جرائم الأصول : قتل والده ورمى جثته بالساقية

فوجئت عائلة الحاج علي المقيمة بعاصمة دكالة بخبر العثور على جثته بقناة الري العابرة لأحد الدواوير الواقعة بتراب إقليم قلعة السراغنة. وانتقل عدد من أفرادها إلى بيته وشاركوا بقية أفراد العائلة تبعات المصاب الجلل. واستغرب العديد منهم ظروف الوفاة وتناسلت تحليلات الحدث، فمن قائل، إنه انتحر لوجود مشاكل عائلية بينه وبين أبنائه ومنهم من ذهب إلى فرضية قتله ورميه بالساقية. وفي تفاصيل الحادث المؤلم، أشارت محاضر الضابطة القضائية التابعة للمصالح الأمنية بقلعة السراغنة، إلى أنها توصلت بإخبارية تفيد العثور على جثة رجل في عقده السادس تقريبا. وبعد الانتقال إلى عين المكان والعمل على انتشال جثة الهالك بتنسيق مع السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية وتحويلها إلى مصلحة حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي، استمع الضابط المكلف بالملف للعديد من الأطراف واحتفظ بالشاب المشتبه فيه بقتل والده رهن الاعتقال رفقة زميلين له يشتبه في مساعدتها له على تنفيذ جريمته. وبعد إحالتهم على النيابة العامة، أمرت بوضع المتهم الرئيسي رهن الاعتقال الاحتياطي، فيما أفرجت على المشتبه فيهما الثاني والثالث المعتقلين على ذمة التحقيق.ومواصلة للبحث والتحقيق، استمعت الضابطة القضائية إلى بعض أفراد عائلة الهالك، المتقاعد من قطاع الصحة، الذي وجد مرميا بقناة الري نهاية شهر يناير منذ أربع سنوات. وصرحت زوجته المتحدرة هي الأخرى من نواحي دكالة، أن الهالك كان قيد حياته شخصا عاديا ولم يكن له أعداء. وأضافت أنه كان دائم الخصام مع ابنه الذي لم يكن عمره يتحاوز الثامنة عشرة آنذاك، لعدم توفقه في دراسته من جهة ولإدمانه على استهلاك المخدرات من جهة ثانية.واستمعت الضابطة ذاتها لبنات الهالك، فجاءت تصريحاتهن متطابقة مع تصريحات والدتهن ولم يضفن شيئا يمكنه إفادة البحث. واستمعت إلى بعض جيران الهالك، فنحت تصريحاتهم المنحى ذاته، وتقوت شكوك الضابطة القضائية نحو ضلوع وتورط الابن في هذه الجريمة البشعة. ووجهت عنايتها له واستمعت لرفيقيه اللذين اعتقلا معه وتم الإفراج عنهما.واسترسالا في تحرياتها، انتقلت المصالح الأمنية المكلفة بالملف ذاته، إلى المدينة الحمراء رفقة الشاب لفك كل خيوط هذه الجريمة الذي راح ضحيتها ممرض متقاعد وأب لستة أبناء، وكانت أخبار أشارت إلى أن المتهم/الابن زار مدينة مراكش بعد وقوع الجريمة مباشرة. وشكت في قدرة الشاب على قتل أبيه وحمله لوحده من المنزل ووضعه في عربة مدفوعة باليد ونقله ورميه في قناة السقي على بعد حوالي كيلومترين من منزله.وتبين للمحققين بعد الاستماع إلى المتهم وبقية الأطراف التي لها علاقة بالقضية، أنه المتهم الرئيسي وأن كل الشكوك وافرة حول تورطه في قتل أبيه. وبعد الضغط عليه، انهار واعترف بتفاصيل ما أقدم عليه في حق والده الذي سهر على تربيته. وتوصلت الضابطة نفسها إلى انتزاع اعتراف واضح وصريح، بسط من خلاله المتهم أسباب قتل والده. وعزا أسباب ذلك إلى رغبته في الحصول على مبلغ مالي. وأضاف أنه لم يوفق في دراسته بسبب ولوجه عالم الإدمان ومرافقة الأشرار وتناوله المخدرات والأقراص المهلوسة. وبعد تدوين اعترافه الكامل، جرى تمثيل الجريمة بحضور النيابة العامة والسلطات المحلية، بمنزل الضحية وقرب القناة المائية المذكورة وبجوار السوق الأسبوعي، ومكان حرق الغطاء الذي أخفيت به الجثة. وجرت مراسيم دفن جثة الممرض بعد ذلك في جو طبعه الحزن والأسى خاصة من بناته الأربع وابنه الثاني وبقية أفراد أسرته. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

جرائم الأصول : قتل والده ورمى جثته بالساقية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محطات في تاريخ السينما المغربية : "ليام آليام" أول فيلم مغربي بمهرجان "كان"

حكــايــات اللاعـب "زاز" : كيود: العنصرية سبب عدم احترافي بفرنسا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات