المغاربة و”إيبولا”… سيف الإشاعة وفخ العنصرية ضد الأفارقة

في البيضاء وفاس ووجدة والرباط، ظهر لـ"الصباح" أثناء استيقائها شهادات مواطنين من شرائح وفئات مهنية متنوعة، أن المغاربة، خصوصا بعد تراجع السلطات عن استضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا، يتابعون التطورات المرتبطة بوباء «إيبولا» عبر العالم. وإذا كان أغلبهم على دراية بخطورته وطرق انتقال العدوى، فإن ثقتهم في التدابير المتخذة من طرف السلطات لم يتحقق عليها الإجماع، بل يدعون إلى تشديد المراقبة على تجمعات المهاجرين السريين، ما يشير إلى أن ترك باب نسج الإشاعات حول «الفيروس» مفتوحا وإقرانه بالمهاجرين، قد يقود إلى السقوط في فخ العنصرية ضد هؤلاء. مراقبة تجمعات المهاجرين بوجدة أعلم أن فيروس «إيبولا» خطر صحي عالمي يتهدد العالم، ونحن معرضون للإصابة به، إذ ينتشر بين البشر عبر الاتصال المباشر من خلال الدم الملوث بالفيروس، وغيره من سوائل الجسم، أو عن طريق الاتصال الجنسي، كما يمكن أن ينتقل بطريقة غير مباشرة من خلال الأشياء الملوثة بالفيروس من حولنا، وحتى جنازات ضحايا «إيبولا» من الممكن أن تكون مصدرًا للعدوى إذا حدث اتصال بين المشيعين وجثة المصاب، والعاملون في المجال الطبي الذين لا يرتدون الملابس الواقية المناسبة قد يصابون بهذا الوباء أيضا.وبحكم وجودنا في منطقة عبور للهجرة السرية حيث تمر أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة السريين، فإنني لا أخفي توجسي كلما سمعت بهذا الفيروس، خصوصا وأنه لحد الآن لم أسمع بأية إجراء وقائي لتفادي دخول الفيروس، وبالتالي لابد للأجهزة المغربية المعنية أن تقوي الإجراءات الوقائية كتفادي الاتصال بمرضى إيبولا وكل ما تفرزه أجسامهم، وكمواطن من مدينة وجدة أدعو إلى مراقبة التجمعات البشرية للأفارقة الموجودين بالجهة الشرقية كي يتم التحكم في حالات الإصابة التي قد تظهر عبر وافدين جدد إلى المغرب بشكل غير قانوني.حسن دبدوبي، إطار إداري (وجدة) أخشى أن يتسرب إلينا "إيبولا" عبر الهجرة السرية أود أن ألفت الانتباه إلى الخطر المحدق بنا جراء توالي تدفق مئات المهاجرين على المغرب بشكل سري، وما يمكن أن يشكله ذلك من احتمال نقل هذا الفيروس القاتل إلينا، بشكل قد يستعصى علينا السيطرة عليه، ولذلك يجب أن لا نأخذ الأمور بمعزل عن هذا الأمر. وبخصوص الاحتياطات بالمطارات والمستشفيات فهي ضرورية، لكن يجب أن تطول كذلك أولئك الذين لا يمرون من هذه القنوات للوصول إلينا والوجود بين ظهرانينا دون استئذان أو يتركوا فرصة الكشف على هؤلاء المهاجرين الذين نلمحهم في غابة قرب محطة القطار بفاس وفي كل الطرق الرئيسية بمختلف الأحياء، فحذار من خطرهم الجارف الذي يهددنا. أمينة العابدي فاعلة جمعوية (فاس) المغرب محصن من الداء وأثق في الإجراءات المتخذة أعتقد أن تشديد الاحتراز واتخاذ الاحتياطات اللازمة في حالة مثل هذه، أي انتشار وباء «إيبولا»، شأن ضروري وجدي، خصوصا في المستشفيات والمداخل الحدودية إلى المغرب. ورغم تواتر أحاديث عن الاشتباه في حالة هنا أو هناك، إلا أنني لست متخوفا، ومتؤكد من أن المغرب لم يسجل أي حالة، كما أعتقد أنه محصن من الداء، إذ أثق في الاجراءات والتدابير التي اتخذت.هذا بالإضافة، إلى أن بلادنا لها تجربة جيدة في تدابير الوقاية، وسبق أن نجحت في احتواء مجموعة من الأوبئة، بفضل مواردها البشرية وكفاءاته، ولعل مجرد تقديم طلب تأجيل منافسات كأس أمم إفريقيا التي ستقام ببلادنا، بحد ذاته دليل على أن بلادنا جادة في إجراءاتها الاحترازية.الحبيب كروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية (الرباط) الحيطة والحذر إجراءان ضروريان أعلم أن «إيبولا»، فيروس خطير، أعراض الإصابة به، تبدأ عادة بالظهور بعد يومين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالعدوى، وتتمثل في حمى والتهاب الحلق، وآلام العضلات والصداع، وعادة ما يتبعها غثيان وقيء وإسهال، يصاحبهما انخفاض في وظائف الكبد والكلية، وهي المرحلة التي يتعرض فيها بعض الأشخاص لمشاكل النزيف الداخلي.في المغرب مازلنا نعيش نوعا من الارتباك في التعامل مع هذا الداء الغريب الذي شغل العالم، والأكيد أننا سنتوخى، دائما، الحيطة والحذر في التعامل مع الحالات التي ترد وعليها بعض أعراض هذا الفيروس، بعد معاينتها، علما أن الإصابة بالفيروس تتم عن طريق الاتصال بالدم أو سوائل الجسم للحيوان المصاب بالعدوى.ومن خلال معاينتنا اليومية، هناك مجموعة من الاجراءات التي نقوم بها احتياطيا، على رأسها توخي الحيطة الحذر، وكذلك العمل على تجنب كل ما من شأنه أن يتسبب لنا في أشياء قد تثير مخاوفنا.عبدالصادق هراوة: ممرض (مراكش)المكانة الدولية لمراكش جعلتنا متأهبين بكل صراحة لا أعرف الشيء الكثير عن داء «إيبولا»، وكل ما يتوفر الآن ما نسمعه في وسائل الإعلام، والتي تؤكد انتشار هذا المرض الفتاك في مجموعة من البلدان، خاصة الإفريقية.ولأن مراكش مدينة سياحية وذات بعد تعايشي، إذ تعرف حركة ذهاب وإياب لمواطنين من جنسيات وأعراق كثيرة، فأعتقد أن في الأمر نوعا من الخطورة، وينبغي توخي الحيطة والحذر، ومن هنا أؤكد، أن الطلب الذي تقدم به المغرب عن طريق وزارة الصحة بتأجيل كأس الأمم الإفريقية في صالح بلادنا التي يجب أن نحميها من كل الأخطار في إطار السيادة المغربية، مادام هذا الوباء، بكل صراحة، تحول إلى كابوس يومي يهدد البشرية.عبداللطيف الفرغساوي: موظف (مراكش)مطمئن على قدرات المغرب الوقائية «إيبولا» على وشك الخروج عن السيطرة، إذ أنّ حالات الإصابة به في غرب إفريقيا تزداد، بمعدل ضعفين كل أسبوعين أو ثلاثة، وعدد المصابين به قد يصل إلى 1.4 مليون شخص بحلول منتصف يناير المقبل، وهذه الوتيرة، هي التي تجعلنا نحس أننا مهددون أكثر من أي جهة أخرى، لأن المغرب منطقة عبور. ومع ذلك، فبقدر ما أنا مطمئن على قدرات المغرب الوقائية، فكل خوفي، من أن يستفحل الوباء ليصل الى بلادنا عن طريق مداخل غير خاضعة للمراقبة، كما نخاف كذلك أن تمس العدوى لا قدر الله، العاملين في القطاعات التي تتلامس مع المصابين بالخصوص، إذ لاقى عدد من أخصائيي الرعاية الصحية حتفهم أثناء محاربة هذا المرض.ورغم أنني حزين لأن المعدات التي بحوزة الدول الإفريقية أقل بكثير من المعدات الموجودة في البلاد المتقدمة، فأود أن أشيد بمجموعة من الأشخاص، مستعدة للمجازفة من أجل إخوانها في الانسانية، أي أولئك العاملين بالمطارات والمستشفيات.جمال كمكامي، موظف (وجدة)خطر جارف تجب حماية المغاربة منه رغم أهمية الاحتياطات المتخذة على مستوى المطارات والمستشفيات للحيلولة دون تسرب فيروس إيبولا أو انتشاره، فهي تبقى غير كافية خاصة بالمستشفيات التي ما زالت تعاني نقصا في التجهيزات والأطقم الطبية، ما يجعلنا نتخوف خاصة في ظل محدودية قاعات العزل أو انعدامها اللهم في المستشفيات الجامعية. والسؤال المطروح في نظري: هل أعدت مستشفياتنا العدة لهذا الخطر الذي يهدد الشعوب؟، وذلك بتوفير تلك القاعات والأطر المختصة في محاربة الأوبئة والمستلزمات الطبية الضرورية لذلك؟ وما أظن ذلك قائما على أرض الواقع، لذلك وجب على وزارة الصحة أن تحمينا من خطر جارف يهددنا في أرواحنا، بتكثيف جهودها وكل الإجراءات الوقائية بالمستشفيات والمطارات وغيرهما. عبد الإله شركيف، متقاعد (فاس) أشك في جدية المراقبة في المداخل الحدودية يستمد «إيبولا» خطورته من أنه لا يمهل المصاب به كثيرا من الوقت قبل الموت، إنه أخطر من داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، وإذا لم يتم إسعاف المصاب بعلاجات مكثفة بأقصى سرعة فإنه حالته تتدهور سريعا، وهذا ما يتطلب اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية الممكنة من طرف السلطات المختصة.ومن خلال متابعتي للتطورات، وقفت على ضعف توعية وتحسيس المواطنين من طرف وسائل الإعلام ووزارة الصحة، كما أن الإجراءات المتخذة، بدت لي غير كافية، ولا يظهر أن هناك جدية في المراقبة حتى على مستوى المطارات، زيادة على ذلك، الكثير من الزملاء الممرضين والأطر الصحية، كشفوا لي أنهم لم يخضعوا لتكوينات بخصوص «إيبولا»، واستفاد منها فقط العاملون بالمستعجلات، في حين أن حالات مصابة بأمراض تعد من أعراض الوباء، لا تدخل إلى المستشفيات، بالضرورة، عبر أقسام المستعجلات. وإذ أتوقع أن يكون الوضع كارثيا في حالة ما تسرب الوباء إلى المغرب، خصوصا بالبيضاء، بسبب الازدحام فيها وكثافتها السكانية، فإنني أريد أن أنبه، إلى مسألة مهمة: الاجراءات المتخذة يجب أن تشمل المراكز الصحية في الأحياء، لأن الواحد منها يستقبل كمعدل حوالي 200 مصاب بأعراض مختلفة، ولأنها الأقرب إلى السكان.سناء الدبليج، أستاذة في معهد لمهن الصحة (الدار البيضاء) الشهادات جمعها: امحمد خيي ونبيل الخافقي (مراكش) وحميد الأبيض(فاس) ومحمد المرابطي (وجدة)

المغاربة و”إيبولا”… سيف الإشاعة وفخ العنصرية ضد الأفارقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رشوة بمستشفى ابن سينا تربك الوردي في البرلمان

"إيبولا"... آخـر انشغالات الأطباء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات