الوردي: ننتظر فتوى بعدم غسل المتوفين بإيبولا

قدم الحسين الوردي، وزير الصحة، مجمل التدابير التي اتخذتها الدولة لمنع دخول إيبولا، كما طرح في الحوار الذي أجراه بمقر "الصباح" فرضية ظهور أي حالة وكيفية التعامل معها. بوصفكم وزير الصحة ونظرا للموقف الأخير للمغرب بتأجيل تنظيم كأس إفريقيا، هل لكم أن تميطو اللثام عن مجموعة من الحقائق التي دفعت إلى اتخاذ الموقف وهل المغرب في منأى من إيبولا؟ أولا ينبغي أن يعرف الجميع أن إيبولا مرض معد خطير ظهر في البداية في فترة السبعينات، بثلاث دول إفريقية، في الأول لدى الحيوانات، وانتقل عند أناس يعيشون بالقرب من نهر يطلق عليه إيبولا في الكونغو الديمقراطية، وهكذا أخذ الفيروس هذا الاسم، وهو مرض لا ينتقل عبر الهواء، عكس مرض كورونا، بل هو مرض ينتقل عبر لمس دم المريض أو سوائل جسمه أو إفرازاته، وهو مرض قاتل بنسبة تتراوح من 50 إلى 90 في المائة، ومشكله أيضا أنه فيروس خادع، لأن الإنسان عندما يصاب لا تظهر عليه الأعراض إلا بعد فترة من يومين إلى 21، إذ أنه خادع بهذا المعنى، إنها المدة التي يتكون فيها وقبل أن يظهر عند المصاب يكون الأخير تنقل بين مجموعة من النقط خصوصا أن ظهوره لا يتحقق إلا بعد أسبوعين أو ثلاثة من الإصابة. وهو فيروس يخنق خلايا الجسم ويمنعها من التنفس وتبدأ آلام الرأس والمفاصل تماما مثل الزكام، ومن بعد بسرعة يبدا المصاب بالتقيؤ ثم الإسهال والنزيف، في كل الجسم إما داخليا أو خارجيا، إذ يتسبب ذلك في تلاشي الخلايا، ما يسبب الوفاة، وللأسف إلى يومنا هذا فهذا المرض لا علاج له ولا لقاح. ولكن كيف يتم التعامل مع المصابين أو المشكوك فيهم سيما أنهم يوضعون في مصالح طبية مختصة؟العلاج المتبع حاليا ينحصر فقط في مواجهة الأعراض، فإذا كان المريض يتقيأ كثيرا نتبع علاجا لمواجهة القيئ، وإن كانت حرارته مرتفعة يتم كذلك تخفيضها وغير ذلك من الأعراض التي تتم مواجهتها بالوسائل والأدوية المتاحة. ثم للجواب أكثر على السؤال، فمنظمة الصحة تتحدث عن تطور سريع وتطور خطير وغير عاد، وإلى حدود 8 أكتوبر بلغ عدد المصابين 8933 مات منهم 4033، فالوباء بهذا المعني يقتل شخصا من بين مصابين اثنين. ما ذا بالنسبة إلى المغرب وما هو مخطط مواجهة إيبولا؟ المغرب ومنذ أن ظهر إيبولا، وضع مخططا وطنيا لمواجهته ومنعه من الدخول إلى الوطن، وهذا المخطط نطوره كل يوم. فمادام الفيروس خادعا فجميع المخططات في العالم لا يمكنها أن تحقق نسبة نجاح 100 في المائة لمنع دخوله، أي نعم، تعمل جهدها لعدم دخوله، إلا أنه ليس هنالك ما يمنع من تسلل الفيروس، كيفما كانت الدولة والوسائل المتاحة، فالوسيلة الوحيدة التي تمنع انتشاره هي العزل، أي أن كل دولة تغلق الحدود على الأخرى وكل مدينة تفعل الشيء نفسه وهكذا دواليك وهذا غير ممكن. بالنسبة إلى تدابير المخطط الوطني، هل لكم أن توضحوها أكثر؟ المخطط الوطني موجود ونطوره بشكل متواصل. ويتضمن أربعة مستويات. فالتدابير الأولى هي أن نحاول ما أمكن أن لا يدخل هذا الفيروس، ونعمل على تتبع المعلومات عن الوباء بشكل يومي في الدول التي يوجد فيها، وأيضا مع منظمة الصحة العالمية، ونرصد تطوره. في كل يوم هناك لقاءات وندوات رقمية. فهناك تدابير ملموسة في هذا الإطار في مطار محمد الخامس وميناء طنجة المتوسط وفي النقطة الحدودية الكركرات.إذ اتخذت تدابير بالنسبة إلى الرحلات الجوية، سيما أن طائرات الخطوط الملكية المغربية مازالت تنقل المسافرين من الدول الثلاث التي يوجد فيها الفيروس. فهناك بمحطة الانطلاق، الطائرات مجهزة بكاميرات لقياس حرارة الركاب تعمل بواسطة الأشعة فوق الحمراء، وكل من اشتبه فيه بعد رصده بتلك الكاميرات يمنع من صعود الطائرة، كما أن التدابير ذاتها تستمر عند الركوب، وتتمثل في وجود كاميرات مماثلة حتى داخل الطائرة، فالعاملون داخلها لديهم تكوين في تتبع المسافرين وملاحظة الحالات غير العادية التي ترصد داخل الطائرة للإبلاغ عنها. فمن دون أن يشعر المسافر يتم تعقبه إلكترونيا بهذه التقنية. واتخذت أيضا احتياطات في حال ظهور حالة مشكوك فيها أثناء إقلاع الطائرة، بفضل تعبئة الموارد البشرية العاملة في الطيران وتكوينها، إذ تم إعداد جزء خلفي مع تجهيز هذا المكان غرفة عزل، وتوجد تجهيزات خاصة بالأشخاص الذين سيتكلفون بنقل الشخص المشكوك فيه إلى المعزل، عبر ألبسة خاصة وغير ذلك من الاحتياطات ذات المواصفات العالمية.عند الوصول إلى مطار محمد الخامس، فإن المراقبة تكون بالحدة نفسها والطريقة ذاتها، وفي حال وجود شك توجد قاعة للعزل، مع وجود وسائل الوقاية وغير ذلك لمنع الفيروس من الدخول. هل يتم رصد كل المسافرين الوافدين على المطار من دول إفريقيا؟ هناك 26 رحلة جوية منها ثلاث تأتي من هذه الدول، نفتش فقط الطائرات الوافدة من الدول التي رصد بها الفيروس وهي ثلاث، وتأتي بحوالي 150 مواطنا، 100 منهم يكونون عابرين فقط عبر المطار إلى وجهات أخرى، بينما يتوزع داخل المغرب الآخرون الذين يتراوح عددهم بين 40 و50 شخصا. وهناك استمارة تمنح لهؤلاء يوضحون فيها الوجهة وعنوان المبيت وغيرها، ويتم تتبعهم بالانتقال إلى مقرات السكن لتتبع حالاتهم عبر قياس الحرارة وغير ذلك، للاطمئنان، سيما أن الفيروس كما قلنا يظهر بين يومين و21 يوما، وهناك وسائل لوجيستيكية وضعت رهن الإشارة لإنجاح العملية والتأكد من حالة الوافدين إلى المغرب من هذه البلدان، من بينها السيارات (42 سيارة) والأجهزة وغيرها، كما أن الدرك الملكي يلعب دورا مهما في هذه العملية.حالة بنجرير مثلا، هي نتاج لهذه العملية، فبعد انتقال اللجنة المكلفة رصدت ارتفاع الحرارة لدى المعني بالأمر ما استدعى نقله للقيام بالتحاليل وغير ذلك، كما أن هناك حالتين لمسافرين أعطيا معلومات مغلوطة أثناء تعبئة الاستمارة، إلا أنه بالتتبع تم رصدهما في القطار متوجهين إلى فاس، وأجريت لهما عملية تتبع حالتهما الصحية، كما أننا نستعين بأرقام هواتف المعنيين بالأمر، وفي حال عدم توفرهم على هاتف فإنه يتم منحهم إياه لتسهيل عملية المراقبة.ولإنجاح عمليات التتبع لمحاصرة الفيروس ومنعه من الدخول أو الانتشار، فإنه تجري أيضا فحوصات على الذين يكونون في المقاعد المحاذية للحالة المشكوك فيها التي يتم رصدها.فالمخطط يتطور يوميا كما قلنا، وللغرض ذاته تم تجهيز أربعة مختبرات على الصعيد الوطني، مختبر معهد باستور بالبيضاء، ثم مختبر الدرك الملكي، مجهزان جيدا. وهناك مختبران ينتظر أن يكونا مجهزين تماما في اليومين التاليين، وهما المستشفى العسكري بكلميم ونظيره بالرباط. ماذا عن الحالات التي لا يتم رصدها أثناء عبورها المطار؟ هذا هو جزء من المستوى الثالث في المخطط الوطني، ويعنى بالحالات التي تدخل دون رصدها في المعابر الحدودية، وإذا رصدنا الحالة وتبين أنها فعلا حاملة للفيروس، هذا الجانب أيضا تم أخذه بعين الاعتبار، ولهذا وضعنا 31 سيارة إسعاف مخصصة لنقل الحالات المشكوك فيها، وهي مجهزة بأحدث التقنيات إذ بداخلها نفق بلاستيكي، يشكل معزلا يوضع فيه المصاب، وينقل إلى المصلحة الطبية التي ستتكفل بها والمجهزة بدورها، وفي هذا الصدد تم إعداد مصلحتين على الصعيد الوطني، ويجري الإعداد لست أو سبع مصالح أخرى مشابهة.فلا قدر الله ودخل الفيروس لن يكون هناك انتشار للعدوى، لماذا؟ لأن الفيروس بطبعه مرتبط بالموطن الذي نشأ فيه، وستكون حالات متفرقة.ولهذا الغرض توجد بمستشفى مولاي يوسف 8 قاعات مختصة لاستقبال هذه الحالات ومجهزة بتقنيات عالية تمنع تسرب الفيروس إلى خارجها. ثم هناك مصلحة أخرى بالداخلة، ويوم الأربعاء الماضي، أكملت مصلحة أخرى بأكادير، وهي كلها مجهزة بأحدث التقنيات لمواجهة الوباء، سواء بالنسبة إلى المرضى أو بالنسبة إلى العاملين داخل هذه المصالح الطبية. هناك أيضا جانب خاص بالعاملين في المصالح الطبية، ويتعلق بالتكوين وكيفية التعامل، وأيضا الاحتياط عند نزع الرداء الخاص، حتى لا يلمس صاحبه أي جزء من جسمه بعد الانتهاء. لا خوف من المهاجرين السريين ماذا عن النفايات الطبية المستعملة لمواجهة الوباء في حال ظهوره؟فكرنا أيضا في النفايات الطبية (الحقن وغيرها)، وهي نفايات قد تسبب في انتشار الوباء إذا لم يحسن التخلص منها بالإحراق، الآن نفكر في خدمات شركة متخصصة في تيط مليل، وسنجلب أفرانا أخرى جديدة تكون رهن الإشارة لتبديد النفايات بشكل سليم.وأيضا في حال لا قدر الله توفي مصاب بالفيروس، فهناك إجراءات خاصة، إذ يجب أن لا يتم لمسه وأن يدفن على عمق مترين، وبما أننا دولة إسلامية، والمسلم يغسل قبل دفنه فقد بعثنا بطلب فتوى في هذا الأمر، فالفيروس ينتقل باللمس ولا يمكن غسل المصاب. ولهذا ننتظر صدور الفتوى بعدم غسل المصاب بالفيروس وهو القول الذي أنيط بالعلماء. يتسلل إلى المغرب مهاجرون غير شرعيين، هل وضعهم المخطط رهن المراقبة؟ بالنسبة إلى المهاجرين غير الشرعيين، فالخوف في هذا الباب مستبعد، فهذه العينة من المهاجرين تقضي شهورا عند مغادرة بلدها الأصلي، ولو كانت هناك حالة فستظهر، سيما أن الفيروس كما قلنا خادع ويظهر من يومين إلى 21 يوما. ثم إن الموجودين داخل المغرب المتحدرين من دول جنوب الصحراء، لا خوف منهم، فهم مقيمون، والحالات التي يمكن أن ترصد تكون للوافدين في ظرف من يومين إلى 21 يوما، وهذا استدل عليه علميا وهذه هي الحقيقة وليس لدينا ما نخفيه.وللغرض نفسه ولكل غاية مفيدة يمكن الإبلاغ عنها، وضعت الوزارة رقما أخضر وطنيا مجانيا رهن إشارة المواطنين 0801004747 ويمكن لأي مواطن أن يستفسر أو يبلغ أو يدلي بأي شيء مفيد في هذه الحملة التحسيسية والتوعوية. أجرى الحوار: المصطفى صفر

الوردي: ننتظر فتوى بعدم غسل المتوفين بإيبولا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المراكز الصحية ..."الحاضي الله"

خوف المهنيين يساهم في تفشي إشاعات "إيبولا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات