الخلافات تعيق تحريك قطار الاتحاد المغاربي

الجزائر تخفض مستوى تمثيليتها في اجتماع وزراء خارجية البلدان المغاربية بالرباط اكتفى وزراء خارجية البلدان المغاربية، الذين اجتمعوا صباح أمس (الجمعة) بالرباط، بالتعبير عن النوايا الحسنة لإعادة الدفء إلى هياكل اتحاد المغرب العربي المعطل، منذ أزيد من عقدين من الزمن، في الوقت الذي خفضت الجزائر مستوى تمثيليتها في الاجتماع المذكور، وهو ما يعتبر مؤشرا على غياب الإرادة السياسية في تفعيل الاتحاد . بالمقابل، دعا المغرب مسؤولي دول الاتحاد المغاربي إلى التسلح بالإرادة السياسية القوية لضخ دماء جديدة في الاتحاد، وجعله عنصرا فاعلا في الساحة الدولية والإقليمية، من أجل مواجهة التحديات المطروحة، وخاصة منها التحديات الأمنية والتنموية.وقال صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي لن يتحقق إلا بتبني رؤية جديدة لمؤسساته المسيرة وآليات عمله، تأخذ بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية التي تنخرط فيها شعوب ودول المنطقة.وأضاف مزوار، خلال افتتاح الدورة 32 لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد صباح أمس (الجمعة) بالرباط، أن هناك حاجة إلى التأسيس لتنظيم جهوي جديد يواكب روح العصر وتطلعات الشعوب، وهو ما لن يتحقق إلا بامتلاك الرغبة القوية من أجل البناء، واستشراف المستقبل وتجاوز الذات، وافتعال الخلافات والصراعات الهامشية التي تعرقل كل جهود بناء الصرح المغاربي، بل وتسمم أجواء الثقة بين أعضائه، وهو ما يخلق المسافات، رغم التقارب الجغرافي والتاريخ المشترك، في أفق ترجمة حلم الشعوب المغاربية في الاندماج والتكامل.وأبرز مزوار أن الإمكانيات الاقتصادية والطبيعية والبشرية الهائلة التي تزخر بها بلدان الاتحاد تضعها في حال حسن استثمارها وتدبيرها، في مصاف المنظمات الإقليمية والجهوية، إلا أن هدرها بسبب تجميد أجهزة الاتحاد، يُسهم في استفادة شعوب ودول أخرى منها على حساب شعوب المنطقة ودولها. وأكد أن حصيلة ربع قرن من عمل اتحاد المغرب العربي لا ترقى إلى مستوى انتظارات وتطلعات الشعوب المغاربية في التنمية وتحقيق حلم الاندماج والتكامل الاقتصادي والمؤسساتي المنشود، مُضيفا أن مؤسسات الاتحاد ظلت مجمدة وفاقدة للتفعيل والأجرأة لأسباب مختلفة. وأكد مزوار أنه ينبغي الأخذ في الحسبان كل المتغيرات السياسية التي حصلت بالمنطقة العربية، إثر الربيع العربي بما حملت معه الأجيال الجديدة من مطالب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية التي تشكل الحجر الأساس لكل الإصلاحات الشاملة «التي ينبغي أن ننكب عليها في سبيل خلق اتحاد مغاربي جديد».واحتضنت الرباط اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، في أجواء تغلب عليها الخلافات بين أعضائه. ولم تنفع النوايا الحسنة لأعضائه في ضرورة الإقلاع وتفعيل هياكله وتحقيق الاندماج المغاربي من بعثه من مرقده، ليكون فاعلا وقويا ويمهد الطريق للتكامل الاقتصادي والتنموي والتعاون على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وانصبت أشغال الدورة على مواضيع تهم بالخصوص الأمن والإرهاب والجريمة المنظمة ورفع وتيرة التنسيق في مختلف مجالات التعاون ستأخذ، بعد تدارس الأوضاع في المنطقة على جميع المستويات. وبرزت مؤشرات استمرار الخلافات بين أعضاء الاتحاد في اجتماع أمس (الجمعة)، إذ خفضت الجزائر مستوى تمثيليتها، فغاب عن الاجتماع رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، الذي احتفظ بحقيبته الوزارية في الحكومة الجديدة، ومثله الأمين العام للوزارة عبد الحميد سنوسي بريكسي.جمال بورفيسي

الخلافات تعيق تحريك قطار الاتحاد المغاربي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأطباء يتوعدون الحكومة بالتصعيد

"لاغارد" تنبه إلى مخاطر الإجهاز على الطبقة الوسطى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات