الجيل الجديد من “الشيخات” يتأقلم مع متطلبات السوق

غيرة الزوجات أغلقت باب البيوت في وجوههن وفتحت أمامها أبواب "الكباريهات" "غيرت المدينة كثيرا من طقوس الفرح عند المغاربة، وكما اندثر (دخول الخيمة) احتفالا بعود العروس لأول مرة إلى بيت أبيها بعد سنة كاملة تقضيها في بيت زوجها، واختفت مسابقات العروسين في سابع أيام الزفاف، حين كانت العروس تجتهد في الجري وهي تحمل كيسا من الخبز والفواكه الجافة علها تنزع سبق التحكم في الأسرة ، لم تعد الشيخات أهم ضيوف أعراسنا كما كن في السابق". بكثير من الحسرة تتكلم الحاجة نعيمة عن الزمن الذهبي لمهنة تصارع الموت.تعتبر نعيمة نفسها محظوظة لأن مسارها في المهنة كان قصيرا، وهي تحكي كيف لبت رغبة زوجها واختارت أن تهجر ليالي "النشاط" في عز شبابها. ما "بقاش معا من" تضيف هذه الأرملة، التي مازالت تحتفظ بحروف جمال تزيد من إشعاعه حيوية آسرة. تتكلم بمنطق المجربة معتبرة أن دخول المهنة أصبح اليوم مغامرة حقيقية، بالنظر إلى محدودية دخل الشيخات باستثناء من اخترن عالم الكباريهات، وأن حكم الناس يزيد تشدد المجتمع في حقهن، أكثر من ذلك فقد اتسعت دائرة المغاربة الرافضين لوجودهن في المناسبات والأفراح.شيئا فشيئا يتسلل التفاؤل إلى كلام نعيمة الموزون على إيقاع كلمات العيطة، لتقول بأن الأمور بدأت تتحسن وأن جيلا جديدا من الشيخات عرف كيف يتأقلم مع متطلبات السوق، موضحة أن النساء هن سبب أزمة المهنة، وأن غيرة الزوجات على الأزواج أغلقت باب البيوت في وجه الشيخات، قبل أن تفتح أمامهن منصات الملاهي والمسرح، مستغربة "كيف كانت النساء يرفضن دخولنا إلى البيوت، ولا يترددن، اليوم، في المجيء مع أسرهن إلى المسارح والمقاهي من أجلنا". وبكثير من الاعتزاز تسجل نعيمة أن الشيخة انتصرت في النهاية على "كيد النسا"، وعادت إلى المناسبات العائلية من أوسع أبوابها، عن طريق "مولات الدار"، ذلك أن بنات اليوم يفضلن "القصارة" مع الشيخات، موضحة أن الوضع انقلب تماما "كنا نحيي الأعراس ليلا وسط خيام للرجال وتختلس النساء السمع والنظر إلينا، واليوم نلعب أمام حضور مختلط وأحيانا للنساء فقط".الخروج من احتكار الرجال إلى فضاء الحريم جعل عشاق "شيخات زمان" يحنون إلى الوضع السابق، خاصة في البادية، حيث "الفراجة" أهم شيء في الفرح، ولا يمكن أن تشد الرحال إلى عرس ليس فيه شيخات، "وحتى إذا تأخر المضيف في توفير هذا الشرط، يتدارك الضيوف ذلك الخصاص بإحضار فرقتهم المفضلة" يقول مصطفى والحنين إلى أعراس الماضي يغالبه.لم يكن في الأمر أي احتكار بالنسبة إلى مصطفى، الذي يحكي كيف أن النساء كن يتابعن عروض الشيخات، يسمعن ويرقصن لكن من بعيد" ذلك أن الخيام كانت تنصب عادة أمام البيوت حتى يكون بإمكان أهل الدار متابعة ما يجري"، وكيف كان يمكن سماع الزغاريد ردا على كلام صاحب الغرامة وهو ينطق أسماء الأزواج والأبناء و الآباء والمبالغ التي يهادون بها أصحاب الفرح، مشددا على أن الشيخة كانت لها مكانة اجتماعية خاصة داخل المجتمع، "كنا نعتقد أن دعوتها مستجابة، وتقوم بأعمال إنسانية كثيرة في مقدمتها تبني التيامى والمتخلى عنهم".لا يتردد هذا الفلاح "الزهواني" في الذهاب إلى الملاهي لا لشيء إلا لاستعادة شريطة ذكريات أفراح البادية، وبتذمر ظاهر يعتبر أن المهنة فقدت كثيرا من حضورها، وكيف لا؟ والشيخة كان لديها معارف من كل المستويات من البوليس والدرك وفي المحاكم والمستشفيات، أكثر من ذلك كانت العائلات الكبرى في البادية كما في المدينة تتباهى بأسماء الشيخات اللواتي تلعبن في أفراحها. ياسين قطيب

الجيل الجديد من “الشيخات” يتأقلم مع متطلبات السوق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحاجة حليمة... الاستثناء بين "الشيخات"

تسونامي: أنافس الوداد والرجاء في البيضاء

مقالات ذات صلة