المراكز الصحية …”الحاضي الله”

"لا يستدعي الموقف ارتداء الأقنعة أو الألبسة الخاصة بالتحصين من المرض المعدي، والحالات الواردة على المراكز معتادة عموما، أما الحديث عن وباء الإيبولا، فهو سابق لأوانه. الأمور تسير بشكل عاد في المستشفى". هذه تصريحات دكتور فضل عدم ذكر اسمه، يزاول مهامه بالمستشفى الإقليمي الحسني بالبيضاء، حيث الأمور تشير بشكل معتاد، ازدحام في البوابة وحارس الأمن الخاص، يصرخ تارة وأخرى يوجه المرضى إلى الداخل، فيما آخر يحكم القبضة على البوابة الحديدية، لكي لا "يهجم" المرضى وذووهم إلى داخل البناية.الأمر يتعلق هنا بنوع من التنظيم الذي عهد إلى هذه الفئة، وتحسبا لدخول الطفيليين، فالمريض ينبغي أن يكون مرافقا بشخص واحد، إذ لا يسمح بمرافقته بأكثر من اثنين، حتى لا يمتلئ بهو المستشفى ويكتظ، ما يخلف متاعب أخرى للعاملين داخلها.لا وجود لحالات الهلع التي سجلت ببعض المراكز الصحية والمستشفيات مثل ما وقع بالرشيدية، التي استقبل فيها مستشفى مولاي علي الشريف، قبل أسبوعين، مهاجرا مغربيا بدولة إفريقية، حل أخيرا بمسقط رأسه وانتابته حمى وصداع دفعا أسرته إلى زيارة طبيب المستعجلات، ما أوقع المستشفى في ارتباك، سيما بعد العلم بأن المهاجر حل أخيرا من بؤرة مشكوك في انتشار إيبولا فيها. أو حالة إحدى المصحات بالبيضاء التي وقعت في الأزمة نفسها عند استقبال مريض آخر يعاني الشيء نفسه. مثل هذه "الأزمات" لا تستشعرها في مستشفى الحسني، بل الأمور تسير بشكل روتيني، استقبال للمرضى وتوجيههم إلى الفحص، بعد مرورهم عبر صندوق الأداء، لا حاجز ولا واقي ولا أي أثر للاحتراس أو اليقظة أو الخوف من زائر قد يكون لا قدر الله مصاب بإيبولا."الإيبولا"، كما تناقلت الأخبار، مرض معد خطير، ينتقل بالاحتكاك أو بواسطة العرق أو البول وغيرها من الطرق التي تسهل انتقال العدوى إلى شخص آخر. هذه الوسائط تدفع أكثر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحماية والوقاية، إلا أنه في بعض المراكز الصحية والمستشفيات، لا وجود لهذه الاحتياطات أو الاحترازات، فكل الزائرين، مرضى كانوا أم ذوهم يدلفون إلى الداخل، ويقع الاحتكاك، سواء عند البوابة الحديدية أو بقاعة الانتظار الصغيرة، التي تستقبل الوافدين قبل الأداء والتوجيه إلى العلاج.الطبيب نفسه الذي التقته "الصباح" صرح أن الأمر عاد، وأنه يصعب أن تشك في كل وافد، سيما أن الفترة معروفة بانتشار أمراض تنتج أعراض إيبولا نفسها، كالحمى والزكام، فالعمل يسير بشكل طبيعي، خصوصا أن هناك مواصفات خاصة لاحتمال الإصابة بإيبولا، من بينها أن يكون المريض حل من بلد من البلدان الإفريقية التي ينتشر بها الداء. وأضاف أن المسؤولين في وزارة الصحة بتنسيق مع باقي المتدخلين، وضعوا إجراءات لتتبع أمثال هؤلاء الوافدين على المغرب، وأن جل الحالات التي سجلت إلى اليوم لم تكن حاملة للفيروس، بل كانت لأمراض أخرى.وأورد أيضا أنه عند ورود حالة تستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة فإن حالة الاستنفار تبدأ وتتم مواجهة الموقف بما يتطلبه من حزم، وتوجيه المريض إلى مستشفى مولاي يوسف، حيث يوجد مركز متخصص لاستقبال مثل هذه الحالات.يبدو أن "معيار" الحلول من دولة إفريقية ينتشر فيها المرض، مازال المحدد الأساسي لإنجاز التحاليل والفحوصات اللازمة، وإن كان المغرب لم يسجل إلى اليوم أي حالة، ومع ذلك أبدى احترازا عبر تأجيل تظاهرات رياضية، فالأمر يستدعي أيضا اليقظة والتحسيس بطرق الوقاية وكيفية التعامل مع المرضى، وقديما قيل "الوقاية خير من العلاج".المصطفى صفر

المراكز الصحية …”الحاضي الله”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أوزين: نتفهم إكراهات الـ"كاف"

الوردي: ننتظر فتوى بعدم غسل المتوفين بإيبولا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات