جرائـم المتشـردين … عنـف وبشاعـة

أعادت جريمة القتل التي راحت ضحيتها فتاة مشردة رفقة رضيعها، على يد مشرد ثان، الأسبوع الماضي، إلى واجهة النقاش الجرائم التي يرتكبوها المتشردون ويكون ضحيتها إما زملاؤهم أو مواطنون آخرون، وهي الجرائم التي تتسم بالعنف والبشاعة، بالنظر إلى الحقد الدفين الذي يكنه الجاني للضحية أو لنفسه والرغبة في الانتقام. هذه الفئة من المجتمع التي تعيش حالة التشرد وتستوطن الأزقة والشوارع، خاصة مع بداية فصل الربيع، إذ يتم رصد وجود العشرات منهم في كل مكان، ويرد السبب في ذلك إلى أن بعض جمعيات المجتمع المدني التي تعمل على إيوائهم تسرحهم بعد فصل الشتاء بعد انتهاء مدة الإيواء المؤقت، وهذا الحل المؤقت سرعان ما يعود معه المتشرد إلى الشارع ويكون عرضة للتضيق أو الاعتداء، أو يصبح هو المعتدي، انتصارا لحكم الشارع الذي يفرض الغلبة للأقوى، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الجرائم التي يرتكبها المتشردون، وتنتهي بهم في السجون، وبأحكام مشددة، كما هو حال الحكم الذي أصدرته غرفة الجنايات الابتدائية، في قضية قتل وإحراق جثة متشرد من قبل صديقه، والتي قضت بعقوبة المؤبد في حقه بعدما وصف ممثل الحق العام في مرافعته الجريمة بالبشعة والقاسية، وأبدى خلال مرافعته في الملف امتعاضه من تفاصيل الحادث، معتبرا أن المشهد قاس جدا، خاصة أن الضحية صديق الجاني ورفيقه في الشوارع، معتبرا أن صب البنزين على الضحية وهو نائم وإضرام النار فيه، هو في غاية الرعب والقساوة، مطالبا بأقصى العقوبات في حق المتهم، الذي لم يرأف لحال صديقه وارتكب الجريمة عن سبق إصرار وترصد. كريمة مصلي عقارات باسم أشخاص بدون مأوى! موظف بالمحافظة فضح شبكة استعملت بيانات متشرد للاحتيال على الإدارة لا تنحصر جرائم المتشردين، على تلك التي يرتكبونها بصفتهم الشخصية وانفراديا، بل تتعداها إلى استغلالهم من قبل شبكات إجرامية للنصب والاحتيال، نظير فتح حسابات بنكية بأسمائهم أو تأسيس شركات باستعمال معطياتهم الشخصية قصد استغلالها في الإضرار بالآخرين، أشخاص ذاتيين ومعنويين، بل تمتد أوجه الاستغلال إلى ارتكاب جنايات خطيرة، نظير التزوير في محررات رسمية، ونسبتها إلى المتشرد للسطو على العقارات. وضمن القضايا المثيرة التي عالجتها استئنافية البيضاء في وقت سابق، تلك التي استغل فيها متشرد للاستيلاء على عقار تبلغ مساحته 500 متر مربع، ويوجد داخل المجال الحضري للمدينة، إذ أن موظفا بالمحافظة العقارية للمحمدية، كان الخيط الرفيع الذي أسقط أفراد الشبكة في الفخ، وفضح السيناريو الخطير المعتمد للسطو على عقار قيمته المالية كبيرة بالنظر إلى التنطيق الذي يتموقع فيه والإغراءات التي يشكلها للمستثمرين في العقار. وانطلقت القضية عندما استغل سمسار في العقار تعرفه بفعل التردد على المحافظة، على موظفين، ليعمد إلى مفاتحة أحدهم في رغبة مستثمر، وهو ابن رجل ثري معروف بالمدينة، مباشرة مساطر تحفيظ عقار، عن تأسيس مطلب تحفيظ في اسم مالكه ومستغله، وأنه يتوفر على جميع الوثائق، بل وسيتكلف بالمصاريف التي تتطلبها المسطرة، ليرد عليه الموظف بأن الأمر عاد طالما توجد الوثائق المطلوبة، قبل أن يضرب معه موعدا آخر لإحضار رجل الأعمال، قصد التعارف معه. وفي اللقاء مكن المشكوك فيهما موظف المحافظة من بعض الوثائق، ثم انصرفا على أمل لقاء آخر، إذ حاولا إغراءه بأن الأمور في حال الإسراع ستكون مفيدة وتعود بالفائدة على الجميع، لأن رجل الأعمال يريد الاستثمار في القطعة الأرضية. شكوك الموظف انصبت على عقد عدلي بعد أن قارن التواريخ والمضامين، ليشد نظره اسم عدل معروف، فقرر الاتصال به لاستفساره في بعض النقاط، وكانت المفاجأة أن العدل الذي تضمن العقد توقيعه، نفى إنجازه لرسم عدلي لفائدة الشخص الذي أفاده الموظف بإسمه. وبعد أن تأكد الطرفان، أي العدل والموظف، بأن العقد مزور، بادر الأول إلى طلب متابعة المزورين، إلا أن الموظف استمهله، مشيرا إلى أن من تقدم بالعقد ليس الشخص الذي ورد اسمه، به بل الأمر يتعلق بأشخاص آخرين، وفي حال الإسراع قد تتلاشى الأدلة ضدهم. تم بعد ذلك إخبار النيابة العامة من قبل الموظف، لتضع رهن إشارته مصلحة الشرطة القضائية التي استمعت إليه، وأجرت ابحاثا حول هوية المستفيد من العقد العدلي، لتكتشف أنه متشرد لا يملك مأوى، ويعيش على التسول، فنصبت كمينا لإلقاء القبض على المتورطين، إذ اقتضى الأمر أن يتصل الموظف بالسمسار لإجراء لقاء مع رجل الأعمال، موهما إياه أن مسطرة التحفيظ ستتم بالسرعة المطلوبة، وفي الموعد حضر المشتبه فيهما وبعد حديث قصير مدا الموظف بظرف مالي به 30 ألف درهم، مقدم رشوة، لتتدخل عناصر الشرطة القضائية وتلقي القبض عليهما. المصطفى صفر

جرائـم المتشـردين … عنـف وبشاعـة

قتل واغتصاب وحرق للانتقام أو الدفاع عن النفس وصمت المجتمع يزيد من تنامي الظاهرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشروع الوساطة الثقافية لأكاديمية "علي زاوا"

بنهاشم يطلب شراء عقد فيريرا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات