“سويعة” مع أصدقاء “الفايس”تتحول إلى أيام احتجاز

حين فتحت صفحتها في كتاب "فيسبوك" المشرع لجميع الأصدقاء، ورتبت صورها الجميلة هنا وهناك، لم تظن أن منعرجات هذا الدرب لن يقودها دائما إلى علاقات صداقة جميلة، بل سيجرها إلى ظلمة الاحتجاز. تلك حكاية فتاة متحدرة من مراكش، دخلت عالم المواقع الاجتماعية وتمكنت من ملء جدارات بيتها الافتراضي بصور ولائحة أسماء اصدقاء جدد، كان يختبئ ضمنهم وحوش، ترصدوا خطواتها البريئة، وأمهلوا سذاجتها كل الوقت ليكسبوا ثقتها، قبل أن يكشفوا في الواقع عن وجوههم ونواياهم الحقيقية.القصة بدأت تنسج خيوطها قبل حوالي سنة في مراكش، حين بدأت صديقتان حميمتان تتبادلان الزيارات وتقبعان في غرفتيهما أمام الحاسوب، تخاطبان أصدقاءهما الجدد، وتتساءلان إن كان ممكنا أن تتعرفا عليهم بشكل مباشر، وهو السؤال الذي سرعان ما سيأتيهما من الطرف الآخر، حين دعاهما صديق من الدار البيضاء لزيارته والخروج معا في نزهة. اعتقدت الصديقتان أن الأمر يتعلق بطلب عاد سبق أن فكرتا فيه هما أيضا، ولم يدر بخلدهما أن تكونا ضحية فخ شبكة تترصد الفتيات عبر المواقع الاجتماعية وتقنعهن بلقاءات ومواعد.الفتاة الأولى قاصر لم يتجاوز عمرها 16 سنة، فيما الثانية كانت قد بلغت السابعة عشرة من العمر، وكانت أكثر حماسة لزيارة مدينة الدار البيضاء، لتتفق الصديقتان، أصغرهما ابنة رجل أعمال بمراكش، على السفر، وخططتا لقضاء ساعات في العاصمة الاقتصادية، ثم العودة إلى مراكش. استقلت الفتاتان القطار، وتحدثتا عن التجربة المشوقة التي تنتظرهما مع الأصدقاء الجدد، الذين كانوا في انتظارهما. كما توقعت الفتاتان كان الأصدقاء الجدد شبابا في مقتبل العمر، وإن كانوا راشدين، يرتدون آخر الماركات العالمية، وهو المظهر الذي أبعد الشك عن دائرتهم، وجعلهم يكسبون ثقة الفتاتين.استقل الجميع سيارة أحد الأصدقاء الجدد، وتوجهوا نحو بيت في أحد أحياء الحي الحسني، حيث ستحول موعد ساعات إلى أيام احتجاز، لم يكن لينتهي لولا أن رجل الأعمال نجح في فك لغز اختفاء ابنته، بعد أن توصل إلى حسابها على "فيسبوك"، وتمكن من الدخول إليه وقراءة رسائلها، ليسارع إلى وضع شكاية، ونسخ الرسائل التي ساعدت الشرطة في كشف لغز اختفاء الفتاتين، واهتدت بعد أبحاث دامت ساعات طويلة إلى مكان احتجازهما، ليتم اعتقال أفراد الشبكة وإحالتهم على القضاء.ولم تكن قصة الفتاتين المراكشيتين الوحيدة التي نسجت أول خيوطها على المواقع الاجتماعية، بل نجحت شبكات الدعارة في اختطاف واغتصاب فتيات، منها شبكة تقودها امرأة في وجدة، تمكنت من إقناع قاصر من البيضاء بالسفر إلى مدينة الجديدة، حيث قضت ليلة في بيت أحد سماسرة الشبكة. وكانت القاصر قبل سفرها إلى الجديدة استولت على مبالغ مالية من خزنة والدها، وتوجهت رأسا إلى الجديدة. ولولا أن أسرة القاصر توصلت بسرعة إلى المكان الذي قضت فيه ليلتها، لكانت سافرت إلى وجدة حيث كانت تنتظرها وسيطة دعارة تستغل سذاجة فتيات وتستدرجهن عبر المواقع الاجتماعية، منهن اللواتي نجون بفضل أسرهن، ومنهن اللواتي وقعن في الفخ، ورفضن العودة إلى أسرهن خوفا من العقاب.ضحى زين الدين

“سويعة” مع أصدقاء “الفايس”تتحول إلى أيام احتجاز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متزوجات وعازبات ضحايا الحب الإلكتروني

جرائم الأنترنت تتسرب من "ثقوب" التنشئة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات