40 في المائة من الأطفال لا يلجون التعليم الأولي

اليونيسيف: التعليم الأولي التقليدي يهيمن بمعدل 80,4 في المائة و10 في المائة لنظيره العصري وضعت دراسة منظمة اليونيسيف حول الوضع الراهن للتعليم الأولي بالمغرب الأصبع على مكامن الخلل في منظومة التعليم الأولي، وكشفت الفوارق التي تعانيها هذه المنظومة، وتعوق إرساء تعليم أولي معمم وذي جودة. وخلصت نتائج الدراسة التي قدمت مضامينها أمس (الثلاثاء) بالرباط إلى وجود تفاوتات كبيرة في الخريطة الحالية للتعليم الأولي بالمغرب، من حيث الأعداد بين القطاع التقليدي المهيمن والقطاع العصري، الذي ما يزال محدودا، وأيضا على مستوى الانتشار بين الجهات والأقاليم والجنسين.وأفادت المعطيات الإحصائية برسم الموسم الدراسي الماضي، أن ما يقارب 40 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، أي ما يناهز 458 ألف طفل لا يلجون إلى حد الآن أي مؤسسة للتعليم الأولي، قبل أن تفصح الدراسة عن عجز واضح في المناطق القروية، التي يستمر بها حذف أقسام التعليم الأولي سنة بعد أخرى بهذا الوسط، ولا يتم تعويضها، ذلك أنه من أصل 18 ألفا و826 قسما أحدث برسم السنة الدراسية 2005-2006، لم يتبق سوى 14 ألف و12 قسما في الموسم الدراسي الماضي.وفيما دقت منظمة اليونيسيف أجراس الإنذار بخصوص تراجع الالتحاق بالتعليم الأولي المسجل سنة بعد أخرى، وفي نسب ومعدلات التأطير، وكثرة المتدخلين الذين يشتغلون بكيفية معزولة، بسبب عدم التنسيق، كشفت أن التعليم الأولي التقليدي يهيمن بمعدل يقارب 80,4 في المائة، من حيث بنيات الاستقبال، في حين يسجل ما يسمى التعليم الأولي العصري 10 في المائة فقط، فيما لا تتعدى نسبة التعليم الأولي العمومي 9,6 في المائة، وهو ما يفسر أن التعليم الأولي التقليدي، يبقى الأكثر ارتيادا من قبل الأسر، على اعتبار أنه يناسب قدرتها الشرائية. ونبهت ريجينا دو دومينيكيس، ممثلة اليونيسيف في المغرب إلى أن المعدل الحالي في المغرب للتعليم الأولي لا يتعدى 59,7 في المائة، ويظهر تحليل المعطيات المتوفرة أن هذه النسبة تصل إلى 39,4 في المائة فقط في الوسط القروي، الذي تنخفض نسبة الفتيات اللواتي يلتحقن فيه بالتعليم الأولي إلى 25,5 في المائة.وتابعت ممثلة المنظمة الدولية، في كلمة لها خلال افتتاح اليوم الدراسي حول التعليم الأولي الذي نظمته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بتعاون مع منظمة اليونيسيف حول "التعليم الأولي المغربي: التجارب، المعوقات والآفاق"، بالقول إن تحليل المعطيات يؤكد أن غياب الولوج إلى التعليم الأولي، يعد العائق الأول الذي يرافق الطفل طيلة مساره الدراسي، ويسبب في تأخر ولوجه إلى التعليم الابتدائي، ذلك أنه حسب المعطيات التي نتوفر عليها "أزيد من 15 في المائة من أطفال الوسط القروي يلجون التعليم الابتدائي بتأخر بسنة على الأقل، و20 في المائة من أطفال هذا الوسط فقط يتمكنون من إظهار الاستعداد الضروري لانطلاقة جيدة في التعليم الأساسي، بمجرد اندماجهم في التعليم الابتدائي".من جهته، أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، أن توفر المغرب على تعليم أولي، لا يعني بالضرورة أنه نجح في إدماج الأطفال في التعليم الابتدائي، ورفع مستواهم الدراسي وقابلية الإدراك والتعلم لديهم، كما تنص على ذلك مختلف الدراسات التي أبانت أهمية التعليم الأولي والأدوار التي يلعبها في تطوير شخصية الطفل وتحسين جودة التعليم، إذ ذكر الوزير بنتائج دراسة اليونيسف المقدمة التي اعتبرت أن المستوى الدراسي لأطفال الأردن في التعليم الابتدائي يفوق نظراءهم في المغرب، رغم أن الأردن لا يتوفر على تعليم أولي، "فالتعليم الأولي في المغرب ليست له معايير محددة ويتدخل فيه العديد من الفاعلين، ويجب أن ندرك أننا نغتصب حق الطفل عندما نمنعه من الصراخ، من الضحك، من اللعب ونحتجزه بين أربعة جدران لا تتوفر أحيانا حتى على نافذة وبها مقاعد للدراسة، فيما المفروض فيها أن تخلق فضاء من الألوان والأصوات المختلفة ومركزا للعب". ونبه وزير التربية الوطنية، في سياق الحديث عن المجهودات التي بذلت في مجال تعزيز التعليم الأولي بالمغرب، إلى أنه "يجب أن نعزز التعليم الأولي، لكن يجب ألا نحطم ما يمكن بناؤه لاحقا، فعقل فارغ أحسن من آخر أسيء "ترويضه"، والمربون بدورهم يجب أن يكونوا أكثر كفاءة من أساتذة التعليم الابتدائي".هجر المغلي

40 في المائة من الأطفال لا يلجون التعليم الأولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بروفيسورات يستعدون للهروب إلى كليات الطب الخاصة

بنعبد الله يعبئ الحزب لتحسين موقعه الانتخابي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات