حزب اشتراكي لمحاصرة الإسلام السياسي

حزبان انشقا قبل ست سنوات يعودان إلى حضن الاتحاد لبناء جبهة اتحادية مؤهلة لمواجهة المد الأصولي فاجأت قيادات الاتحاد الاشتراكي والعمالي والاشتراكي، صباح الأربعاء الماضي بالرباط الصحافة الوطنية ومن خلالها الرأي العام الوطني، بالإعلان عن مشروع اندماج الهيآت السياسية الثلاثة، في الوقت الذي ظلت وفية طيلة شهور لواجب التكتم، تفاديا لأي تشويش على المبادرة. وتعمدت قيادات الأحزاب الثلاثة عدم إطلاع وسائل الإعلام بمسار المشاورات والمناقشات، ضمانا لحسن سيرها ونجاحها، وتفاديا لأي تأثيرات أو أعراض جانبية.وأكد قيادي في الحزب العمالي لـ"الصباح"، أن النقاش حول مبادرة الاندماج استغرقت بضعة شهور، بعيدا عن أنظار الصحافة الوطنية، حرصا على ضمان الأجواء المناسبة لنقاش جدي وهادف ومسؤول، ويحمل بذور النجاح وبلوغ المرامي والأهداف المسطرة. ووقعت الأحزاب الثلاثة على بيان الوحدة الذي يُمهد الطريق أمام حزبي العمالي والاشتراكي بالاندماج في الاتحاد الاشتراكي، بعد انشقاق دام أزيد من ست سنوات، بسبب خلافات في الخط السياسي، وفي النظرة إلى المرحلة السياسية، في سياق تاريخي معين.قيادات الأحزاب الثلاثة أعلنت في الندوة الصحافية التي خُصصت للإعلان عن مبادرة الوحدة أنها تركت خلافاتها السابقة إلى الوراء، وأنها قررت استشراف المستقبل، والتشبث بما يخدم مصلحة الحزب.نسي أو تناسى ادريس لشكر وعبد الكريم بنعتيق، لحظة الإعلان عن مبادرة الوحدة " عداوتهما" السابقة، التي وصلت إلى أوجها بعدما تنافس الاثنان على المقعد الانتخابي في دائرة اليوسفية بالرباط، في الانتخابات التشريعية لسنة 2007، ليخسرا معا معركة الفوز بمقعد برلماني. معا وقعا على وثيقة المصالحة والالتزام بنبذ ما يفرقهما، لمواجهة التحديات الجديدة المطروحة في الساحة السياسية الوطنية، ومنها تحديدا خطر الإسلام السياسي والسعي إلى هيمنته على دواليب الدولة والمؤسسات.وتُعيد هذه المبادرة إلى الأذهان اندماج الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الاتحاد الاشتراكي في 2005، بفضل المبادرات التي قام بها في هذا الاتجاه محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي الذي أقنع قيادة الاشتراكي الديمقراطي بأهمية الخطوة باعتبارها تخدم مصلحة الطرفين.ويبدو أن ادريس لشكر، الكاتب الأول الحالي للاتحاد الاشتراكي، نجح في أول اختبار له في مسار توحيد العائلة الاتحادية، الذي سيمهد الطريق أمام إعادة ترتيب البيت الداخلي للأحزاب الاشتراكية واليسارية ويضع حدا لواقع التشرذم الذي وسم اليسار لفترة طويلة.وكان ادريس لشكر أكد بعد انتخابه زعيما للحزب في المؤتمر الوطني الأخير، أن من بين أولوياته العمل على توحيد العائلة الاتحادية وإرجاع الغاضبين إليها، وهوالمسار الذي بدأ يُعطي ثماره.وشكل تنامي المد الأصولي المحافظ الذي توج بوصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة، الحافز الأكبر للتوقيع على مسار الوحدة بين الأحزاب الثلاثة. وأكد ادريس لشكر، في ندوة الإعلان عن المسار الوحدوي للاتحاد الاشتراكي والعمالي والاشتراكي، أن مخاطر الردة والنكوصية وتناسل المشاريع الماضوية المهددة بالعودة بالبلاد إلى الوراء شكلت منطلقا أساسيا لتبني مبادرة اندماج الأحزاب الثلاثة. وأبرز أن المبادرة جاءت بفعل الوعي الذي تشكل لدى زعماء الأحزاب الثلاثة بضرورة تشكيل جبهة اتحادية قوية مؤهلة لمواجهة المد الأصولي.وجاء في بيان الوحدة أن المبادرة تجسد واجب الوفاء للتاريخ النضالي المشترك للأحزاب المعنية، المليء بالتضحيات الجسام لـ" شهدائنا ومناضلينا الذين عانوا في السجون والمنافي، وأثمر ما نعتز به من المكتسبات السياسية والديمقراطية لوطننا وشعبنا". وتجسد المبادرة، كذلك، واجب التصدي لتعاويذ الإحباط وسياسات النكوص، التي تستهدف تقويض الأمل الديمقراطي الاشتراكي.جمال بورفيسي

حزب اشتراكي لمحاصرة الإسلام السياسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أجهزة حزبي العمالي والاشتراكي تحسم في قرار الاندماج

"عائد إلى رام الله"... أو سؤال العودة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات