ولاة وعمال في قفص الاتهام

لم يسبق لأي وزير من الوزراء الذين تعاقبوا على حمل حقيبة وزارة الداخلية أن تسلح في يوم من الأيام بالشجاعة المطلوبة، وأعلن بصراحة معهودة، أن بعض كبار مسؤولي الوزارة من ولاة وعمال وكتاب عامين يتحملون المسؤولية المباشرة في صناعة دور الصفيح، والفشل في برنامجها. وخوفا من تسمية الأشياء بمسمياتها، ظلت مسؤولية فشل برنامج "مدن بدون صفيح" الذي انطلق كشعار مع مجيء حكومة ادريس جطو في عهد الوزير الاستقلالي أحمد توفيق حجيرة، تلقى على عاتق بعض المسؤولين في وزارة الإسكان والتعمير ورؤساء جماعات والوكالات الحضرية، لكن لاأحد كان يشير صراحة بأصبع الاتهام إلى بعض الولاة والعمال، علما أن البعض منهم الذي غادر اليوم أسوار وزارة الداخلية، تسبب في بناء أحياء قصديرية بأكملها، واستفاد من عائداتها المالية بطرق مباشرة أم غير مباشرة، أو عن طريق شبكات سماسرة يختلط فيها الأبيض والأسود، والنموذج في عدة أقاليم، نظير القنيطرة وأكادير وتمارة وكرسيف والدار البيضاء وطنجة ومكناس وسلا وغيرها من الأقاليم التي تضررت كثيرا من تناسل "البراريك القصديرية"، وجدت الدولة اليوم صعوبة بالغة في القضاء عليها. والخطير اليوم رغم كل التحذيرات، ورغم تقنية ما يسمى الأقمار الاصطناعية في مقاربة البناء العشوائي أو التجزيء السري، فإن كل الأخبار القادمة من العديد من المدن المغربية الحاضنة للمدن التي تتوفر على أحياء صفيحية، فإن عدد هذه الدور في تزايد مستمر، حيث يتحدى بعض المسؤولين الترابيين كل البرامج الهادفة إلى القضاء على دور الصفيح بالمدن التي أصبح اسمها يقترن بهذا الصنف من الأحياء، بالنظر إلى التجمعات "الصفيحية" الكبرى التي تضمها، والتي لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الكريمة. ويعد فشل برنامج مدن بدون صفيح الذي كان يرمي إلى تخليص المدن المغربية من هذه المعضلة، أكبر مؤشر على الصعوبات التي تعترض الحكومة، في القضاء على هذه الظاهرة التي تخدش صورة بلادنا. وقد استغل العديد من كبار مسؤولي وزارة الداخلية على مستوى الأقاليم في زمن ادريس البصري، الهجرات المتتالية من ضواحي المدن، ومن البوادي المتاخمة، طيلة العقود السابقة إلى تنامي ظاهرة أحياء الصفيح. ولم يجد النازحون إلى المدينة بديلا آخر غير اقتناء "البراريك" بعدما يكونوا دفعوا تحت الطاولة، خصوصا أن خلق "براكة" أيسر لهم من كراء شقة، والمحصلة النهائية أنه طيلة العقود الأخيرة، تشكلت أحزمة الأحياء الصفيحية حول المدينة، التي انتشرت في كل مكان، في غياب أي مراقبة من طرف الجهات المسؤولة، خصوصا الولاة والعمال الذين يملكون كل الإمكانيات والوسائل من أجل مراقبة مدى توسع ظاهرة دور الصفيح. عبدالله الكوزي

ولاة وعمال في قفص الاتهام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دور الصفيح مصدر ثراء مقدمين وشيوخ

"الـبـراريـك" تـهـزم الـدولـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات