سلاويون يبحثون عن “الفرجة والشطيح” بعد ساعات الصوم

يشتد التنافس بين المقاهي والفضاءات الترفيهية خلال شهر رمضان، وكل واحدة تحاول جذب الزبناء إليها بعد ساعات من الصوم. مقاه ومرافق ترفيهية، وجدت الحل الأمثل لتحقيق الأمر، والذي لا يتجاوز الاستعانة بخدمات أوركسترا تطرب الزبناء وتنقلهم إلى عالم "الشطيح والرديح". في مدينة سلا ، صارت وجهة شباب المنطقة الباحثين عن الفرجة والرقص وأشياء أخرى، بأقل ثمن، "ماجيك بارك"، ف15 درهما تمكنهم من تجاوز حراس الأمن المسمرين أمام بابه الرئيسي، والرقص على نغمات فرقة موسيقية شبابية، تطرب زبناء المكان، بألوان مختلفة. شاب بتسريحة شعر مثيرة، ولباس أكثر إثارة، يتجاوز الباب الرئيسي ل"ماجيك بارك"، ليقف بالقرب من أقرانهم الذين لا يختلفون عنه في الشكل ولا في الهيأة. ضحكاتهم صارت تملأ المكان، لكنها لم تستطع أن تعلو على صوت الموسيقى القادم من الجهة المطلة على ضفة أبي رقراق. لم يتردد الشباب في الاقتراب من صوت الموسيقى الصاخبة، كما أنهم لم يفوتوا الفرصة ليتراقصوا على نغماتها الشعبية. إنهم من بين شباب سلا الذين وجدوا ضالتهم في هذا المكان، فبعد ساعات من الإمساك عن الطعام، يخرجون صوب المكان، محاولين عيش لحظة استمتاع يمكن أن تقدمها لهم تلك الموسيقى الصاخبة، والأجواء التي يتميز بها المكان خلال رمضان. يرقصون ويجلسون ويتجولون ويعودون إلى الرقص، وفي أحيان أخرى، يختبئون عن أنظار حراس الأمن الخاصين الذين يراقبون كل خطواتهم، ليتناولوا "المعجون" فيزيد من نشاطهم و"نشوتهم"، لكن أين المفر، فالحراسة مشددة عليهم. مسؤولو المكان وضعوا اختيارات أخرى لشباب سلا، إذ بالإضافة إلى السهرة الشعبية، والتي توحي في الهواء الطلق، في الجهة التي تطل على ضفة أبي رقراق، يمكنهم الانتقال إلى عالم "الروك" و "الأريمبي" و"البوب"، ويستمتعون بالأغاني الغربية الصاخبة أيضا. ففي خيمة في المكان ذاته، يتوجه الشباب، وتبدأ مواهبهم المتعلقة بالرقص، فيشتد استمتاعهم. شباب وشابات، يتخيلن أنهم في علبة ليلية، سيما أن نوعية الأضواء وشكل الخيمة يوحي بذلك، يتراقصون على نغمات الأغنية الغربية، بعضهم يسقط أرضا، والبعض الآخر يخلق رقصته الخاصة، لكن في النهاية النشوة والاستمتاع يظهران على وجوههم الشابة. " تختلف الأجواء في رمضان، فبالإضافة إلى توفر "ماجيك بارك" على ما يمكن أن يمتع الأطفال، خلال رمضان، يمكن أن يستقطب الشباب أيضا، سيما الباحثين عن الفرجة"، ويضيف حارس أمن خاص، أن الكثير من الشباب يحاولون في بعض الأحيان إثارة المشاكل، لكن تسهل السيطرة على الوضع، فتعود الأجواء إلى عادتها. وعن أسباب الإقبال الكبير الذي يشهده المكان من قبل الشباب، سيما خلال شهر رمضان، توقع الحارس أن يكون الأمر مرتبطا بالسعر المحدد للدخول، إذ لا يتجاوز 15 درهما، كما يمكن أن يكون بسبب الخدمات الأخرى التي يوفرها المكان خلال هذا الشهر. في المقابل، يظهر أن مقهى- مطعما، يقع بالقرب من "ماجيك بارك"، استعان أيضا بفرقة موسيقية لخلق الفرجة لزبنائه الذين يختلفون عن زبناء المكان الأول، فبالإضافة إلى الموسيقى، يقدم أيضا للباحثين عن الأجواء المتميزة في رمضان، "الشيشة"، الأمر الذي يجعل زبناءها من فئة مختلفة. كما أن السهرة الموسيقية بالمقهى، تستمر إلى قبيل أذان الفجر، عكس المكان الأول، الذي يتوقف عن العمل في حدود الواحدة والنصف صباحا. "المنافسة شديدة جدا في رمضان، وبما أن المقاهي والمطاعم تغلق أبوابها خلال ساعات الصوم، فهي تحاول تعويض الخسارة، وتخلق أجواء مختلفة بعد الإفطار، لاستقطاب أكبر عدد من السلاويين"، يقول رجل أمن خاص. إيمان رضيف

سلاويون يبحثون عن “الفرجة والشطيح” بعد ساعات الصوم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة : شعباني: عادة السمر تعود إلى ثمانينات القرن الماضي

تدخين "الكيف"... عودة إلى التقاليد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات