الملك يدعو إلى فتح أبواب الثروة أمام جميع المغاربة

شدد على ضرورة الاستفادة من ثروة المغرب غير المادية خاصة في جانبها المتعلق بالاستقرار شدد جلالة الملك على ضرورة فتح أبواب الثروة أمام جميع المغاربة، مطالبا بضرورة الاستفادة من جانبها غير المادي، خاصة المتعلق بالبعد التاريخي والثقافي، وميزتي الأمن والاستقرار كأساس رئيسي للإنتاج والثروة، بالإضافة إلى الثقة والمصداقية اللتين تحفزان الاستثمار، مؤكدا أن ما يهمه ليس هو الحصيلة والأرقام فقط ، وإنما التأثير المباشر والنوعي لما تم تحقيقه من منجزات في تحسين ظروف عيش جميع المواطنين.وتساءل جلالته "ماذا فعلنا بما حققناه من تقدم؟ هل ساهم فقط في زيادة مستوى الاستهلاك، أم أننا وظفنا ذلك في تحقيق الرخاء المشترك لكل المغاربة؟ وإلى أي درجة انعكس هذا التقدم على تحسين مستوى عيش المواطنين؟"، معبرا عن اعتقاده بأن "النموذج التنموي المغربي، قد بلغ درجة من النضج، تؤهلنا لاعتماد معايير متقدمة وأكثر دقة، لتحديد جدوى السياسات العمومية، والوقوف على درجة تأثيرها الملموس على حياة المواطنين". وللوقوف على حقيقة الوضع، وجه جلالته، في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة، بمناسبة الذكرى 15 لتربع جلالته على العرش، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بتعاون مع بنك المغرب، ومع المؤسسات الوطنية المعنية، وبتنسيق مع المؤسسات الدولية المختصة، للقيام بدارسة، لقياس القيمة الإجمالية للمغرب، ما بين 1999 و2013، مبرزا أن الهدف من هذه الدراسة ليس فقط إبراز قيمة الرأسمال غير المادي للمغرب، وإنما لضرورة اعتمادها كمعيار أساسي خلال وضع السياسات العمومية، وذلك لتعميم استفادة جميع المغاربة من ثروات وطنهم".وأوضح جلالته أنه إذا كان المغرب قد عرف تطورا ملموسا، فإن الواقع يؤكد أن هذه الثروة لا يستفيد منها جميع المواطنين،" ذلك أنني ألاحظ، خلال جولاتي التفقدية، بعض مظاهر الفقر والهشاشة، وحدة الفوارق الاجتماعية بين المغاربة"، معتبرا أن العمل على تحسين ظروف عيش المواطنين، "لا يعادله إلا حرصنا على ضمان أمنهم الروحي، وتوطيد النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني".وقال جلالته إن "هذا النموذج المتميز، الذي يرتكز على إمارة المؤمنين كمرجع له، وعلى المذهب المالكي، هو نتاج الإصلاحات العميقة، التي اعتمدناها خلال 15 سنة الأخيرة، من أجل تأهيل وتأطير المجال الديني"، مضيفا أن النموذج المذكور يقوم على تحصين المواطن والمجتمع من نزوعات التطرف والانغلاق والجهل، من خلال حماية المساجد من أي استغلال، باعتبارها فضاءات للعبادة والتوجيه والإرشاد، ومحو الأمية، وكذا على توفير تكوين علمي وديني متنور، متشبع بقيم الوسطية والاعتدال، وبالتلازم بين الحفاظ على الثوابت الإسلامية، ونهج الاجتهاد والانفتاح، "بما يجعل قيم ديننا الحنيف، في انسجام مع اختياراتنا الوطنية، ومع توجهات العصر". دبلوماسية أساسها الشراكات المتوازنة جدد جلالة الملك إرادته الراسخة في بناء اتحاد مغاربي قوي عماده علاقات ثنائية متينة ومشاريع اقتصادية اندماجية، معبرا عن إيمانه بأن "الخلاف ليس قدرا محتوما، وهو أمر طبيعي في كل التجمعات، فالاتحاد الأوروبي مثلا، كان ولا يزال يعرف بعض الخلافات بين أعضائه، إلا أنها لا تصل حد القطيعة، غير أن ما يبعث على الأسف هو التمادي في الخلاف لتعطيل مسيرة الاتحاد المغاربي".وعبر الخطاب الملكي عن التزام المغرب بنهج سياسة متناسقة ومتكاملة، تجاه الأشقاء الأفارقة، ترتكز على الاستثمار المشترك للثروات، والنهوض بالتنمية البشرية، وتعزيز التعاون الاقتصادي، مضيفا "إننا نؤمن بأن إفريقيا قادرة على تحقيق نهضتها. غير أن ذلك لن يتحقق إلا بالاعتماد على أبنائها، وعلى قدراتها الذاتية. وهنا أؤكد ما قلته في أبيدجان : إن إفريقيا مطالبة بأن تضع ثقتها في إفريقيا"، وهو ما تجسده الزيارات التي قام بها جلالته لعدد من الدول الإفريقية الشقيقة، وحجم ونوعية الاتفاقيات التي تم توقيعها، والتي تؤسس لنموذج متميز من الشراكة جنوب جنوب، التي نريدها تضامنية وفعالة".كما أكد التزام جلالته بالتعاون الثلاثي والمتعدد الأطراف من أجل شراكات متوازنة وذات النفع المتبادل ، مع دول الشمال. كما جدد جلالته "الإدانة القوية للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة"، وأنه "تجسيدا لتضامننا الملموس، مع الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه المحنة، فقد كنا سباقين لتقديم دعم مادي لضحايا هذا العدوان، وفتحنا المستشفيات المغربية أمام الجرحى والمصابين منهم". ياسين قُطيب

الملك يدعو إلى فتح أبواب الثروة أمام جميع المغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خط تمويلي جديد يكلف الدولة ملايين الدراهم

تجنيد الأجهزة للإفراج عن أزيد من 12 ألف سجين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات