مواجهات بين الأمن وقاطني “كاريان سنطرال”

شباب هددوا بتطليق زوجاتهم وتحميل الدولة مسؤولية أبنائهم بعد هدم براكاتهم اشتعلت، صباح أمس (الثلاثاء)، مواجهات بالحجارة بين بعض شباب كاريان «سنطرال»، أقدم كاريان بالبيضاء، وبين قوات التدخل السريع، نتيجة تدخل القوات العمومية لتنفيذ قرار هدم 40 براكة، ثلاثة منها أفرغها سكانها طواعية، والباقون امتنعوا، بسبب عدم تسوية وضعيتهم. وأصيب أربعة رجال أمن إصابات متفاوتة الخطورة، أحدهم أصيب في عينه، ونقلوا جميعا إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما لاذ المصابون من السكان بالفرار، مخافة اعتقالهم على غرار عشرات الشباب الذين اقتيدوا إلى الدوائر الأمنية. وانطلقت مسيرات متفرقة في كاريان سنطرال، تقودها نساء وشباب حاولوا منع الجرافات والشاحنات من المرور، قبل أن تتدخل قوات التدخل السريع لتفريقهم. وفيما اختار البعض التعبير عن رفض هدم البراكات قبل تسوية ملفات العائلات المركبة غير المستفيدة من نصف بقعة لكل أسرة، بالاحتجاج والمسيرات التلقائية، والبعض الآخر برشق عناصر الأمن بالحجارة، وآخرون حاولوا إحراق أنفسهم، فيما نحا آخرون إلى قرار غريب، إذ أكدت مجموعة من الشباب أنهم سيطلقون زوجاتهم ويفرون إلى وجهات غير معلومة للتخلص من عبء التشرد الذي ألقته على ظهورهم «الطريقة غير العادلة في تسوية الملفات»، حسب ما قاله أحدهم، مضيفا أنه لن يتحمل مذلة التسول، والسكن في «الميكة»، «بل سأطلق زوجتي ولتنفق عليها الدولة هي والأبناء، حين سيهدمون براكتي، فإنهم بذلك هدموا عش الزوجية، وهدموا هذه الأسرة».وانتشرت قوات التدخل السريع في الكاريان الممتد، لضبط الأمن في المنطقة التي عاثت فيها الفوضى، قبل أن يستسلم السكان للقرار، رافعين شعارات مطالبين بفتح تحقيق في حق بعض رجال السلطة، مؤكدين أن العائلات المركبة التي أدت «رشوة» استفادت من عدة بقع، فيما أقصي الذين لا يملكون، حسب شهادات المحتجين، مبلغ مليوني سنتيم قيمة الرشوة التي يتمسكون أن بعض رجال السلطة استفادوا منها. وواجهت السلطات وهي تنفذ قرار والي الدار البيضاء الذي توعد جميع كاريانات البيضاء بالنهاية، قبل متم 2017، في الاجتماع الأخير لمجلس العمالة بالبيضاء، (واجهت) صعوبات في هدم البراكات المعنية، والتي اختيرت بعناية، متفرقة، لتشتيت المحتجين. وفيما كان بعض السكان المعارضين للهدم قبل تسوية ملفات استفادتهم، يعددون الحالات المشابهة لحالاتهم، والتي استفادت من نصف بقعة لكل أسرة من العائلة المركبة الواحدة، اختار آخرون طريقة أخرى لوصف الوضعية الاجتماعية المزرية التي يعيشونها، إذ نادى أحدهم على طفله البالغ من العمر 12 سنة، والذي يعيش معه وزوجته في براكة مكونة من غرفة واحدة لا تزيد مساحتها عن 20 مترا مربعا، لطرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بحميميته مع زوجته، «فين كتنعس؟» يسأل الأب، قبل أن يجيبه الطفل مطئطئا الرأس، ومشيرا بأصبعه إلى الزاوية، قبل أن يسأله بغضب الأب من جديد، «باش تنغطيك؟» يرد الابن مستغربا «بالطابلة والمساند»، ويزداد وجهه غرابة حين يسأله الأب الشاب من جديد، «وعلاش؟ قول ليهم علاش»، يجيبه الابن بما يشبه التحدي «باش ما نشوفكش»، إلا أن الأب لا يتوقف عن الأسئلة الفاضحة، ليطلب من الابن شرح ما يقصده، وهنا يرد عليه الطفل بكلمات فاضحة، أنه يغطى بالمائدة والوسادات كي لا يتابع اللحظات الحميمية لوالديه.الأب الذي أحرج ابنه بنقل من قصته تلك، رسالة مفادها أن حاجته إلى الانتقال كبيرة، ولا تضاهيها أي حاجة، خاصة أنه يطرد يوميا ابنته البكر البالغة من العمر 14 سنة لتبيت في براكة والدته الضيقة، التي تؤوي شقيقته المطلقة منذ 12 سنة، وأبناءها الثلاثة، «استفدنا من نصف بقعة سأتقاسمها مع والدتي، لكن لا يمكن مقاسمتها مع شقيقتي وأبنائها الثلاثة، هذا غير ممكن». مطلقات بالمئات حالات المطلقات تعد بالمئات، في كاريان سنطرال أغلبهن غادرهن أزواجهن، وتركوهن في بيوت عائلاتهم، التي تجد اليوم نفسها عاجزة عن الانتقال، إلى بيت الكرامة ومعها البنات المطلقات والأحفاد، «كون غير كانت بوحدها، دابا معاها تريكتها، أشنو غادي ندير ليهم، باهم هرب عليهم واحنا دابا واحلين»، تقول امرأة مسنة، وهي التي تعيش مع أبنائها الخمسة المتزوجين. دامية امرأة تتذكر زيارة محمد الخامس للمنطقة، وتعتبر ذلك دليلا ومعيارا من معايير الاستفادة، إلا أنها ترفض الانتقال إلى نصف بقعة مع أبنائها المتزوجين، «إنهم خمسة، هناك امرأة انتقلت إلى الكاريان غير في التسعينات، واستفادت مع أبنائها، وأنا التي خرجت لرؤية الملك محمد الخامس وفي ذراعي ابنتي البكر التي كانت تبلغ حينها ثلاثة أشهر ، استفدت من نصف بقعة مع جميع ابنائي وأحفادي، وكلهم لا يتوفرون على عمل قار لضمان سكن لأنفسهم، محرومين من كل الحقوق، وهذا هو الحق الوحيد الذي منحنا إياه سيدنا، ولن يحرمنا منه الباشا». تتعدد القصص، بين الأرامل والمطلقات والعاطلين والمعاقين وغيرهم، إلا أن المشكلة تصب في نقطة واحدة وهي العائلات المركبة، وأحقية استفادة جميع أفراد هذه وحرمان أفراد تلك، «كلنا أبناء الكاريان، إذا استفادت عائلة واحدة من عدة بقع نستفيد نحن أيضا، وإذا حرمت نحرم جميعا، لكننا لن نقبل التمييز»، يقول المحتجون. ضحى زين الدين

مواجهات بين الأمن وقاطني “كاريان سنطرال”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أكادير تحتضن "الشراكة العلمية" لمستخدمي القطاع الصيدلي

مـوازين يشـد أنظـار العالـم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات