: شجرة الدر… عصمة الديننساء حديديات

"كانت ذات عقل وحزم، كاتبة قارئة، عارفة بأمور المملكة... نالت من الدنيا ما لم تنله امرأة قبلها ولا بعدها "... هكذا وصف المؤرخ ابن إياس شجرة الدر، ملكة مصر الملقبة بعصمة الدين أم خليل، والتي اختلفت الروايات حول أصلها بين قائل إنها خوارزمية وقائل إنها أرمينية. كانت شجرة الدر جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، ابن حاكم مصر في تلك الفترة، قبل أن يعتقها ويتزوجها لما حظيت عنده من مكانة هامة بفضل ذكائها وفطنتها وإجادتها القراءة والفنون، إضافة إلى وقوفها إلى جانبه حين انقلب عليه والده وسلم العرش إلى أخيه الطائش في فترة كانت مصر في حاجة إلى حاكم حازم عاقل، ومساعدته على استرجاع حقه. كان نجم الدين أيوب يثق كثيرا في قدرات زوجته شجرة الدر، لذلك لم يكن يتوانى عن منحها جميع الصلاحيات من أجل تسيير شؤون البلاد أثناء غيابه في غزوة أو حرب، فكانت بالتالي شريكة في الحكم إلى ما بعد وفاته.كان لشجرة الدر دور كبير أيضا في الانتصار على الصليبيين في حملتهم السابعة على مصر والعالم الإسلامي، بعد أن أخفت وفاة زوجها في عز الحرب خوفا من تشتت ذهن الجنود وانشغالهم بمن سيكون الحاكم الجديد لمصر، وتسلمت مقاليد الجيش فكانت طيلة الحرب هي الحاكمة الفعلية لمصر وصاحبة القرارات العسكرية الشجاعة التي مكنتها من هزم الصليبيين بمساعدة المماليك وعلى رأسهم الأمير ركن الدين بيبرس.تولت عرش مصر بعد أن ثار المماليك على حكم ابن زوجها توران شاه، وقرروا مبايعتها ملكة عليهم لثقتهم في حنكتها ودهاءها السياسي. وما أن جلست على العرش حتى أبانت عن دراية كبيرة في حكم وتسيير شؤون البلاد، إذ تفاوضت مع الصليبيين من أجل تصفية وجودهم تماما من الأراضي الإسلامية، وتقربت من الشعب وأنصتت لمطالبه، ولم تكن تتخذ قرارا إلا بعد مشاورة مع كبار رجالات الدولة وأهل الثقة، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها أمام رجعية علماء الدين الذين رفضوا أن تولى أمرهم امرأة، حتى ولو كانت في ذكاء ورجاحة عقل شجرة الدر، فأثاروا عليها الشعب الذي خرج في مظاهرات رافضا حكمها، خاصة بعد أن بعث الخليفة العباسي المستعصم بالله، الذي كانت له وحده الصلاحية في منح الشرعية لحكمها، رسالة إلى المصريين يقول فيها متهكما ساخرا "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير إليكم رجلا"، رغم أن بعض كتب التاريخ ذكرت أنه كان خليفة مفتقدا للوعي السياسي عاشقا للهو والمسرات فقط.تولت شجرة الدر عرش مصر لمدة ثمانين يوما فقط قبل أن يسعفها ذكاؤها لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف. إذ تزوجت الأمير عز الدين أيبك وتنازلت له عن الحكم ظاهريا، في الوقت الذي كانت تمارس جميع صلاحياتها ملكة لمصر من داخل بيت الزوجية. إذ كان أيبك يأتمر بأوامرها وينفذ جميع ما كانت تقول به بعد أن أجبرته على هجر زوجته الأولى وأم ولده وحرمت عليه زيارتهما حتى لا يصبح لهما أي تأثير على الحكم.أما حين علمت بغدر أيبك وانقلابه عليها، فلم تتردد لحظة واحدة في التخلص منه قبل أن يجهز عليها، بعد أن استدرجته إلى الحمام وأمرت خدمها بخنقه لتقول للمماليك إنه مات فجأة بالليل، وهي الحيلة التي لم تنطل عليهم، فقبضوا عليها وسلموها إلى زوجة أيبك الأولى التي أمرت جواريها بضربها بالقباب عل رأسها حد الموت، قبل أن يلقوها من سور القلعة التي كانوا يسكنونها، كان ذلك سنة 1257. نورا الفواري

: شجرة الدر… عصمة الديننساء حديديات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قــــاض

: سكان الشمال يعرفون ولي العهد ومن الأحسن أن لا يعرفوا الحسن الثاني خطابات الحسن الثاني النارية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات