بصمة في حياة نقيب / بلة: زوجتي ساعدتني على تجاوز إحباط أول مرافعة

لم تكن البداية المهنية لعبد العزيز بلة النقيب السابق لهيأة المحامين بتازة، عادية، بدءا من امتحان الأهلية إلى مزاولة المهنة ومرورا بأداء اليمين القانونية، وانتهاء بأول مرافعة في حياته المهنية. النقيب بلة الذي مثل جمعية هيآت المحامين في حفل تنصيب إدريس شاطر رئيسا للاتحاد الدولي للمحاماة شغوف بحب المعرفة والانفتاح على التجارب العالمية في مجال العدالة بصفة عامة ومهنة المحاماة بصفة خاصة. ذلك الحب الذي حاول ترجمته في القضايا التي يرافع فيها والتي كان يعتبر كل واحدة منها أهم قضية في حياته المهنية، هو شعور يحكي بلة ظل يلازمه من أول مرافعة في حياته المهنية.فالنقيب بلة التحق بمهنة المحاماة متمرنا في 9 ماي 1983، بنقابة المحامين بفاس على اعتبار أنه لم تكن حينها نقابة للمحامين في تازة، تاريخ له رمزية في ذاكرته فهو اليوم الذي رافقته فيه والدته رحمة الله عليها إلى حفل أداء اليمين وكانت تتنبأ له بمستقبل في المهنة التي يعشقها حتى النخاع، لم تكن المدة الفاصلة بين أداء اليمين، وأول مرافعة سوى 24 ساعة، إذ في اليوم الموالي طلب منه المحامي الذي كان يتمرن بمكتبه عمر التوزاني، أن يرافع في ملف جنحي سير يخص القتل الخطأ، وكان السائق في حالة اعتقال، ظل بلة الليل كله يحضر لمرافعته في السراح المؤقت لفائدة مؤازره، ويتدرب عليها، وفي اليوم الموالي ذهب إلى المحكمة وهو واثق من قدراته في إقناع القاضي بمنح السائق السراح المؤقت، لكن سرعان ما تبدد الحماس بعد أن اقترب الشروع في مناقشة الملف، وتحول إلى خوف وارتباك لم يستطع السيطرة عليهما، ولم يستطع مواجهة الهيأة والحضور والمحامين بالقاعة، وانتابه شعور بخيبة الأمل لأنه أصبح واثقا أنه لم يستطع إقناع الهيأة والحصول على السراح المؤقت، وبدأت تتسلل إلى ذهنه مجموعة من الأفكار الغريبة، حول قدراته المهنية في المرافعة الشفوية أمام الهيأة، في تلك اللحظة لم يجد أمامه سوى فتيحة الزرواي التي ستصبح في ما بعد زوجته وزميلته في المهنة، ليخبرها بما حدث له خلال المرافعة، فجاء جوابها مثل البلسم الشافي، إذ حاولت بذكائها أن تستوعب غضبه بالقول أن الأمر عاد جدا في البداية المهنية لأي محام، والأمر ليس نشازا يخصه، واخبرته الماهاتما غاندي في أول مرافعة له أغمي عليه في المحكمة.كانت تلك الشحنة أو الدفعة التي ساعدته على تجاوز الواقعة، ليواصل مشواره المهني، وعمد في الجلسة المقبلة منح الهيأة إضافة إلى مرافعته الشفوية مذكرة كتابية تتضمن تفاصيل أكثر. لينطلق في مشواره المهني بكل جرأة ويستطيع أن يحصل على ثقة المحامين وينتخبوه في ما بعد نقيبا لهم عن الفترة ما بين 2006 و2008. كما قال النقيب بلة فمساره المهني لم يكن عاديا بالمرة، فبعد الترسيم فتح مكتبا خاصا به، وكانت فتيحة الزرواي التحقت هي الأخرى بالمهنة، ولم يسمح لها بإجراء التدريب في مكتب زوجها بالنظر إلى أن القانون الداخلي لنقابة المحامين بتازة التي أحدثت ساعتها تفرض مدة معينة لممارسة المحامي قبل أن يستقبل في مكتبه المتمرنين، ليدخل النقيب في صراع حقيقي مع الهيأة، لأجل أن يسمح لها بالتمرين في مكتبه ردا للجميل، وعرفانا لها بالمساندة والدعم الذي قدمته له في بداياته المهنية، انتهى بتغيير النظام الداخلي للهيأة والسماح لها بالتدريب بمكتب زوجها وزميلها في مهنة الدفاع عن الحقوق.مكتب المحامي، له هو الآخر نصيب في مسار النقيب بلة، إذ يحكي أن نجاحه في الامتحان الكتابي للهيأة في مزاولة المهنة، حدد تاريخ إجراء الاختبارات الشفوية، وكغيره من المترشحين ركز اهتمامه على مقتضيات ظهير 1979، وحفظه عن ظهر قلب، لكن المفاجأة كانت مذهلة بالنسبة إليه، إذ السؤال الذي ألقاه عليه وقتها المرحوم النقيب الحاج محمد الطيب الناصري، الذي كان يرأس لجنة الاختبارات الشفوية، خص سؤالا غير مباشر "مكتب المحامي"، ولم يكن بلة قد اطلع عليه أو لديه أي معلومات وحاول إيجاد مخرج أمام الناصري، الذي كان يدير رأسه بطريقة فهم منها بلة أن أجوبته غير موفقة، ليقرر في ما بعد أن أصبح هو عضوا في تلك اللجان أن يطرح السؤال نفسه على الممتحنين. كريمة مصلي

بصمة في حياة نقيب / بلة: زوجتي ساعدتني على تجاوز إحباط أول مرافعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ليالي الأنس و"البلية" في رمضان

غـــرائـــب البـــرلمـــان : خمسينية البرلمان المغربي... احتفالية الجحود

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات