“عائد إلى رام الله”… أو سؤال العودة

بحكاني: "حققت حلما بهذا العمل ولإنجازه قدمت نفسي سائحا للسلطات الإسرائيلية" بعد فيلم "من تنغير جيروزاليم" المثير للجدل للمخرج كمال هشكار، يعود الإعلامي والمخرج المغربي المقيم في هولندا، بنيونس بحكاني، لينبش في الجرح الفلسطيني من زاوية مغايرة من خلال شريط وثائقي يحمل عنوان "عائد إلى رام الله" . في ما يلي تفاصيل الحوار: لماذا فيلم "عائد إلى رام الله"؟ فيلم "عائد إلى رام الله" جاء بناء على قناعاتي التي تربيت عليها بخصوص القضية الفلسطينية، والتي انخرطت إلى جانب عدد كبير من المغاربة في الدفاع عنها من المغرب ومن هولندا أيضا، حيث تربطني علاقات طيبة مع المهاجرين الفلسطينيين من سياسيين ومثقفين وفنانين وإعلاميين. وكانت رحلة العودة إلى صديق فلسطيني ومناضل أوحت لي أن أحقق حلما كان يراودني لتقديم وجهة نظر أو على الأقل الإسهام بتعريف آخر لوجه المعاناة الفلسطينية. وسنحت لي فرصة وجودي بالمهجر وعلاقتي بالإخوان الفلسطينيين، الذين يقدرون، ويحبون المغاربة، أن أزور اسرائيل وفلسطين، فخططت لهذا الوثائقي بترتيب مسبق، لكنه جاء فعلا صادقا وتلقائيا كما سيكتشف المتفرج. هل اعترضتك مشاكل عند تصوير هذا الشريط من قبل السلطات الإسرائيلية؟ الصعوبات بدأت من مطار تل أبيب، ولولا جواز سفري الهولندي لما تحقق لي أن أنجر هذا الفيلم. كانت لحظات عصيبة من الأسئلة والتدقيق في الاسم والصفة وسبب الزيارة طبعا. قدمت نفسي سائحا هولنديا ولم أكشف هويتي مخرجا، وكان الحظ أيضا حليفي لأنهم سمحوا لي بإدخال الكاميرا التي رافقتي طيلة رحلتي مع زايد. وطبعا في رام الله وجدنا دعما كبيرا من أصدقاء فلسطينيين سهلوا مأمورية الولوج إلى أماكن لا يمكنني نهائيا الوصول إليها. فلولاهم ما تيسر أمر التصوير خاصة المخرجة رغد الفلسطينية التي قدمت لنا كل الدعم ومنحت من وقتها الكثير وهاجسها هو إنصاف أهل الدار الفلسطينيون الذين يعانون يوميا من تسلط الإسرائيليين وإهانتهم. هل اختيارك موضوع القضية الفلسطينية كان متعمدا؟ كما سبقت ان أشرت ليس اختيارا متعمدا بهذا المعنى، بل هو رغبة وحلم حقيقي في أن أسهم برؤيتي الإخراجية المتواضعة في دعم كفاح شعب عانى ويلات التهجير والإقصاء. دافعت وأدافع باستمرار كصحافي عن القضية الفلسطينية، واليوم حان الوقت لأدافع عنها كمخرج وبتصور إنساني أكثر منه سياسي من خلال عودة زايد والحنين الذي عاشه ويعيشه باستمرار لأرضه فلسطين. ما موقع المغرب من الأعمال السينمائية لبنيونس بحكاني؟ المغرب بلدي الأصلي ومنه أستوحي أفكاري وحياتي أيضا مغربية قبل أن تكون هولندية. نحن مغاربة حتى النخاع. حاولت تقديم صورة بلدي والتعبير عن قضايا المهاجرين المغاربة من خلال مجموعة من الأفلام، لكن أحلامي لم تتحقق بعد كاملة في الإخراج. لدي مشاريع أعمال تتعاطى مع الهجرة والتداعيات التي تخلقها سواء في البلد الأم أو في المهجر، وسيكون هناك مجال للحديث عنها حينما تتاح لنا إمكانية إنتاجها وإخراجها إلى حيز الوجود. يمكن تصنيف أعمالك ضمن سينما مغاربة العالم. هل بإمكان الجالية المغربية أن تقدم إضافة نوعية للسينما المغربية؟أكيد، الإضافة مضمونة حينما يحضر الإبداع والرؤية الإخراجية. والسينمائيون المهاجرون قدموا أعمالا مميزة وساهموا في فهم الهجرة وقضاياها من خلال تقديم حيوات مختلفة وتسليط الضوء على التناقضات المجتمعية التي تخلق لدى المهاجرين. وأعتقد أنه ما زال الكثير من القضايا في الهجرة المغربية تنتظر مبدعين أكفاء ليقدموها إلى عالم الفن السابع لأجل التواصل ومعرفة الاخر برؤى فنية وإنسانية أعمق. بنيونس بحكاني بالإضافة إلى عمله السينمائي فهو إعلامي. كيف تنجح في المزاوجة بين الجانبين؟الإعلام موهبتي الأولى التي أخذتني من عالم التعليم واحتضنتني. جئت من المغرب أستاذا لأبناء المهاجرين ولم أنس حبي للإعلام بكل وسائله. تركت التعليم لأجل الإعلام وتخصصت في المجال السمعي البصري. وتكونت أكثر في مجال الإخراج للوفاء أكثر لمجال التواصل. والفن هو زواج بين الإعلام والإخراج بكثير من المحبة، لأنهما يكملاني وأجد فيهما معا اختياراتي الخاصة بي. بوعلام غبشي (باريس)

“عائد إلى رام الله”… أو سؤال العودة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حزب اشتراكي لمحاصرة الإسلام السياسي

تشجيع نعيمة سميح لي أكبر تتويج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات