دمنـات تحـت الحصـار

اعتقال 12 متظاهرا والمحتجون طالبوا بالعودة إلى جهة مراكش تحولت احتجاجات سكان دمنات بإقليم أزيلال السبت الماضي، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، والماء الصالح للشرب إلى أعمال شغب وصفت بـ «الخطيرة»، إذ احتشد المئات من الشباب بالمدينة، أغلبهم كانوا يتهيؤون لمتابعة مباراة «بايرن ميونيخ» و«بروسيا دورتموند» برسم نهاية كأس أوربا بمقاهي المدينة ليقوموا بمسيرة احتجاجية انتهت بمواجهات مع القوات العمومية، والأمن الوطني، خلفت إصابة رجل أمن وخسائر كبيرة، إذ تم تهشيم واجهة مجموعة من البنوك بشارع محمد الخامس، وقلب سيارة تابعة للمكتب الوطني للكهرباء بدمنات إلى جانب سيارة أخرى خاصة. محتجون من بين الشعارات التي رفعها محتجو دمنات العودة إلى جهة مراكش تانسيفت الحوز، إذ كانت دمنات منذ فجر الاستقلال، بل حتى في الفترة الاستعمارية تابعة إداريا وترابيا لجهة مراكش، بمعنى أن المكان الطبيعي لدمنات هو جهة مراكش تانسيفت الحوز حسب فعاليات من المدينة، نظرا للعديد من الجوانب المشتركة التي تجمع بين دمنات، ومراكش على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ولا يمكن لدمنات أن تعرف أي تنمية إلا إذا أعيدت لمحيطها الطبيعي والأصلي. ويرى هؤلاء أن إلحاقها بإقليم أزيلال في أواسط التسعينات من القرن الماضي، والذي كان بدافع الهاجس الأمني، وليس بهدف تنموي، كان خطأ قاتلا، خاصة أنه لا يوجد ما يجمع بين دمنات وأزيلال، وجهة تادلة أزيلال.إن علاقة دمنات بأزيلال هو علاقة إدارية صرفة، أما في ما يتعلق بالأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فدمنات مرتبطة بمراكش أو قلعة السراغنة. فحتى المياه النابعة من النفوذ الترابي لدمنات تتجه نحوها. ظلام احتج سكان مدينة دمنات على الانقطاع الحاصل في التيار الكهربائي، والماء الصالح للشرب طيلة السبت الماضي، إذ لم يلتزم المكتب الوطني للكهرباء بما أعلنه مسبقا عن إعادة التيار قبل الخامسة مساء واستمر الانقطاع إلى ما بعد التاسعة مساء، ما زاد من غضبهم وخرجوا للاحتجاج، لكن الاحتجاجات خرجت عن مسارها الطبيعي، لتتحول إلى أعمال شغب خطيرة استهدفت سيارات المكتب الوطني للماء والكهرباء والمؤسسات البنكية، وبعض الممتلكات الخاصة. واستغل المحتجون الظلام الدامس الذي كانت تعيشه المدينة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مما تسبب في مجموعة من الخسائر في ممتلكات المواطنين من سكان المدينة. وانتفض الشباب، خاصة بعد حرمانهم من متابعة مقابلة في كرة القدم، ما دفع بهم إلى الاحتجاج بقوة أمام المكتب الوطني للكهرباء بالمدينة، فعمدوا إلى تهشيم سيارة المكتب، وامتد الغليان ليعم أرجاء المدينة، فتعرضت سيارة ثانية تابعة للمكتب الوطني للكهرباء للتهشيم أمام مفوضية الشرطة.وعلمت «الصباح» أن الهيآت السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية اجتمعت وشكلت لجنة للمتابعة وعقدت حوارا مع الجهات المسؤولة، وتأكدت من عدد الموقوفين وأسمائهم، وهم 12، منهم 4 من النشطاء السياسيين وبعض التلاميذ، فيما تفيد مصادر «الصباح» أن عدد الموقوفين إثر الأحداث المذكورة وصل 12 شخصا تم نقل البعض منهم إلى مدينة أزيلال لتعميق البحث معهم. معتقلون تضم لائحة 12 معقلا على خلفية أحداث دمنات كل من لحسن جيدو، كاتب فرع حزب التقدم والاشتراكية بدمنات، وعضو جمعية حملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وعماد بويزلان، عضو المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والجامعة الوطنية للتعليم، وعبد الواحد الحمر، الكاتب الإقليمي للمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف والجمعية الوطنية لحملة الشهادات بالمغرب، وعضو المجلس الحضري بدمنات، إلى جانب عبد المالك كاز، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وفاعل جمعوي . من جهتها أصدرت أحزاب الاتحاد الاشتراكي والنهج والطليعة، والتقدم والاشتراكية وجماعة العدل والإحسان، والجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات المحلية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بيانا توصلت «الصباح» بنسخة منه وصف فيه الاعتقالات التي طالت بعض المناضلين بالمدينة والتلاميذ بـ «العشوائية»، وحمل من خلالها المسؤولية للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة مند عقود. كما عبر البيان عن استنكاره لاعتقال 12 شخصا دون ضمان للمحاكمة العادلة ودون إخبار ذويهم، إلى جانب تنقيلهم إلى مدينة أزيلال وإخضاعهم للاستنطاق بدعوى قلة موظفي مفوضية الأمن بدمنات، وطالب بالإفراج عن المعتقلين، إلى جانب ضمان الكرامة ورفع كل دواعي الاحتقان الاجتماعي الذي تعيشه المدينة.و تعاني مدينة دمنات مشاكل في مؤسسات الخدمات إذ توجد بها شبكة طرقية ضعيفة ومستشفى واحد و12 مستوصفا وثانوية واحدة ودار شباب واحدة، وكلها مرافق مخصصة لأزيد من 200 ألف نسمة. وقالت مصادر حقوقية إن نتائج هذه السياسة واضحة على سكان دمنات، إذ تنعكس في الأرقام القياسية للأمية، وفي وفيات الأطفال والأمهات و»انحراف» الشباب، والانقطاع المبكر عن الدراسة، وتفشي الجريمة وضعف البنيات التحتية والفراغ القاتل الذي يعانيه شباب المدينة، التي تعيش على صفيح ساخن، بسبب التهميش والحصار الذي تعيشه مند سنوات، إذ لم يتم إدماجها في مختلف السياسات الحكومية، حسب تعبير أبنائها. التاريخ والحصار يرجع المؤرخون أن أول ما بني بمدينة دمنات هي القصبة الحالية المحاطة بسور. ويسمى سور موسى بن نصير، وقد أعاد بناءه المولى هشام أحد أبناء المولى إسماعيل.عندما زار السلطان مولاي الحسن الأول دمنات اشتكى له سكان المدينة أفراد اليهود وإفسادهم لماء الساقية لأنها تتلوث قبل أن تصل إلى الحمامات، والمساجد، والأحياء الأخرى، فأمر السلطان أن يبنى لليهود محل خاص بهم أوسع وأصلح من الملاح القديم الذي كان هو حي الفلاح حاليا.ومن بين الثروات الجيولوجية التي تزخر بها جبال الأطلس مغارة إمين إفري، وهي عبارة عن قنطرة طبيعية على مقربة من مدينة دمنات التي تبعد بحوالي 100 كيلومتر عن مدينة مراكش السياحية. وهي تقع في منطقة الدير بإقليم أزيلال المشهورة بشلالات أوزود،على سفح الأطلس الكبير الأوسط الغربي مناخها قاري بارد شتاء وحار صيفا .يبلغ التفاوت الحراري ما بين 20° و40° ويصل معدل التساقطات الشهرية 33 ميلمتر شهريا. وتتوفر المدينة على مآثر تاريخية مهمة كالقصبة والسور الذي يحيط بها، والذي ما تزال بقاياه تشهد على أهميته الأثرية، وكذا قصر المولى هشام الذي بناه مند حوالي 900 سنة، بعدما التمس منه سكان مدينة دمنات أن يقيم بينهم ليضمن استقرارهم. إلا أن أهم ما يميز مدينة دمنات من الجانب الطبيعي هي مغارة إمين إفري الخلابة، والتي تستقطب عددا وافرا من الزوار من شتى أنحاء المغرب، على مدار السنة، خاصة في فصلي الربيع والصيف.تدور حول مغارة «إيمين إفري» عدة حكايات يتداولها الناس، أشهرها أسطورة تحكي عن حسناء اسمها «نات»، وهي ابنة أحد القياصرة، والتي حزنت وبكت بكاء شديدا لأن والدها قر أن يزوجها رغما عنها من أحد المقربين نبيل الخافقي (دمنات)

دمنـات تحـت الحصـار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السعدي: القيادة ورطت الحزب في حكومة فاشلة

ثلاثة قتلى في حادثتي سير بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات