الخوف بداية إعدام النفس

قضاة وأمنيون اختاروا إنهاء حياتهم بطريقة بشعة وعلامات استفهام حول السبب تتعدد الروايات المصاحبة للانتحار، خاصة في شأن بعض المسؤولين الذين فضلوا الموت على المواجهة، فبين الخوف من الفضيحة، أو الخوف من العقاب، اختار عدد منهم أن ينهي حياته بكل هدوء، إما شنقا أو بتناول مواد سامة كما هو حال بعض القضاة والمسؤولين الأمنيين. "السلاح يطول"، مقولة شرقية مفادها أن استعمال السلاح في غير محله، يمكن أن تترتب عنه عواقب وخيمة، وهو ما يتم أخيرا، من قبل عدد من حاملي السلاح المنتمين إلى الأجهزة الأمنية بمختلف تلاوينها، فجرائم القتل التي يرتكبها الأمنيون سواء في حق أنفسهم من خلال الانتحار أو ضد الآخر تتطلب البحث في سببها، خاصة أن الأمر لم يعد يشكل فقط حالات معزولة، تقع بين الفينة والأخرى، بل تكرربشكل أصبح الأمر يدعو إلى القلق. ويرجع البعض ذلك إلى الضغط النفسي والإجهاد في العمل، ما يترتب عنه عدم التحكم، وقد يؤدي إلى ارتكاب مثل تلك الجرائم، في حين يحمل البعض الآخر مسؤولية تلك الجرائم للدولة، خاصة أن القضاء الفرنسي حمل المسؤولية للدولة في مثل تلك الجرائم. الانتحار في وصفه الأعم هو جبن يواجه به الشخص مشاكله، إلا أن الأمر يشكل خطرا عندما يكون الفعل الصادر عن أشخاص لهم قدر من المسؤولية، إذ فضل قضاة أن يتقمصوا دور عزرائيل في قبض أرواحهم لا لشيء إلا لخوف، من المجتمع ومن نظرته ومن إمكانية محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم وما نجم عنها من عقوبات. ما بين الجديدة ومراكش والبيضاء سجلت جرائم لقضاة في حق أنفسهم، بعد أن فضلوا سياسة الهروب على المواجهة. كانت البداية مع قاضي الذي توفي بعد 13 يوما من محاولة الانتحار التي قام بها ع بتناوله مادة سامة، كادت أن تزهق روحه، ليتم التدخل في آخر لحظة وينقل على وجه السرعة إلى المستشفى، إذ أبقي عليه في العناية المركزة، إلى حين وفاته. وأكدت مصادر "الصباح" أن القاضي اعتزل واكتأب منذ واقعة ضبطه متلبسا برشوة، زادت حدتها بعد الاستماع إليه من قبل المجلس الأعلى للقضاء وإدخال ملفه إلى المداولة واتخاذ قرار عزله من سلك القضاء، لتزداد حالة الاكتئاب التي كان عليها ويصل إلى محاولة الانتحار. ومباشرة بعد ذلك وجد مستشار بمحكمة الاستئناف باليضاء منتحرا في منزله بسيدي بوزيد ولم تعرف الأسباب الحقيقية لانتحاره، لينضاف إليهم قاض ثالث وهذه المرة من مراكش، إذ على بعد يوم من عيد أضحى، فضل قاض بالمحكمة الابتدائية بمراكش وضع حد لحياته، بالانتحار شنقا، إذ اكتشفت جثته معلقة بحبل في سطح منزل له ما زال قيد التشييد. وتعددت الروايات المصاحبة للانتحار، بين الحديث عن حلول لجنة للتفتيش من المفتشية العامة بوزارة العدل والحريات، لأجل البحث في بعض الملفات التي كان قد أصدر فيها أحكاما وكانت محط شكايات من المتقاضين، وبين علمه بأنه محط مراقبة، وبين وجود تسجيل له مع أحد المتقاضين، لكن السبب الحقيقي للانتحار ظل غامضا. حالات الانتحار تلك تفيد أن هناك خللا ما على الجهات الوصية العمل على تبديده، لأن الوصول إلى مرحلة إزهاق الروح تعني بما لا يدع مجالا للشك أنه إذا اجتمع الخوف والغضب وعدم الشعور بالاطمئنان تكون النهاية كارثية. كريمة مصلي

الخوف بداية إعدام النفس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة الغش في زيت الزيتون بتازة

انتحار حملة السلاح... النزيف

مقالات ذات صلة