جرائم هزت البيضاء : ليلة عاشوراء انتهت بـ”حرب السيوف”

- رجال الأمن يعدون خططا خاصة لمواجهة أحداث عاشوراء لم يعتقد الكثيرون من سكان درب القريعة أن ليلة عاشوراء 2012 ستنتهي بمأساة، بعدما خرج الأطفال والشباب للاحتفال بها في الأزقة، حاملين معهم "البندير" و"الطعارج" وبعض الأدوات الموسيقية، رفقة أهاليهم وأصدقائهم محتفلين بهذه المناسبة السعيدة. رغم أن الجو كان سعيدا ومبتهجا، غير أن الليلة لم تكن هادئة، وتخللتها مناوشات بين الشباب، كانت بمثابة إنذار للجميع، بأن الجو السعيد لن يبقى كذلك طويلا، ويجب على الحفل والابتهاج أن ينتهي قريبا، وإلا سيقع ما لا تحمد عقباه. نداءات الأمهات لأبنائهم بالعدول عن هذا الاحتفال في الأزقة، وصراخ الآباء على الأطفال بتجنب المشاحنات والوقوف في أماكن خطيرة، كان بمثابة إحساس بوقوع أمر ما، أمام وجود العشرات من الأطفال والشباب يصرخون ويهللون، ويستخدمون كل الأدوات الموسيقية المتاحة. مع مرور الساعات، وبعد تجاوز منتصف الليل بدقائق، حدث ما لم يكن في الحسبان، وما كان يخشاه البعض، إذ اجتاحت وهاجمت جماعة من الشباب، مدججة بالأسلحة البيضاء وبالمفرقعات، لتخلق حالة من الرعب في صفوف الأهالي والأطفال، الذين سارعوا إلى الاحتماء والهروب إلى المنازل المجاورة، خوفا من تلقي إصابات، لتنقلب الساحة إلى معركة واستعراض للقوة، من قبل شباب تحت تأثير حبوب الهلوسة والمخدرات.وأمام هذا الوضع، كان لزاما أن يتدخل بعض شباب الحي، مطالبين من هؤلاء الذهاب بعيدا، من أجل فسح المجال أمام الأهالي والأطفال للاحتفال بهذه الليلة البهيجة، غير أنهم لم يجدوا آذانا صاغية، علما أن الحبوب المهلوسة والمخدرات، فعلت فعلتها في الشباب الثائر، الذي يريد إثارة الفوضى بأي طريقة كانت، تحت مبرر الاحتفال بليلة عاشوراء.ورغم المحاولات الطويلة والكثيرة من أبناء الحي لتهدئة الأوضاع، غير أن "المهاجمين" لم يكترثوا لطلباتهم المهذبة، لتبدأ المشاحنات والمشاجرات، وكأننا في ساحة معركة أو حرب، أصيب فيها البعض بجروح طفيفة، ما استدعى البعض إلى الدفاع عن النفس أمام الشباب المخدر الثائر.ولم ينتظر الأهالي طويلا قبل الاتصال برجال الشرطة من أجل طلب المساعدة، أمام المشهد المرعب الذي رأوه، والذي أثار خوفهم، إذ أغلقوا النوافذ التي كانت تتلقى طلقات المفرقعات، والمحلات التجارية التي كانت تحت وابل من الحجارة، فيما استمروا في متابعة الواقعة عبر فتحات النوافذ وأبواب المنازل الموصدة. وفي مثل هذه المناسبات، يخصص رجال الأمن خططا خاصة من أجل محاربة الجريمة التي تنتشر من سرقة وشجارات واستعمال غير لائق للمفرقعات، وإحراق إطارات السيارات، ما يجعل من أرقام الاعتقالات ترتفع أكثر في هذه الليلة. حضر رجال الأمن إلى المكان فوجدوا "حربا دائرة بالسيوف"، واستعراضا للقوة أمام سكان الحي، فكان عليهم التدخل عاجلا لمنع وقوع الأسوأ، علما أن البعض أصيب بخدشات، والبعض الآخر بنيران المفرقعات الطائشة. وعند دخول الشرطة للحي، بدأت عمليات الكر والفر بين المجرمين الذين أحدثوا رعبا في نفوس السكان، وبين رجال الأمن، إذ تم اعتقال البعض، فيما لاذ البعض الآخر بالفرار، في مشهد "هوليودي". بعد دقائق من اعتقال المهاجمين المجرمين، لم يقدر أغلب سكان الحي إتمام احتفالاتهم، ليعودوا إلى بيوتهم وسط ذهول لازمهم إلى يومنا هذا، إذ لم يستطيعوا نسيان ما حدث لأبنائهم، ولحيهم من اجتياح وهجوم لم يكن في الحسبان، لتنقلب ليلة عاشوراء إلى ليلة سوداء، نام على إيقاعها السكان في بيوتهم مبكرا، والمجرمون في السجون نادمين. إعداد: العقيد درغام

جرائم هزت البيضاء : ليلة عاشوراء انتهت بـ”حرب السيوف”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وزراء... أيام «الزلط»/المالكي: اشتغلت نادلا بفرنسا

عمر بنجلون... الاغتيال اللغز : دفاع المتهمين يطعن في محاضر الضابطة القضائية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات