فوز اليمين الفرنسي يربك السياسة الأوربية

توقعات باصطدامات في انتخابات رئاسة مفوضية الاتحاد الأوربي شكلت نتائج انتخابات البرلمان الأوربي في فرنسا مفاجأة صادمة للساحة السياسية الفرنسية والأوربية، بعد حصول حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف على الصدارة، متقدما على الحزب الاشتراكي الحاكم في قصر "الإليزيه" وحزب اتحاد من أجل حركة شعبية المعارض، وبقية التيارات السياسية . وفاز اليمين المتطرف الفرنسي بنسبة بلغت 25 مقعدا من البرلمان الأوربي، وهو ما اعتبره مراقبون سياسيون مؤشرات الاستياء الشعبي في فرنسا من الحزب الاشتراكي الحاكم بقيادة فرانسوا هولاند، وتأتي هذه النتائج بعيد الهزيمة التي مني بها حزب "قائد الإليزيه" في الانتخابات الجماعية الأخيرة.وانتقدت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبين، عقد إعلان النتائج، مؤسسات الاتحاد الأوربي واتهمتها بالوقوف وراء جميع المشاكل التي تعانيها فرنسا.وتمنح انتخابات البرلمان الأوربي في فرنسا، الحزب اليميني المتطرف تشكيل أول كتلة سياسية فرنسية بالبرلمان الفرنسي مناهضة للاتحاد الأوربي، باعتبار أن القانون يتيح لكل تحالف يضم 25 مقعدا في البرلمان بتشكيل كتلة سياسية يكون لها نفوذها في التصويت على القرارات، هو ما اعتبره سياسيون أوربيون تهديدا لمستقبل الاتحاد الأوربي في الفترة المقبلة، سيما أن اليمين المتطرف في فرنسا عرف عليه انتقاده الشديد للاتحاد الأوربي.ويرى المراقبون أنه مع فوز حزب اليمين المتطرف في فرنسا، فإن أصوات اليمين تعززت في الاتحاد الأوربي، بعد صعود أحزاب مماثلة في اليونان والدانمارك والمجر والنمسا.مقابل ذلك، تلقى القادة الأوربيون بقلق شديد الصعود التاريخي لليمين المتطرف والمناهضين للبناء الأوروبي خلال الانتخابات الأوربية الأخيرة، في الوقت الذي قرروا الاجتماع أمس (الثلاثاء) في العاصمة البلجيكية بروكسيل لاستعراض الوضع وتحليل نتائج الاقتراع الذي تميز برفض للمؤسسات الأوربية والنخب الوطنية الحاكمة.وفي ردود الأفعال الأوربية عقب هذه النتائج، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن العديد من الأحزاب الشعبوية والمشككة بأوربا أو حتى القومية ستدخل إلى البرلمان الأوربي. وغداة الانتخابات التي قاطعها أكثر من ناخب أوربي من كل اثنين يبدو البرلمان الأوربي أكثر تجزئة من أي وقت مضى.وواصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، معارضته لإمكانية أن يختار البرلمان الرئيس المقبل للمفوضية الأوربية، وفوز المناهضين لأوربا، في الوقت الذي لم تبد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أي حماس كبير لفكرة تقوية البرلمان والمفوضية على حساب الدول. إلى ذلك، أشار مسؤول في الحكومة الإسرائيلية إلى أن مارين لوبن ما زالت تخضع لمقاطعة رسمية إسرائيلية، رغم فوز حزبها اليميني المتطرف في الانتخابات الأوربية.وفي سياق الانتخابات الأوربية، سجل حزب اليمين المتطرف "إف بي أو" في النمسا، الذي يأمل في تشكيل كتلة مع الجبهة الوطنية، تقدما واضحا، في الوقت الذي مني حزب "بي في في" المعادي للإسلام في هولندا بهزيمة إذ لم يحصل إلا على 12 في المائة من الأصوات، مقابل 18 في المائة قبل خمس سنوات.من جهته قال رئيس المفوضية الأوربية جوزيه مانويل باروسو، إن القوى السياسية التي قادت ودعمت الخطوات الضرورية للمواجهة المشتركة للأزمة المالية، حققت بشكل عام الفوز مجددا في انتخابات البرلمان الأوربي، مضيفا أن هذه الأحزاب هي صاحبة التمثيل الأكبر في البرلمان الأوربي.وستنتهي ولاية باروسو على رأس المفوضية الأوربية في أكتوبر المقبل، وينتظر أن يتنافس اليمين المتطرف الفرنسي إلى جانب أحزاب مماثلة في عدد من الدول الأوربية بشراسة على المقعد الأوربي، ما يفتح الأبواب أمام مجموعة من الصراعات المحتملة يضيف مراقبو السياسة الأوربية.ياسين الريـخ (بتصرف عن وكالات)

فوز اليمين الفرنسي يربك السياسة الأوربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صعود اليمين المتطرف يثير مخاوف الجالية المغربية

ولعلو : التقدم والاشتراكية يعيش عزلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات