة المستعجلات المرشحة لاستقبال مثل هذه الحالات، يبدو الأمر عاديا ولا شيء ينبئ أن هناك استعدادات وحالة تأهب لاستقبال حالة إصابة بوباء قاتل. من محاسن الصدف تزامنت الزيارة المفاجئة لأحد المستعجلات بالبيضاء بوجود مريض كشف أقاربه أنه يعاني ارتفاعا حادا في درجة الحرارة، وبعيدا عنه قالوا بوجود شكوك، بل تخوفات من أن يكون مصابا بفيروس "إيبولا"، إلى درجة أنه امتنع عن زيارة الطبيب لمدة يومين كاملين واكتفى ببعض الأدوية التي اعتاد تناولها في حالات أعراض مشابهة.تتبعنا الحالة وكنا نعتقد أن المستشفى سيقلب رأسا على عقب بعد أن يطلع الطبيب على درجة حرارة المريض التي وصلت الأربعين في بعض الأوقات، حسب أحد أقرباء المصاب.لاشيء حصل، فالطبيب لم يهمس بأكثر من كلمتين استفسر من خلالهما المريض عما يعانيه، فأجاب الأخير بصوت خافت "فيا السخانة"، قبل أن يحرر وصفته الطبية التي تضمنت دواءين، ثم طلب منه التوجه نحو الممرض من أجل حقنه بإبرة تساعده على تخفيض درجة حرارته.استسلم المريض لتعليمات الطبيب الذي بدا مستعجلا من أمره خاصة أن قاعة الانتظار كانت مليئة بالمرضى، وبقي السؤال الكبير حول احتمال إصابته بوباء "إيبولا" التي بدت بعض أعراضه عليه، معلقا وبدون جواب شاف، ليحمله معه إلى منزله ويحاول بطريقة ما التخلص منه أو إيهام نفسه بأنه صحيح معافى، وأن الوباء لم يدخل بعد إلى هذا البلد السعيد.الصديق بوكزول

إيبولا… حواجز بالمطارات لمنع تسلل الفيروس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خوف المهنيين يساهم في تفشي إشاعات "إيبولا"

الداخلية والدرك يراقبان عبور "إيبولا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات