“مول الشكارة” ثالث أطراف معادلة دور الصفيح

مقاولون يغتنون من مشروع مدن بدون صفيح وسماسرتهم يحرضون العائلات المركبة على المطالبة باستفادة أكبر حين تفتح السلطات الحرب على الكاريانات، وتحمل منجلها لحصد رأس كل مخالف للقانون، تفتح الأسر المتضررة هي الأخرى حربها الموازية، وتشهر لائحة رجال السلطة الذين يساهمون في عرقلة مشروع مدن بدون صفيح، ويشيرون بأصابع الاتهام إلى أسماء معينة . لكن وسط المساحة الفاصلة بين هؤلاء وأولئك يقف طرف ثالث، يصب الزيت على نار هذه المعركة، ليخرج منها مستفيدا، وهو "مول الشكارة"، وسماسرته الذين يحرضون العائلات المركبة للمطالبة باستفادة أكبر.مصادر مسؤولة تضعهم، أي سماسرة مقاولي البناء، وهي تعلق على المواجهات بين رجال الأمن والسكان في كاريان سنطرال بالدار البيضاء، على قائمة اللويبات التي تحرض السكان، من أجل الاستفادة أكثر، والسكان يرون فيه الرابح في عملية لا تقدر الدولة على تحمل كلفتها من الألف إلى الياء، ويمنع قصر ذات يد المستفيدين، الأسر من بناء بيوتهم بأنفسهم. "طالع واكل نازال واكل"، بهذا المثل اختار أحد المستفيدين من كاريان السكويلة سابقا، وصف المقاولين الذين يشرفون على عمليات بناء بقع أسر الكاريانات، قبل أن يضيف "أغلبهم يرفض اليوم بناء البقع في تجزئة البركة قرب أهل الغلام، لأن العملية بالنسبة إليهم لن تكون مربحة جدا، إذ عليهم أولا جلب الماء على نفقتهم الخاصة، كما أن الطريق إليها غير معبدة، إضافة إلى أن المستفيدين رفضوا توقيع عقود تمنح "مول الشكارة" حق الاستفادة من الطابق السفلي إضافة إلى الطابق الأول". رفض المستفيدين له مبررات، أهمها أن التصاميم تحدد وجود محلات تجارية، وهو ما اعتبره السكان هدية ثمينة للمقاولين، "في الأحياء الأخرى الطابق الأرضي لا يحدد إن كان الطابق السفلي محلا تجاريا، كما أن مساحات العمارات لا تتجاوز 84 مترا مربعا، وفي تجزئة البركة استفادت العائلات المركبة من بقع مساحتها تراوح ما بين 113 و126 مترا مربعا، ويرى السكان أن استفادة المقاول من طابق أرضي بهذه المساحة، لا يمكنه المطالبة بالاستفادة من الطابق الأول".في المشاريع التي لا يتجاوز فيها مساحات البقع الموزعة على الأسر المستفيدة، 84 مترا مربعا، يستفيد المقاولون من الطابق السفلي إضافة إلى الطابق الأول، مقابل بناء طابقين إضافيين للأسر المستفيدة، وهي عملية يعتبرها البعض "عادلة"، ويراها آخرون "مجحفة" وفي "ربح كبير للمقاول، الذي يستغل حاجات السكان، لأنه يستفيد من الطابق الأرضي ويحوله إلى محلات تجارية، وكذلك من الطابق الأول الذي يفوته لأسر أخرى". التسرع في تنفيذ قرارات الإفراغ يهدد السكان بالتشردالمستفيدون من البقع الأرضية في إطار محاربة دور الصفيح، يؤدون مبالغ مالية قد تصل إلى 40 ألف درهم، لكل مستفيدين، ومباشرة يشرعان في بناء القطعة بإمكانياتهما الذاتية، وهي العملية التي ستمكنهما من امتلاك شقتين لكل مستفيد منهما. إلا أن أغلبية سكان دور الصفيح عاطلون عن العمل، أو يعملون بأجور زهيدة، وإمكانياتهم المالية محدودة جدا، لذلك يلجؤون إلى "مول الشكارة"، وفي هذه الحالة يؤدي المقاول الثمن المحدد في 40 ألف درهم، والتكلف بموجبه بأداء واجبات الكراء لمدة تفوق السنة والقيام بعملية البناء بكافة مراحلها، إلا أن أغلب المقاولين يرفضون أداء ثمن الكراء، ما يضطر السكان الذين يخلون البراكات من أجل هدمها إلى كراء غرف و"كاراجات" يقطنون فيها إلى غاية إتمام عمليات البناء. "أحيانا يضطر السكان انتظار تجزيء الأرض وإجراء القرعة وغيرها من التفاصيل التي تتأخر كثيرا، وفي المقابل يتم تنفيذ قرارات الإفراغ بسرعة فائقة، ما يعرض السكان لحياة التشرد".ضحى زين الدين

“مول الشكارة” ثالث أطراف معادلة دور الصفيح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دعوة المقاولات المغربية إلى الاستثمار بكوت ديفوار

بنعبد الله: مدن الصفيح قد تبقى إلى الأبد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات