بصمة في حياة نقيب: الشوكي: أول مرافعة كانت من أجل صرخة (الحلقة الثانية(

خرج المصطفى الشوكي، نقيب المحامين بهيأة آسفي، خريج المدرسة العليا للأساتذة من تدريس مادة الرياضيات التي قضى بها ثماني سنوات، منذ 1970 إلى يونيو 1978، إلى مزاولة مهنة المحاماة بعد أن حصل على الإجازة في الحقوق، واجتاز امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة. الشوكي كلمة تربط بين نسب المحامي وحبه لمهنة المحاماة التي يعشقها حتى النخاع "الشوكي" ، ومن أجلها ضحى بثماني سنوات وقرر خوض المغامرة، وإن كانت غير محسوبة العواقب، إلا ان السنين التي قضاها بها مكنته من العضوية بمجلس الهيأة لمرتين من 2003 إلى 2005 أمينا للمال، ومن 2006 إلى 2008 مدير ندوة التمرين، ولينتخب في 2012 نقيبا بالأغلبية المطلقة بالدور الأول. لم تكن المدة الفاصلة بين أدائه اليمين القانونية أمام محكمة الاستئناف بمراكش على اعتبار أن آسفي ساعتها لم تكن تتوفر على محكمة استئناف، حتى عاد إليها في اليوم الموالي ليترافع أمام محكمة الاستئناف في ملف غريب بعض الشيء، يخص الترامي على صخرة أي على ملك عمومي بحري، يقول الشوكي، و"أنا أحضر المرافعة كنت أسال الزملاء القدامى عن الترامي وانتزاع الحيازة وغيرها من النقاط التي لم أكن موفقا في الإلمام بها في تلك اللحظة، خاصة أن الأمر يتعلق بملك بحري"، ويضيف النقيب أنه لم يجد الجواب الشافي على أسئلته ، ما أثر على مستوى المرافعة الأولى التي يؤكد أنه رافع دون اقتناع ولم يجد من يوجهه للعناصر التي يجب الاعتماد عليها، ورغم عدم رضاه عن تلك المرافعة إلا أنه كان مجتهدا ولم يكن موفقا، ومن ثم كان له أجر المجتهد حتى وإن لم يصب. عدم الرضا عن المرافعة والإحساس بالتقصير فيها دفع الشوكي إلى اعتماد طريقة تخصه في الملفات اللاحقة، إذ لم يعد يعتبر أي قضية معروضة عليه أنها قضية عادية، وإنما رسالة جامعية تتطلب جهدا مضاعفا وبحثا مضنيا، وربما أن السنين الثماني التي قضاها في التدريس منحته القدرة على الإعداد المسبق للملفات وكأنه يحضر درسا سيلقيه على تلامذته ومطلوب منه التبسيط مع الإقناع.فترة التمرين بالنسبة إلى النقيب الشوكي حملت بعض الطرائف، التي ظلت راسخة في ذاكرته، يحكي أنه في إحدى المرات اشتكى موظفة إلى رئيس المحكمة الابتدائية بآسفي، واعتبر أنها لا تعامله بالاحترام الواجب ولا تقدم له الخدمات كما يجب، أرسل رئيس المحكمة في طلب الموظفة ليستفسرها عن تظلم المحامي، استغربت الموظفة من ذلك التظلم وأكدت خلاف ذلك، بل أقرت أنه أستاذها ودرسها في وقت سابق، لم يسمع رئيس المحكمة ردها أنه كان يدرسها، وقال لها إذن فهو زميلك في الدراسة ومن ثم عليك تقديم المساعدة له" لتصحح له المعلومة بأنه أستاذها لمادة الرياضيات في البكالوريا، وأنها كانت ضعيفة في المادة، فاستغرب الرئيس أن يكون المحامي المتمرن ساعتها أستاذ سابق لموظفة يوحي مظهرها الخارجي أنها أكبر منه.يؤمن النقيب بمقولة أن "ليس العيب أن تسقط، ولكن العيب أن تظل ساقطا"، وأول مرافعة في حياته المهنية ساهمت بشكل كبير في بناء شخصيته، وتركت بصمة حقيقية في مستقبله المهني، ومن ثم فالإنسان حسبه لا يجب أن يخجل من الفشل في البداية، بل عليه مقاومته وجعله سببا للنجاح في المسار المهني، خاصة في مهنة لها قدسيتها، وتحمل نبراس الدفاع عن الحقوق.

بصمة في حياة نقيب: الشوكي: أول مرافعة كانت من أجل صرخة (الحلقة الثانية(

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غـــرائـــب البـــرلمـــان

ريــاضــيــو الــتــحـــدي : بنعبد الجليل مغامر يعشق تسلق الجبال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات