إسلاميون بالمغرب: بعيدون عن الإخوان

خرج «إسلاميو المغرب» بحر الأسبوع الماضي، للاحتجاج ولنصرة الإخوان المسلمين في مصر، كأنهم يؤكدون أنهم جزء من هذه الجماعة التي أسسها حسن البنا في غفلة من ملك مصر آنذاك. ما شهده الشارع المغربي، أخيرا، يجعل سؤالا وجيها يقفز إلى الواجهة، «هل يمكن الحديث عن امتدادات تنظيمية وسياسية للإخوان المسلمين في بعض التنظيمات الإسلامية بالمغرب؟» ، لكن بعض الأسماء المقربة من تلك التنظيمات، نفت الأمر، واعتبرت أن المغرب يتمتع بخصوصية واضحة بعيدة عن ما يتعلق بالإخوان المسلمين، وأخرى أكدت أن المغرب يتبنى فكرة الإخوان، إلا أنه بعيد عن التنظيم الذي يحكمها. محمد الخليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة التنيظمات السياسية بالمغرب ظهرت منذ الثلاثينات، إلا أنها كانت منبثقة من فكر سلفي، وتهدف إلى محاربة الاستعمار. ومد الإخوان المسلمين لم يصل إلى المغرب، باعتبار أن الأخير كانت لديه توجهات خاصة به، إلا أن علاقات وطيدة كانت تجمع الطرفين، إذ تلقى المغاربة الدعم والمساعدة في ما يتعلق بمطالبتهم بالاستقلال، إذ أن مكتب المغرب العربي الذي كان بالقاهرة، والذي ضم ممثلين عن أحزاب سياسية، استفادوا من المساعدات التي تلقوها من الإخوان المسلمين. كما لجأ المغرب خلال تلك الفترة، إلى تطبيق بعض تفاصيل تجربة الإخوان في الكثير من الأوقات، لكن ذلك لم يؤثر على خصوصياته، وتشبث بالتعددية التي كان يؤمن بها، والتاريخ أكبر دليل على ذلك. أعتقد أن فشل الإخوان في الوصول إلى المغرب، في الوقت الذين كانوا فيه يعززون وجودهم، راجع إلى أن الأخير كان يركز جل اهتمامه على الاستقرار والتخلص من قبضة يد المستعمر. أبو حفص (محمد هبد الوهاب الرفيقي)، أحد رموز السلفية في المغرب ليس هناك تنظيم سياسي رسمي بالمغرب تابع للإخوان المسلمين، وإسلاميو المغرب نأوا دوما بأنفسهم عن الانضمام للتنظيم العالمي، مراعاة منهم للخصوصية المغربية وشكل النظام الملكي، إضافة إلى ما لاقوه من صعوبة في الاعتراف بهم من طرف الدولةّ، فلذلك حرصوا على عدم إظهار أي تبعية تنظيمية لجهة خارجية. لكن لا يمكن في الوقت ذاته تغييب الدور الإخواني في التنظيمات الإسلامية بالمغرب، لا من حيث التأسيس، إذ كان لجماعة الإخوان دور في ذلك من خلال بعض الوساطات التي كانت بين بعض الإخوان والدولة من أجل السماح للإسلاميين بالعمل علني. والكل يذكر ما لعبه بهاء الدين الأميري من دور في هذا الباب، ثم لا أحد ينكر دور الإخوان في تشكيل الفكر السياسي والفقهي عند أغلب التنظيمات الإسلامية المغربية، خاصة عند حركة التوحيد والإصلاح، وبشكل أقل عند العدل والإحسان. فهذه الجماعات تتربى على فكر الإخوان وأدبياتهم ومراجعاتهم وكتاباتهم وعلاقاتهم بهم قوية جدا، وهذا لا ينقص من قيمتهم ولا من إسهاماتهم، لكن التأثير الإخواني واضحا جدا. عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للبحوث والدراسات في فقه النوازل الإخوان المسلمون كانوا يهدفون إلى تكوين جماعة عالمية، تضم المسلمين في العالم العربي، ونجحت نوعا ما في ذلك، إذ امتدت إلى دول عربية، مثل سوريا والأردن وتونس. واعتقد أن المغرب تبنى فكرة الإخوان إلا أن التنظيم يختلف. ويعود الأمر إلى نظم وطقوس كل بلد، وبيئة الإخوان، إذ يضيق الخناق على تنظيم الإخوان في بعض البلدان ويمنعون من المشاركة في الانتخابات مثلا. عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لا علاقة تجمع التنظيمات الإسلامية المغربية، من قريب أو بعيد بالإخوان المسلمين. وأعتقد أنهم واضحون في ما يتعلق بالإعلان عن التنظيمات التي تنتمي إليهم، باعتبار أنهم لا يخشون الأمر، ولا يتركونه من بين أسرارهم. يمكن أن يكون الإخوان حاولوا مد تنظيمهم إلى المغرب، بعد أن تعرضوا لحملة التضييق، سيما في الخمسينات، دفعت بعض قياداتهم إلى الخارج، وكان الأمر مناسبة، لمحاولة مد تنظيمهم في بعض الدول، من بينها المغرب، والمساهمة في إنشاء حركات وتيارات إسلامية قريبة منهم فكريا أو مرتبطة بهم تنظيميا. استقتها: إ . ر

إسلاميون بالمغرب: بعيدون عن الإخوان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدعم الخارجي والاستثمارات مصدر تمويل الإخوان

بورتريه : حسن البنا... ابن الساعاتي الذي حلم بالإمامة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات