مقاولات تابعة لهم استفادت من اعتمادات بالملايير لتقليص الفوارق المجالية تثير مشاريع تشرف عليها جماعات ترابية تساؤلات بسبب وجود شبهات باستغلال النفوذ وإقصاء المنافسة. وأفادت مصادر أن مقاولات مسؤولين محليين توجد ضمن المستفيدين من الصفقات العمومية التي يتم الإعلان عنها. وأكدت مصادر "الصباح" أن جماعة ترابية استفادت من اعتمادات بالملايير، من أجل إنجاز مشاريع تتعلق بتقليص الفوارق المجالية، تبين أن أغلبها أنجز من قبل شركات تابعة لمسؤول بهذه الجماعة، مشيرة إلى أن المسؤول انسحب من الأجهزة التقريرية للشركة التي يرأسها، عندما تقلد المسؤولية لفائدة مقربين منه، لكنه ما يزال المتحكم في دواليبها. وأفادت المصادر ذاتها أن الشركة أنجزت عددا من المشاريع المتعلقة بالبنيات التحتية، خاصة شق الطرقات وفك العزلة عن العالم القروي، ما مكنها من الاستفادة من الملايير المخصصة لهذا الغرض. الأدهى من ذلك أن شركة المسؤول المحلي تستعين ببعض الآليات التابعة للجماعة لإنجاز الصفقات التي تكلفت بها. وأشارت المصادر إلى أن المسؤول قدم استقالته من مواقع القرار داخل الشركة وفك الارتباط القانوني بها، للتحايل على القانون، إذ أن المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية يمنع وجود أي تعارض للمصالح، سواء على مستوى أعضاء لجان طلب العروض، أو بالنسبة إلى المتعهدين الذين يجب عليهم أن يوضحوا ضمن التصريح بالشرف أنهم لا يوجدون في وضعية تعارض المصالح. وأفادت المصادر ذاتها أن مسؤولين جماعيين يعمدون إلى تبادل الصفقات في ما بينهم، للتحايل على المقتضيات المتعلقة بتضارب المصالح، إذ أن مسؤولا في جماعة معينة يمنح صفقة لمقاولة مرتبطة بمسؤول بجماعة أخرى، الذي بدوره يمكن المسؤول الأول من الصفقات التي تنجز داخل دائرة نفوذه الترابي. لكن آخرين يفضلون الانسحاب المؤقت من تسيير مقاولاتهم إلى حين الانتهاء من المسؤولية، التي غالبا ما يتولونها عن طريق الاقتراع. وأكدت مصادر "الصباح" أن المسؤول المحلي أنشأ، إضافة إلى شركته، مقاولات أخرى بأسماء أقاربه ويمرر صفقات لها دون أي منافسة، إذ يبتكر العديد من الأساليب والشروط، من أجل إزاحة أي مقاولة منافسة لترسو الصفقة على المقاولة التي يرغب فيها. وأشار المقاولون المتضررون إلى أن عددا من أرباب المقاولات المحظوظة تربطهم علاقات بمسؤولين جماعيين في مناطق مختلفة، ويتم، في بعض الحالات، تمكين قريب مسؤول جماعي من صفقة بجماعة أخرى، على أن تمنح امتيازات مماثلة للمسؤول عن تلك الجماعة، إذ أصبحت هناك شبكة علاقات بين عدد من المسؤولين الجماعيين في مناطق مختلفة لتبادل الصفقات بين أقاربهم والمقاولات ذات الصلة بهم، في محاولة لتفادي إثارة الشبهات. عبد الواحد كنفاوي