الخرشي : المقاربة الأمنية غير كافية

أكد عبد الغني الخرشي، أستاذ علم النفس الطبي أن ظاهرة العنف قديمة، وتنقسم إلى عنف جماعي وضد الذات، وجسدي ولفظي، مبرزا أن المقاربة الأمنية لا تتدخل إلا بعد وقوع العنف، الذي تتنوع أسبابه، داعيا إلى الرهان على المقاربة الصحية التي يشرف عليها أطباء متخصصون وأساتذة علم الإجرام. كيف تعلق على عودة العنف إلى العديد من المدن المغربية؟ العنف ظاهرة قديمة قدم الإنسان، فهي منذ عهد قابيل وهابيل، وأيضا معادلة تحكم الإنسان بالخير والشر، بمعنى أن كل إنسان فيه جانب من الشر والعنف وجانب من حب الحياة.وتعرف منظمة الصحة العالمية العنف أنه الاستعمال المتعمد للقوة "الفيزيائية والمادية"، سواء بالتهديد أو الاستعمال الفعلي لها من قبل شخص ضد نفسه أو ضد شخص آخر أو ضد مجموعة والمجتمع، بحيث يؤدي إلى احتمال حدوث إصابة أو موت أو أزمة نفسية أو سوء نماء أو حرمان.والعنف ينقسم إلى ثلاثة أنواع، الأول جماعي، ضحيته المجتمع بصفة عامة أو أشخاص معينون، والثاني عنف ضد الذات، من قبيل سوء معاملتها أو الانتحار واستهلاك المخدرات، والثالث جسدي وجنسي ولفظي ونفسي. في نظرك هل المقاربة الأمنية كافية للحد من العنف؟ من المقاربات المعمول بها للحد من العنف، نجد المقاربة الأمنية والاجتماعية، إلا أن المقاربة الصحية، التي توصف أنها "تكميلية وإيكولوجية" تبقى الأفضل، لأنها تفضل اللجوء إلى الوقاية ورسم خريطة المساطر والملفات الخاصة بالعنف، كما أن المقاربات الأخرى، وخصوصا المقاربة الأمنية لا تتدخل إلا بعد وقوع العنف.والمقاربة الصحية تقوم بأبحاث في هذا المجال من أجل وضع سياسة وقائية ضد العنف، وما يعطيها نجاعة أفضل أنه يشرف عليها أطباء مختصون وأساتذة في علم الإجرام. في نظرك ما هي أسباب انتشار العنف في المجتمع؟ بخصوص جذور العنف، لا يمكن الحديث عن أصل واحد له، لأن العنف يختلط فيه ما هو اقتصادي واجتماعي وحتى تاريخي، إذ أن العنف قد يكون ناتجا عن نقص في العاطفة داخل الأسرة وغيرها، وأيضا رفاق السوء، وطبيعة الحي والعنف المدرسي وحتى داخل المقاولة، في إشارة إلى التحرش الجنسي، وأيضا العنف في الملعب، والفوارق الاجتماعية، وعدم تكافؤ الفرص، والإحساس بالظلم.كما توجد عوامل أخرى من قبيل الجهل أو سوء فهم المفاهيم الجديدة، وانغلاق الذات، وسوء الفهم الخطاب الديني والفجوة بين الطموح الجامح والإمكانات المحدودة، وضعف التأطير الثقافي والرياضي والإعلامي هل يمكن وضع حد للعنف في المجتمع؟ مفهوم الوقاية من العنف يجب أن ينبني على مقاربة شمولية على مستوى الفرد والعائلة، وذلك لمواجهة العوامل التي ستؤدي إلى خلافات طبقية وطائفية. العنف ظاهرة معقدة، لكن يجب العمل على تفاديها ومواجهتها. يجب أن نكون واعين بحجم هذه المهمة، لذلك يجب تطوير أدوات المواجهة وبرامج الوقاية والاستفادة من تجارب ناجحة في مجتمعات متقدمة، ثم تنمية إرادة جماعية للحد من العنف ليس في المغرب فقط، بل في العالم. عبد الغني الخرشي أستاذ علم النفس الطبي

الخرشي : المقاربة الأمنية غير كافية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"التشرميل" يجتاح أحياء بمكناس

شباب بفاس أعماهم تقليد "المشرملين"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات