استـصــنـام الـخـيـار الـحـزبـي

انحرافات الحركات الإسلامية 5 أكبر خطيئة وقعت فيها الحركة الإسلامية بالمغرب هي اتخاذ حزب سياسي يعد الدكتور فريد الأنصاري، رحمة الله عليه، من الشخصيات التي بصمت مجال الدعوة للمجهودات التي بذلها لترسيخ العقيدة الحقة وحرصه على أن يظل العمل الإسلامي خالصا لله بعيدا عن التجاذبات والاستغلال الانتهازي.وما كان له أن يظل صامتا أمام هذه الانحرافات، فألف «البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي»، أعقبه ببحث آخر حول «الأخطاء الستة للحركات الإسلامية بالمغرب»، الذي يحدد أوجه الانحراف الذي عرفته الحركات الإسلامية. ولأن الأخطاء والانحرافات التي حاول رحمة الله عليه تصحيحها في هذا الكتاب ما تزال قائمة، ارتأت «الصباح» أن تعيد نشر أهم ما جاء فيه لكل غاية مفيدة. عبد الواحد كنفاوي اعتبر المفكر والداعية الإسلامي فريد الأنصاري، رحمة الله عليه، أن أكبر خطيئة وقعت فيها الحركة الإسلامية بالمغرب هي اتخاذ حزب سياسي، موضحا أن الإسلاميين صاروا، إثر ذلك، يشتغلون في الشك وقد كانوا من قبل يشتغلون في اليقين، كما كانوا إلى الإخلاص في الأعمال أقرب، ثم صاروا إلى خلط مبين، فانتقلوا، بذلك، من مقاصد العبادات إلى مقاصد العادات، وألهاهم التلميع والتسميع، وانخرط كثير منهم في الحرز على حرف تماما كما تقول الآية الكريمة من سورة الحج "ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين". وأكد أن اتخاذ "الحزب" في العمل الإسلامي أشبه ما يكون ب"اتخاذ العجل" في قصة بني إسرائيل، مشيرا إلى أنه تطور ذلك بشكل سرطاني، بدفع ذاتي ومن جهات أخرى، من مجرد "مشاركة" إلى ثورة "تضخم سياسي"، أتى على الأخضر واليابس من منجزات العمل الإسلامي في موارده البشرية ومكتساباته الدينية في المجتمع. وأوضح أن يوم إعلان اتخاذ حزب سياسي واجهة للعمل السياسي بالمغرب، كان بمثابة إعلان عن وفاة الحركة الدعوية، وبداية العد العكسي المنحدر نحو نهاية "أطروحة العمل الإسلامي" بشموليته، وهويته الإسلامية. وشدد على أن العمل الإسلامي في الأصل هو عمل تجديد للدين بالدرجة الأولى، بناء على الحديث المشهور من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"، متسائلا وما "الدين" إذا لم يكن هو هذا الإيمان الذي يربط العباد بالحقائق الغيبية، إيمانا بالله واليوم الآخر؟ مضيفا ما تقرر في أصول الإسلام من وجوب الدخول في أمهات العبادات والتنزه عن الكبائر، معتبرا إياه أول ما ينبغي العمل على تجديده في النفس والمجتمع، وكل ما سواه من أمور الشأن العام إنما هو تبع والعكس غير صحيح. وكل ذلك، يقول الأنصاري لا يكون إلا بوجود قوم صادقين يجتهدون أولا في التخلق بتلك الأعمال فعلا وتركا، على درجة من العلم والصلاح وتؤهلهم لمخاطبة الناس من الشاردين والجاهلين، مضيفا أن ذلك لا يتأتى إلا بأخذ كتاب الله بقوة، والدخول في تعلم بياناته النبوية على مدارك التزكية والتعليم. وفي هذا الإطار تأسس العمل الإسلامي بالمغرب ابتداء من وجهة نظر الكاتب، فكان عطاؤه الأول جيلا من الخيرات، ثم جاء الحزب السياسي فأتى على ذلك جميعا، تماما كما دمر "السامري" كل الرصيد الإيماني لبني إسرائيل، بعد غيبة موسى، عندما صنع لهم من الذهب عجلا له خوار، فظلوا عليه عاكفين.

استـصــنـام الـخـيـار الـحـزبـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رائحة مخدرات في أرباح مقاولات

ركوبي في "الصطافيط"

مقالات ذات صلة