سيدي حجاج… مداخيل ضعيفة تعرقل التنمية

تأهيل المنطقة وتوفير بنية تحتية لجلب الاستثمار من الأولويات لم تكن جماعة سيدي حجاج، بقبيلة امزاب، منذ ولادتها، سوى جماعة نائية تعيش على إعانات الدولة، سيما حصتها السنوية من الضريبة على القيمة المضافة، وغياب سوق أسبوعي بها ومداخيل قارة، لكن رغبة رئيسها وسكانها ومنتخبيها جعلتها جماعة تنفض عنها غبار الإهمال والتهميش في زمن قياسي ، واستطاع الزائر لها القيام بمقارنة لما شهدته الجماعة منذ سنة 1992 إلى حدود اليوم، إذ وضع المجلس القروي برنامجا استعجاليا لمد الدواوير بالماء الصالح للشرب، وشق المسالك والطرقات وتزويد المنازل بالشبكة الكهربائية، والمساهمة في بناء دور للفتاة والطالب وإصلاح المؤسسات التعليمية والمستوصفات القروية وتأهيلها وعيا بأهمية الاعتناء بالعنصر البشري وتوفير ظروف ملائمة لأجيال الغد، وحفر الآبار وبناء القناطر لتسهيل عملية تنقل السكان، سيما في فصل الشتاء، فضلا عن بحثه عن موارد مالية أخرى، جعلت الجماعة تتبنى سياسة تنمية المداخيل والاستثمار في البنية التحتية لفك العزلة عن العالم القروي، سيما مع حصول الجماعة على عائدات من مشروع وحدة صناعية للاسمنت بالمنطقة، برمجتها لتوفير بنية تحتية قادرة على جلب الاستثمار. الطريق إلى الجماعة للوصول إلى جماعة سيدي حجاج لابد من قطع مسافة 40 كيلومترا قادما إليها من سطات عبر منطقة رأس العين، أو 20 كيلومترا عبر ابن أحمد. وفي الطريق إليها، تجذب الحقول الشاسعة للأراضي الفلاحية الزائر للمنطقة، ويدرك بعدما يخترق النفوذ الترابي لجماعة سيدي حجاج، وجود وعي لدى مسؤولي الجماعة ومنتخبيها بدور وأهمية شق المسالك، وتزفيت الطرقات.يبلغ عدد سكان الجماعة 18687 نسمة، حسب آخر إحصاء، بينما تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 150 كيلومترا مربعا، وتحدها شمالا جماعتا وادي النعناع ولحلاف امزاب، وغربا جماعة رأس العين، وشرقا جماعة امريزك ومن الناحية الجنوبية تحدها بلدية أولاد امراح وجماعة امنيع.وتتوفر الجماعة على مؤهلات طبيعية بإمكانها الرفع من مساهمة المنطقة في الناتج الداخلي الخام للمملكة، وتشجيع الاستثمار بها وخلق فرص شغل لأبنائها، إذ تعد «محجرة» هولسيم «كنزا» مهما لاستخراج وصناعة الإسمنت، بالإضافة إلى توفر الجماعة على احتياطي مهم من الفوسفاط. وتزخر المنطقة بمؤهلات طبيعية وسياحية وثقافية، منها ضريح وعيون الولي سيدي حجاج، وتنظيم مهرجان سنوي بالمنطقة يجعلها قبلة لزوار من قبيلة امزاب وخارجها. إنجاز المشاريع من الأولويات سطر المجلس الجماعي لسيدي حجاج منذ إحداثه سنة 1992 إلى حدود اليوم برامج استعجالية وأخرى على المدى القريب والبعيد، رغبة منه في فك العزلة عن سكان المنطقة، وإعطاء عناية للفلاحين والتلاميذ والنساء، وتشجيع الاستقرار بتراب الجماعة ومحاربة الهدر المدرسي والهجرة القروية، والمحافظة على صحة وسلامة المواطنين، إذ وضع المجلس القروي القطاع الصحي من القضايا الاستعجالية، وراسل المسؤولين عنه قصد الاعتناء بالمستوصفين الوحيدين بالجماعة، واحد بدوار أولاد يعيش، والآخر بأولاد ناصر، وإضافة العنصر البشري اليهما وتعيين أطباء لوضع حد لمعاناة المواطنين في الانتقال إلى مدينة سطات قصد الخضوع لفحوصات بسيطة، فضلا عن رغبة الساهرين على تدبير الشأن المحلي في إحداث مركز صحي جماعي.ولم يظل المجلس القروي مكتوف اليدين في انتظار استجابة مسؤولي الصحة لمطالبه، لكنه رصد مبالغ مالية لربط المستوصف القروي لأولاد ناصر بالماء الصالح للشرب والشبكة الكهربائية، واقتنى سيارتين للإسعاف لنقل المرضى.ووضع الساهرون على تدبير المال العام بسيدي حجاج برنامجا لتقريب الماء الصالح للشرب من التجمعات السكانية، وأنجزوا 27 سقاية استفاد منها 21 دوارا، فضلا عن تجهيز وحفر خمسة آبار بتسعة دواوير أخرى، وتحقيق نسبة 100 في المائة من ربط المنازل بالشبكة الكهربائية، والنسبة ذاتها بتزويد الدواوير بالإنارة العمومية، وتهيئة المسالك الجماعية وشقها بما يزيد عن 52 كيلومترا بتكلفة مالية تصل الى 5140675 درهما، رغبة من مسؤولي المجلس القروي ومنتخبيه في فك العزلة عن مجموعة من الدواوير، منها الجديان، أولاد البهلول، لهرارمة، وأولاد مبارك، وأولاد يعيش، بالإضافة إلى تزفيت 26 كيلومترا من الطرق الرابطة بين دواوير كثيرة، منها أولاد ناصر، لبيض وأولاد يعش وأولاد بوزيد،أولاد سي الدقاق وأولاد عياد وضريح سيدي حجاج، بالإضافة إلى بناء ملحقة للجماعة قصد تقريب الإدارة من السكان. وفي المجال التعليمي، نفذ المجلس الجماعي مجموعة من الأشغال لتهيئة عدد من المؤسسات التعليمية، منها بناء حائط وقائي وتأهيل الوحدات المدرسية وصيانة بناياتها، من بينها مؤسسات تعليمية توجد بأولاد ناصر وأولاد بوزيد، وأولاد سي الدقاق والرحايم ولبيض. إكراهات تبحث عن حلول تواجه جماعة سيدي حجاج اكراهات كثيرة، لخصها العربي هرامي، النائب الأول لرئيس المجلس القروي ومستشار برلماني في «وجود مطرح للنفايات بتراب الجماعة تستغله بلدية أولاد امراح، فضلا عن مجاري التطهير السائل للبلدية سالفة الذكر»، والتمس من إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب «الوفاء بالتزاماتها، وإضافة سقايات عمومية بمختلف دواوير الجماعة، وربط دوار الحمري وأولاد بوعلي بعدادات فردية، سيما أن السكان يقطنون في تكتلات سكانية»، بينما اعتبر مستشار جماعي آخر أن «الجماعة تواجه إكراها آخر، ويتمثل في انتظار لجنة اقليمية للبت في طلبات مد السكان بالشبكة الكهربائية، ما أضحى عائقا أمام المسؤولين المحليين، خصوصا أن اللجنة لا تجتمع بانتظام ما يؤخر البت في طلبات السكان». والتمس العربي هرامي من مسؤولي الإدارة الترابية «حث مسؤولي بلدية أولاد امراح على إيجاد حل لمطرح النفايات ومجاري الواد الحار، ورفع يدها عن أراضي وتجهيزات تابعة لجماعة سيدي حجاج رغم وجود محضر للتقسم الإداري وتصميم التهيئة»، مؤكدا في السياق ذاته أن المجلس القروي راسل الوكالة الحضرية بسطات وعمالة الإقليم قصد «التدخل وتصحيح الوضع، خصوصا في ملف تعاونية سكنية تأسست منذ سنوات». سليمان الزياني (سطات)

سيدي حجاج… مداخيل ضعيفة تعرقل التنمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحكومة تقدم مشروعا لإقرار التأمينات "الإسلامية "

الخلايا السرطانية سريعة الانتقال عبر الدم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات