الربيع العربي…ربيع البناء العشوائي

المسؤولون انحنوا للعاصفة ما ساهم في انتشار كبير للبنايات العشوائية سنتان بالتمام والكمال انحنى خلالها المسؤولون المحليون والمركزيون بوزارة الداخلية وغيرها من الوزارات المعنية لعاصفة الربيع العربي التي جعلت كلمة المواطن هي العليا ولا صوت يعلو على صوته، خاصة بعد أن أبدى مواطنون استعدادهم لحرق أجسادهم في أي لحظة، احتجاجا على سلوك قائد أو خليفة أو "مقدم" منعهم أو حاول منعهم من إضافة طابق أو بناء "براكة" أو تقسيم أراض إلى بنايات بشكل عشوائي.منذ بداية الربيع العربي في 2011 وإلى أن تحول إلى خريف في سنة 2013 بالنسبة للمغرب على الأقل، نهجت الدولة سياسة "الهدنة"، إذ كان العمال يتلقون مذكرات بشكل دائم تحثهم على أن يتعاملوا بحذر مع المواطنين، وألا يستفزوهم، مخافة أن يكونوا شرارة تؤجج احتجاجات قد تدخل بالبلد إلى نفق الله وحده يعلم نهايته.تلقى رجال السلطة الإشارة جيدا، وتغيرت لغة خطابهم، خاصة مع المحتجين أو الراغبين في خرق القانون. فهم المواطن أن الفرصة مواتية من أجل تحقيق بعض المكاسب، وأن السلطة أضعفتها الاحتجاجات الداخلية وما وقع في دول مجاورة، فداسوا على دواسة البنزين إلى أقصى سرعة، وضغطوا بكل ما ملكوا من قوة وضعف.انتشرت البنايات العشوائية بالليل والنهار، ولم يكن أمام رجال السلطة سوى مجادلة المخالفين بالتي هي أحسن، وبعد أن يتشبثوا بمخالفتهم للقانون ويهددوا بالانتحار حرقا، يتراجع رجل السلطة حتى لا تحسب عليه الحادثة ويصبح اسمه وصفته أشهر من نار على علم، وقد يقصف به إلى أبعد نقطة، وقد يضحى به إرضاء للمتعاطفين مع المنتحر، لذا لم يكن أمامهم سوى تسجيل المخالفة ومراقبة الوضع عن بعد. استغل بعض المواطنين والمضاربين العقاريين الربيع العربي، وشيدوا بنايات وأحياء بطرق عشوائية في جميع مدن المغرب، فالفرصة مواتية ولا يجب تضييعها، وأحس المسؤولون أن البلد ستغرق في مثل هذه البنايات التي قد يتطلب معالجتها سنوات ومبالغ مالية كبيرة، فأمروا باتخاذ بعض الإجراءات، فكان الرد قويا والمواجهة كبيرة، بعد أن سجلت العديد من حالات الانتحار حرقا، كما أصيب العديد من رجال السلطة بجروح جراء مواجهات مع مخالفي القانون. مرت سنتان على التسيب الذي عرفه البناء العشوائي، وكانت الحصيلة ثقيلة، وشهد شاهد من أهلها هو وزير الداخلية الأسبق امحند العنصر، الذي كد أن هناك نوعا من التهاون والتساهل مع البناء العشوائي في سنة 2011، مضيفا أن مصالح الوزارة هدمت سنة 2012، ما بين 7 و8 آلاف منزل في إطار محاربة البناء العشوائي، كما أنه تم تسجيل 18342 مخالفة في مجال البناء العشوائي في جل مدن البلاد، كما أن عمليات الهدم التي شهدتها هذه السنة، خلفت إصابة 88 رجل سلطة و145 عونا.أحس الوزير بأن الربيع العربي قد تحول إلى خريف بعد الإصلاحات التي انتهجها جلالة الملك والتي تجاوب من خلالها مع مطالب المواطنين، فأعلن خلال كلمة أمام إحدى لجان مجلس النواب، أن "الوقت قد حان لإعادة الأمور إلى نصابها خدمة للوطن والمواطنين، وحفاظا على سلامتهم الجسدية". ليعلن عن سلسلة من الإجراءات من بينها إنشاء لجان محلية لتبع المعطيات الواردة في الصور الفضائية، إضافة إلى برمجة مهام دراسات وتحريات المفتشية العامة والإدارة الترابية. كما قررت وزارة الداخلية، بشراكة مع عدد من الوزارات، إنشاء دوريات مشتركة لتقوية آليات المراقبة مع إحداث لجان للمراقبة داخل العمالات، والعمل على إخراج مشروع قانون بين وزارة الإسكان والداخلية بخصوص مراقبة البناء العشوائي، على أمل أن يتوقف النزيف...الصديق بوكزول

الربيع العربي…ربيع البناء العشوائي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الـبـراريـك" تـهـزم الـدولـة

شباب البوادي يواجهون البطالة في "براريك" المدينة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات