الملك يشخص أعطاب المغرب العربي

بعث من تونس برسائل إلى الجزائر لتعطيلها الاتحاد المغاربي وحذر من المقاربات الإقصائية بالمنطقة فتح الملك ملف تعثر اتحاد المغرب العربي، خلال الكلمة التي ألقاها أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، في تونس أول أمس (السبت). وانتقد جلالته “التعطيل المؤسف للاتحاد المغاربي” ، بشكل يحول دون الاستغلال الأمثل للخيرات والقدرات التي تزخر بها هذه البلدان، مشيرا إلى أن “المنطقة المغاربية لا يجب أن تخلف موعدها مع التاريخ. كما لا يمكن لاتحادنا أن يبقى خارج منطق العصر". وفي سياق تشخيصه لحالة الجهود التي يعيشها هذا التجمع الإقليمي، بسبب المواقف الجزائرية، قال الملك إن هذا الوضع يرهن مستقبل المنطقة، برمتها، و"يجعلها بعيدة عن التوجهات السائدة في مختلف مناطق العالم، التي لا تؤمن إلا بالتكتل والتكامل والاندماج، لتحقيق التطلعات المشروعة لشعوبها إلى المزيد من التنمية والرخاء والأمن والاستقرار"، محذرا من الأخطاء التي يقع فيها من يتوهمون أن "الدولة بمفردها، قادرة على حل مشاكل الأمن والاستقرار. فقد أكدت التجارب فشل المقاربات الإقصائية في مواجهة المخاطر الأمنية التي تهدد المنطقة، خاصة في ظل ما يشهده فضاء الساحل والصحراء من تحديات أمنية وتنموية".واعتبر الملك، في خطابه أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، أن اعتماد الإبقاء على الوضع القائم، وعلى حالة الجمود التي يعيشها مغربنا الكبير، كإستراتيجية ناجحة، رهان خاطئ، يسير ضد مصالح الشعوب التي تتطلع إلى الوحدة والاندماج، مضيفا أن الاتحاد لم "يعد أمرا اختياريا، أو ترفا سياسيا، بل أصبح مطلبا شعبيا وحتمية إقليمية إستراتيجية"، مشددا على أن دول المغرب الكبير، مدعوة إلى التحلي بالإرادة الصادقة لتجاوز العقبات والعراقيل المصطنعة التي تقف أمام الانطلاقة الحقيقية للاتحاد، "في إطار من الثقة والحوار وحسن الجوار والاحترام المتبادل للخصوصيات الوطنية".وتحدث خطاب الملك عن مسألة الحدود، مشيرا إلى أن "التمادي في إغلاق الحدود الذي لا يتماشى مع الميثاق المؤسس للاتحاد، ولا مع منطق التاريخ ومستلزمات الترابط والتكامل الجغرافي"، مضيفا أن الاهتمام ببناء المغرب العربي، يجسد إرادة ملكية من أجل جعله فاعلا ومؤثرا على الصعيد الإفريقي من خلال إعطاء دور أكبر للتجمعات الجهوية الإفريقية، بما يعطي "مقاربة عملية ومضمونا ملموسا لتطلعات شعوب المنطقة"، وهو ما يفرض، يقول الملك، التحلي بالإرادة الصادقة لتجاوز العقبات والعراقيل المصطنعة، التي تقف أمام تحقيق انطلاقة حقيقية للاتحاد.وحظي الملك، خلال وصوله إلى المجلس الوطني التأسيسي، بالعاصمة تونس، باستقبال حافل، إذ شهدت الجلسة تصفيقا حماسيا كبيرا. بالمقابل، ذكر رئيس المجلس التأسيسي، خلال كلمة الافتتاح، بالدعم والمساندة اللذين قدمهما الملك إلى الثورة التونسية، كما تحدث رئيس المجلس، عن العلاقات التاريخية التي جمعت الرباط بتونس. بالمقابل، أشاد الملك، بجهود المجلس وبروح التوافق الإيجابي لكل مكوناته، لإقرار دستور متقدم يؤسس لمرحلة حاسمة، منوها بانخراط كافة القوى الحية التونسية في الحوار الوطني من أجل إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي.إحسان الحافظي

الملك يشخص أعطاب المغرب العربي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رفاق بنعبد الله يجددون الثقة في بنكيران

"بنتر" تكثف رحلاتها بين مراكش وجزر الكناري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات