تقديم كتاب لبهيجة سيمو عن الصحراء بالمحمدية

يتضمن معطيات تاريخية جيدة اعتمادا على أرشيف الوثائق الملكية كشفت ندوة تقديم كتاب «الصحراء المغربية من خلال الوثائق الملكية» التي احتضنتها، صباح الثلاثاء الماضي، كلية الآداب بالمحمدية، معطيات تاريخية مهمة حول قضية الصحراء المغربية يتم الإفصاح عنها لأول مرة في هذا الكتاب الذي ألفته الباحثة بهيجة سيمو مديرة مديرية الوثائق الملكية . حفل التقديم الذي احتضنه مدرج الإمام مالك بالكلية، عرف حضور سعد شريف دوزان رئيس جامعة الحسن الثاني بالمحمدية ورشيدة نافع عميدة كلية الآداب، إضافة إلى الباحثين حسن أميلي وزليخة بن رمضان وعدد من الطلبة والباحثين والمهتمين.وأوضحت مؤلفة الكتاب بهيجة سيمو في مداخلتها أن الوثائق المختلفة والمتنوعة التي تضمنها كتابها الجديد الصادر في جزئه الأول، تثبت من خلال مجموعة من المعطيات التاريخية والسياسية والثقافية، استمرارية ممارسة الدولة المغربية على الأقاليم الصحراوية، وهو ما يتجسد من خلال نصوص بيعات القبائل الصحراوية للسلاطين والملوك، ومن تسلسل ظهائر سلطانية تخص تعيين القياد والولاة والعمال والقضاة على تلك القبائل، فضلا عن تنظيم المحلات والحركات وتشييد العمران وتحصيل الجبايات وتأمين مسالك التجارة، وإصدار ظهائر التوقير والاحترام لفائدة شيوخ الزوايا والمرابطين بالصحراء.من جهتها حاولت الباحثة والعميدة رشيدة نافع مقاربة محتويات الكتاب من زاوية تخصصها الأكاديمي في مجال الجغرافيا، إذ تطرقت إلى مكانة الصحراء وفق التصورات المجالية وتعدد المصادر بالاعتماد على مواضع القبائل واستقاء معلومات من كتب الرحلات ودفاتر الميقاتيين.وأشارت نافع إلى ما أسمته تعقد مسألة الحكم في التراب في غياب استعمال الخريطة رغم توفرها على الأقل منذ القرن 17 م، إضافة إلى تعدد الأبعاد الترابية بين ما هو مركزي وحكم بالنيابة قريب من الحكم الذاتي وبين ما هو مجال لا تناله الأحكام القضائية، فضلا عن أن هذا المجال ينقص أو يمتد حسب قوة الدولة وضعفها مع التعقيدات التي يخلقها ما أسمته ب»الإجهاد المجالي» عبر الفتن الداخلية. كما استعرضت نافع مواقف مجموعة من المؤرخين القدامى حول وضع الصحراء منهم ابن خلدون في إشارته إلى وصول عقبة بن نافع وراء سوس في الصحراء التي تقطنها قبائل صنهاجة في الصحراء، ثم موقف محمد بن يوسف الوراق القيرواني، مشيرة إلى أن المغرب ساهم في تطور وتعمير مجموعة من المراكز الحضرية بالصحراء كما هو الشأن بالنسبة إلى «شنقيط» و»تومبوكتو».كما قدمت عميدة كلية الآداب بالمحمدية عرضا كرونولوجيا للصحراء عبر تاريخ المغرب، مستحضرة وضع هذا المجال خلال عهد الموحدين (القرن 12 م) حين كان الامتداد المجالي للمغرب يصل إلى غرب ليبيا، مرورا بالعهد العلوي الذي اتسم، حسبها، بالرغبة في إعادة بناء المجال، وتطرقت أيضا إلى التهديد الأجنبي للمغرب خلال القرنين 14 و15 م خاصة الغزو البرتغالي والاسباني والتهديد العثماني. كما استحضرت الباحثة الأكاديمية موقع المغرب وصحرائه في السياسة الامبريالية، مشيرة إلى اتفاقية 1845 والغموض المقصود فيها في تحديد الحدود المغربية حتى تبقى البلاد مشرعة لتستبد بها القوى الغربية متى أرادت ذلك، مؤكدة أن المجال الصحراوي ظل دائما مسرح الصراع على المغرب وثرواته.أما الباحثة زليخة بن رمضان فقدمت ما أسمته «قراءة عمودية شكلية وتقنية» للكتاب في جزئه الأول، ورصدت العدد الإجمالي للوثائق التي يتضمنها وحددتها في 157 وثيقة تغطي الفترة ما بين دجنبر 1886 ويونيو 1894، موزعة الرسائل التي يشتمل عليها بحسب الهيآت الموجهة إليها ما بين الوثائق سلطانية ووثائق موظفي المخزن ورسائل جماعية وشخصيات روحية ودينية.أما القراءة العمودية فرصدت فيها المجال الطبيعي الذي تناوله الكتاب والمحدد في السواحل السوسية والصحراوية، ثم المجال البشري ثم مضامين الوثائق.عزيز المجدوب

تقديم كتاب لبهيجة سيمو عن الصحراء بالمحمدية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النادي السينمائي لسيدي عثمان يحتفي بـ"ملاك"

جميلة البداوي في "موازين"

مقالات ذات صلة