جماعة البيضاء والمقاطعات تتجنب الاقتراب من ملف شائك ورؤساء يفكرون في إرجاع "الفائض" يشتكي رؤساء المقاطعات بالبيضاء من صعوبة تدبير أكثر من 7715 موظفا وموظفة ملحقين من الجماعة، 70 في المائة منهم يوجدون خارج "الخدمة"، لاعتبارات موضوعية، تتجاوز الموظفين أنفسهم، كما تتجاوز المنتخـــبين والإدارة. وحسب وثيقة إحصائيات مرفقة بتصميم الهيكل الإداري الجديد، تتوفر البيضاء على 11323 موظفا، نسبة كبيرة توجد في المقاطعات الـ16، بينما تحتفظ الإدارة المحلية بـ2398 موظفا، في حين تضع الجماعة رهن إشارة عدد من المؤسسات العمومية والإدارات والوزارات 713 موظفا، أما شركات التنمية المحلية، فتستفيد من خدمات 500 موظف تقريبا. وتحظى مقاطعة سيدي بليوط بأكبر عدد من الموظفين يصل إلى 802 موظف، متبوعة بمقاطعة عين الشق بحوالي 600 موظف، و590 موظفا تقريبا بالحي الحسني، و530 موظفا بسيدي مومن و500 موظف بسيدي البرنوصي، بينما يتراوح العدد في المقاطعات الأخرى بين 410 و350 موظفا. وسجلت الوثيقة أول ملاحظة تتعلق بالنقص الكبير في عدد موظفي مدينة بحجم البيضاء، مقارنة مع مدن أخرى في المغرب مثل مراكش والرباط، ثم مدن في فرنسا، مثل تولوز التي لا يتجاوز عدد سكانها 490 ألف نسمة، في حين تتوفر على 13 ألف موظف جماعي. ولا يطرح ملف الموظفين بالبيضاء من حيث النقص العددي، بل من حيث قدرة الجماعة والمقاطعات على استيعاب الموارد البشرية الحالية في ظل الاختصاصات الممنوحة وطبيعة العمل الذي تقوم به هذه المقاطعات في نظام وحدة المدينة. وعاد ملف الموظفين بالبيضاء، في الأيام الأخيرة، إلى دائرة النقاش في مناسبتين، الأولى خلال عمليات تشخيص الإمكانيات البشرية والمالية، إذ وقف المشرفون على إعداد مشروع برنامج العمل 2023-2028 على واقع يتطلب تغييره، والثانية، حين حاول بعض رؤساء المقاطعات التفكير في تنظيم القطاع وإعادة هيكلته محليا، فاصطدموا بمقاومة. وحسب استقصاء لرأي رؤساء مقاطعات ومنتخبين قامت به "الصباح"، فإن العمل الإداري بمجموع تراب المدينة لا يتطلب كما هائلا من الموظفين، بل بكفاءات معينة تساعد على تنفيذ برامج ومشاريع وتساهم في الاقتراح والتتبع والتنفيذ، ولها القدرة على المواكبة. واكتشف رؤساء مقاطعات أن العدد المدرج في الوثائق لا يتناسب مع العدد الحقيقي الموجود في الإدارات والملحقات التابعة لهم، إذ يفضل بعضهم البقاء في منزله، عوض الالتحاق بمكتب لا يوجد فيه كرسي شاغر. وقدر منتخبون أن بعض المقاطعات يمكن أن تسير بأقل من 20 في المائة من الموظفين الموجودين، ما يطرح إشكالا حول الفائض البشري الذي يزيد عن 6115 موظفا، ومدى استعداد الجماعة لاسترجاعه وإعادة توزيعه من جديد، حسب الحاجيات الجديدة. يوسف الساكت