النساء قوامات على الرجال في تسديد القروض

خلال الحديث عن قروض الإنتاج، التي تتكلف جمعيات متخصصة، بمنحها لكل راغب في إنجاز مشروع صغير، لا يتوانى البعض في سرد أسماء لأشخاص وجدوا أنفسهم متابعين قضائيا، بعد أن عجزوا عن تسديد ديونهم، مرددين «مسلمة»، أنهم تعرضوا لحرب من الله لأنهم تعاملوا بالربا المحرمة، إلا أن اقتصاديين فندوا هذا الاعتقاد بسؤال جوهري وهو، لماذا نجحت المرأة في خلق مقاولتها بناء على هذه القروض وفشل الرجل؟يؤكد عبد العالي بوطيبى، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن دراسات ميدانية، كشفت أن المرأة أكثر وفاء من الرجل في تسديد القروض، وأنها رغم هزالة المبلغ المقترض، نجحت في خلق مشاريع اقتصادية بسيطة، وتمكنت من نقل أسرتها من حالة الفقر إلى وضع اجتماعي أفضل.وتعتمد الجمعيات المانحة للقروض الصغرى المخصصة للإنتاج، على نظام بسيط، هو تسليم مبلغ مالي صغير يتراوح بين 2000 و3000 درهم، ويتعهد المستفيد بأداء أقساط أسبوعية قد تصل إلى 70 درهما، وفي حال تسديده القرض كاملا، يصبح بإمكانه الاستفادة من مبلغ كبير قد يصل إلى 10 آلاف درهم، ويتضاعف المبلغ حسب وفاء المستفيد.وبالعودة إلى المحلل الاقتصادي، فقد سجل أن العديد من جمعيات القروض، أصبحت تفضل التعامل مع النساء على حساب الرجال، لأن العديد منهم فشلوا في تسديد القرض في الوقت المحدد، رغم هزالته، لأن عقلية الرجل تدفعه في بعض الأحيان إلى إنفاقه في أمور تافهة، غالبا ما تتعلق بحياته الشخصية، على نقيض المرأة التي يبقى هاجس تحسين أوضاع عائلتها حاضرا بقوة لحظة استفادتها من القرض، فتقدم تضحيات كبيرة من أجل تحقيق هذه النقلة الاجتماعية.كما أضاف بوطيبى، أن المرأة أكثر خوفا من تعرضها لمتابعة قضائية في حال عجزها عن تسديد القرض، الأمر الذي يجعلها تلتزم بشكل كبير بتسديد الدين، في حين أن الرجل لا يكترث لأي متابعة، ما دام أنه أنفق المال في لحظة طيش، ومستعد لدفع ثمن هذا التهور، ما جعل ملفات النساء تحظى بالأولوية لدى الجمعيات الخاصة بالقروض. وبناء على هذه المعطيات، يوضح الخبير الاقتصادي أن الحديث عن «حتمية» الإفلاس الذي سيصاحب المستفيد من القرض، كما يحاول البعض ترويجه بناء على ثقافة سائدة، وهي أنه عقاب إلهي لأنهم قبلوا التعامل بالربا المحرمة مجرد «وهم»، رهين بكيفية تدبير هذه القروض، والذي كان «حكيما» من قبل المرأة، وسيئا من قبل الرجل، لهذا، فحسب قوله، حان الوقت أن تنفتح مؤسسات القروض الكبرى على النساء ومساعدتهن في خلق مشاريع كبيرة، لأن النتيجة ستكون إيجابية على الاقتصاد الوطني.وارتباطا بالموضوع، شدد بوطيبى على أن وضع أي سياسة اقتصادية واجتماعية مستقبلا، يجب أن يراهن على العنصر النسوي، الذي كشف، ليس فقط في مجال القروض الصغرى، بل حتى في قطاعات أخرى، عن حكامة متميزة، ويكفي، حسب قوله، أن المرأة، حسب دراسات، أقل تعاطيا للرشوة مقارنة مع الرجل، إضافة إلى أن المرأة تعد رمزا للثروة المادية التي كشف عنها الملك في خطابه الأخير، إذ إلى جانب دورها الهام في استقرار المجتمع، فهي تعتبر أول معلم للاقتصاد، فالنساء «حكيمات» في تدبير الشؤون المالية للأسر، لهذا، يؤكد بوطيبى، أن العديد من المشاريع التي أنجزتها الحكومة من أجل محاربة الفقر والهشاشة، وراهنت فيها بقوة على الرجال، تعرضت لفشل ذريع، وبالتالي عليهم الاقتداء بالملك الذي راهن في مشاريع مماثلة على النساء، وحققت نتائج إيجابية لم تكن متوقعة.مصطفى لطفي

النساء قوامات على الرجال في تسديد القروض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القروض المجانية حيلة من حيل شركات القروض

الأسر اقترضت 261 مليار درهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات