محلات على رؤوس الأصابع توفرها وارتفاع أسعارها يرهق المرضى يمنع على الكثير من المغاربة، منهم الذين يعانون حساسية القمح أو بعض أمراض جهاز المناعة والجهاز العصبي، تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، وهو بروتين موجود في القمح والحبوب الجافة، فيضطرون إلى البحث عن البدائل، والتي لن تشكل خطرا على صحتهم عند استهلاكها. لكن من المشاكل التي يصادفها هؤلاء الأشخاص، صعوبة الحصول عليها، فغالبا ما يتم استيراد هذا النوع من الأطعمة من الخارج، وتوفرها محلات معدودة على رؤوس الأصابع، ما يدخل المريض في متاهة البحث عنها بـ"الريق الناشف". كما أن أسعار هذا النوع من الأطعمة، تعتبر مرتفعة، ولا يقوى الكثير من الأشخاص على اقتنائها، ما يدفعهم إلى البحث عن بدائل أخرى تقليدية، تمكنهم من تناول طعام لا يشكل خطرا عليهم ولن يكون السبب في تدهور حالتهم الصحية. ومن أجل تخفيف معاناة المرضى الذين يمنع عليهم استهلاك الغلوتين، قام المعهد المغربي للتقنين والجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين، قبل أشهر، بتوقيع شراكة مع الشركات الكبرى المنتجة للمواد الغذائية بالمغرب، عبر إطلاق علامة وطنية خاصة بالأطعمة الخالية من مادة الغلوتين. الهدف من إطلاق هذه العلامة، استبعاد المواد الغذائية التي تحتوي على مادة الغلوتين، باعتبارها المسبب الرئيسي لعدد من الأمراض منها السيلياك، إلا أن هذه الخطوة، حسب ما يؤكد الكثير من المرضى غير كافية، ولم تعفهم من التنقل للبحث عن بدائل القمح. وفي هذا الصدد، قالت غيثة في العشرينات من عمرها، تعاني مرضا يجعلها مضطرة إلى اتباع حمية غذائية خالية من الغلوتين، إنه بالإضافة إلى مصاريف علاجها الباهظة، تجد نفسها مضطرة إلى تخصيص ميزانية أخرى لاقتناء الأطعمة التي لا تحتوي على الغلوتين. وأوضحت غيثة أنها تجد في الكثير من الأحيان، صعوبة في اقتنائها، وتضطر إلى تناول نوع واحد من الطعام لمدة طويلة، دون أن يكون نظامها الغذائي متوازنا، مشيرة إلى أنها حرمت من تناول مجموعة من الأطعمة، وتحرم، أيضا من بدائلها، بسبب أسعارها المرتفعة. يشار إلى أن اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين، صار اختيار الكثير من الأشخاص، رغم أنهم لا يعانون أي مشكل صحي يمنعهم من تناول القمح، سيما أن دراسات كثيرة تحدثت عن المشاكل الصحية، التي يمكن أن تترتب عن الاستهلاك المفرط للغلوتين، منها الأضرار المعوية، والاضطرابات العصبية إلى جانب الاضطرابات الجلدية. إيمان رضيف