السلفيون المؤثرون…”تشرميل” مقنع

يسبون ويلعنون المختلفين ويتوعدونهم بعذاب الدنيا والآخرة ويحرجون "علماء" الأمة نزل أعلام السلفية الجديدة بالمغرب إلى المستنقع، إذ انخرط بعضهم في موجة سب وشتم المخالفين إيديولوجيا، ولم يعد جزء كبير منهم يلتزم بأساليب اللباقة في الرد، وابتعدوا كثيرا عن منهج الدعوة بالتي هي أحسن، ويقابلون خصومهم بعنف مضاعف، يصل أحيانا إلى التهديد، ووصف البعض بألقاب دنيئة ويشككون في أعراض الناس. وتحول بعض الدعاة السلفيين من خريجي الجامعات الإسلامية، إلى مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وانجروا وراء موجة العنف، ويخوضون حروب "المعاطية" و"عطيه العصير"، بطرق مسمومة يدسون من خلالها كما من العنف اللفظي، وعبارات التحريض والتهديد. وشوه هؤلاء الدعاة الشباب صورة السلفية، التي كانت في وقت مضى ملتزمة بمستوى ولو بسيط من الاحترام واللباقة، فمنذ متى أصبح السلفيون يصفون مخالفيهم بالعاهرات، ويتوعدونهم بعذاب الدنيا والآخرة؟ فهل أصيب شيوخ المستقبل بفيروس "التشرميل" أم أنهم أصبحوا أكثر جرأة في التعبير عن معدنهم الحقيقي؟. وأصبح السلفيون الجدد يخوضون حروبا ضد المجتمع، في وقت كان رموز السلفية الجهادية والتقليدية وغيرهم، يناقشون أمور الأمة والدولة، ويترفعون عن سب بعض مخالفيهم، أو يمكن القول إن حروبهم كانت ذات أبعاد إستراتيجية، ويعتبرون أنفسهم تيارا يحمل أفكارا ومبادئ، رغم أن جل المغاربة يختلفون معها، لكن سلفية اليوم أصبحت تخوض حروبا صغيرة، لا ترقى لأن يلتفت إليها أحد. وأصبح جزء كبير من الفقهاء المغاربة، من حملة العلم الشرعي الحقيقي، الذي يتكيف مع بيئته، ويفهم خصوصية العصر، وبعد الزمن والمكان في إصدار الأحكام، (أصبح) محرجين، إذ أن هذه الفئة من خريجي القرويين وأعضاء المجالس العلمية، ينأون بأنفسهم عن الدخول في هذا الجدل، لأنهم يظهرون بصورة سيئة لدى جزء كبير من الجمهور، لأنهم يمتنعون عن استعمال العنف في خطابهم، ويميلون إلى الدعوة بالتي هي أحسن، ولا يستعملون خطاب الحماسة و"التجعويق"، ما يجعل خطابهم باردا غير ذي مصداقية عند مسلمي المظاهر. ويتيه العقل في تحليل بنية التفكير السلفي الجديد، الذي أصبح يسوق نفسه عبر وسائط التواصل الاجتماعي، عكس ما كان يقوم به سلفهم، من طبع الكتب وتسجيل الأشرطة، وتنظيم المناظرات والندوات، فما الذي حل بسلفية 2021؟. إن رأيا يقول إن ضغط المتابعين يورط شيوخ السلفية في حروب هم في غنى عنها، مثل الهجوم على العلمانيين، وبعض المواقع الإلكترونية ووجوه معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم يعد اتخاذ موقف سلبي مما يحدث في المجتمع مقبولا، ويضطرون تحت الضغط للخوض في أمور بعيدة عنهم، وحينما يعجزون عن المجادلة بالحجة، يجنحون إلى اعتماد العنف اللفظي، لإرضاء المتابعين والحفاظ عليهم، ومنحهم جرعة مهدئة من العنف. ويقول رأي آخر إن وسائل التواصل الاجتماعي، حولت كثيرين إلى نجوم، فقط لأنهم يستثمرون العنف في المحتوى الذي يقدمونه للمتابعين، وأن هؤلاء السلفيين المؤثرين عنيفون بطبعهم، وأنهم تحرروا من قبضة التقية، على الأقل في مواجهة المجتمع، وأنهم يعتبرون خصومهم أعداء، مسخرين الدين للهجوم عليهم، والظهور في صورة البطل المغوار المدافع عن الدين. والملاحظ أن سلوك السلفية الجديدة، يجنح إلى العنف، سواء من خلال مخاطبة المخالف، أو الرد على المرتدين عليهم وحلفاء الأمس، وحتى حينما يريدون الحديث في الدين فإنهم يركزون على الإسلام المدني، ويسردون قصص الحروب وانتصارات الصحابة، ويحاولون إسقاطها على واقع اليوم، في محاولة خسيسة للظهور على أنهم المؤمنون، الذين يواجهون الكفار (المخالفون). عصام الناصيري

السلفيون المؤثرون…”تشرميل” مقنع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مواقع التواصل مرتع للإرهاب

رونالدو هداف لليورو رغم الإقصاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات