علــى غـفـلة : جماعة سيدي بليوط… “اللي بغا يخدم العام طويل”

يوم الجمعة استثناء بكل المقاييس ومصلحة تصحيح الإمضاءات خلية نحل داخل الجماعة التوقيت الذي اعتمدته الحكومة خلال شهر رمضان يقول إن دخول الموظفين سيكون على الساعة التاسعة صباحا والخروج في الساعة الثالثة زوالا، غير أن بعض موظفي ومستخدمي جماعة سيدي بليوط بالبيضاء وضعوا توقيتا خاصا بهم، يبدأ من العاشرة صباحا وينتهي في أبعد تقدير في الثانية زوالا مع الحفاظ على الاستثناء الخاص بيوم الجمعة التي ينتهي العمل فيه، بالنسبة إلى البعض قبيل أذان صلاة الجمعة.ليس كل الموظفين في سلة واحدة، بل هناك منهم، رغم قلتهم، من يواظب على الحضور في الوقت أو متأخرا بضع دقائق، فيما يشكل العاملون بمصلحة تصحيح الإمضاءات، الاستثناء، إذ يلاحظ الانضباط داخلها والعمل يكون طيلة الست ساعات، فالعاملون بها مثل خلية نحل والحركة بها لا تتوقف، إذ يبدأ استقبال طلبات لتصحيح الإمضاء في التاسعة صباحا وينتهي في الثالثة زوالا، وقد يمتد إلى ما بعد ذلك في حال ما إذا أصر مواطن أو استعطف العاملين بالمصلحة بالنظر لتصحيح وثائقه من أجل الإدلاء بها لإدارة ما بشكل مستعجل.هذا استثناء داخل الجماعة، رغم أنه كان يجب أن يكون هو القاعدة، ولذا فلن نطيل في الحديث عنه، لأن العاملين بهذه المصلحة يؤدون واجبهم ويتلقون عنه راتبا شهريا، لكن التركيز سيكون على الجهة الأخرى التي ضمت باقي المصالح والتي قمنا بزيارتها يوم الجمعة الماضي، فاكتشفنا العديد من الأمور.الدخول إلى الجماعة يقتضي إعطاء سبب واضح للمخزني وشخص ثان مكلفين بالاستقبال، فأخبرته بأنني أرغب في الحصول على نسخة من تصميم منزل، فكان الرد مفاجئا إذ طلب مني الرجل «نمشي نضرب دويرة ونرجع بين ما دخلو الموظفين».كانت الساعة حينها تشير إلى التاسعة والنصف صباحا، أخبرته بالأمر بعد أن دققت في ساعتي متعمدا، فرد بالقول «شوف غير شويا ويبانو، إلى بغيتي اطلع تسناهم في الدوزيام إيطاج».توجهت نحو الطابق الثاني الخاص بمصلحة التصميم. أول ملاحظة أن الساعة المعلقة على الحائط المحاذي لمكان توقف المصعد تشير إلى الساعة الثالثة وعشر دقائق. أما الملاحظة الثانية فعدد اللوحات الفنية المعلقة على الجدران، كبير جدا يوحي لك بأنك في معرض فني، أما الملاحظة الثالثة فهي الصمت الرهيب الذي يكشف غياب الموظفين وعدم وصولهم إلى مكاتبهم بعد.تجولنا في طوابق الجماعة العشرة، طابقا طابقا، مكتبا مكتبا، بهوا بهوا، فكانت الملاحظات نفسها. أول ملاحظة تعطل الساعات العشر كاملة فكل واحدة منها كانت عقاربها تشير إلى توقيت معين، وهو ما يدل على أن الزمن هنا ثانوي ولا حاجة إلى تذكير الموظفين به، ما دام كل واحد منهم «داير» وقت عمل خاص به.الملاحظة الثانية تتمثل في الهدوء والسكينة داخل كل طابق، يكسرها بين الفينة والأخرى حديث موظف أو موظفة، حل في وقت العمل، في هاتفه المحمول أو الثابت. هدوء يعطيك انطباعا أنك في كنيسة وليس في جماعة يفترض أنها في خدمة المواطن.الملاحظة الثالثة هي ظهور بعض الموظفين والتحاقهم بمكاتبهم ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، ليفسح المجال أمام المواطنين من أجل اللجوء إلى بعض المصالح لقضاء أغراضهم.أما آخر ملاحظة فتكتشفها بعد مغادرة البناية، بعد أن تعاين السيارات الخاصة بالمسؤولين والموظفين العاملين بالجماعة، والتي لم يكن لها أثر ساعة الصعود إلى البناية قبل العاشرة صباحا، مصطفة في موقف سيارات المخصص لهم أمام باب البناية الرئيسية، فيما بقي المكان المخصص للرئيس وأماكن أخرى على مقربة منه فارغة، مثلما بقي مكتبه بالطابق العاشر موصدا في وجه المواطنين إلى حدود ذاك الوقت على الأقل.الصديق بوكزول

علــى غـفـلة : جماعة سيدي بليوط… “اللي بغا يخدم العام طويل”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سان جيرمان يرفض مواجهة المغرب التطواني

التحقيق في فيديو يفضح ممارسات خطيرة بسجن آسفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات