الاندماج ليس موجها ضد العدالة والتنمية

بنعتيق أمين عام العمالي أكد أن المبادرة جدية وتروم تشكيل حزب اشتراكي قوي أكد عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي أن مبادرة الاندماج في الاتحاد الاشتراكي خيار لا رجعة فيه، لأنه يعتبر الإجابة الحاسمة على التحديات المطروحة عليه. وقال إن المبادرة خضعت لنقاشات طويلة مكنت من إنضاج الفكرة والاقتناع بتبنيها من قبل الاتحاد الاشتراكي والعمالي والاشتراكي. ونفى بنعتيق في حوار مع "الصباح" أن تكون المبادرة موجهة ضد طرف بعينه، وتحديدا ضد العدالة والتنمية، بل شدد على أن موقف قوى الاتحاد الاشتراكي واليسار، عموما، يتجلى في المعارضة السياسية لمشروع العدالة والتنمية، مبرزا دعمه للنتائج التي تفرضها صناديق الاقتراع. في ما يلي نص الحوار: أقدمتم على خطوة مبادرة الاندماج في الاتحاد الاشتراكي، في أفق بناء حزب اشتراكي قوي، لماذا هذه المبادرة الآن، وما هي حظوظ نجاحها، خاصة في ظل فشل المبادرات؟ هذه ليست مبادرة اليسار، بل هي مبادرة تبنتها مكونات تنتمي إلى العائلة الاتحادية توافقت على مشروع الاندماج لأول مرة بعد الانشقاقات التي عرفها الاتحاد الاشتراكي في سياقات مختلفة. والسياق الذي جاءت فيه المبادرة هو التعبير عن إرادة تجميع مكونات العائلة الاتحادية بما يخدم مصلحتها، في مواجهة تحديات تضعنا أمام خيار البقاء أو مواصلة مسار التقهقر والغياب عن الساحة السياسية والانتخابية.أما بشأن لم شمل اليسار، فإن المبادرة تبقى مفتوحة أمام كل الصف الديمقراطي والقوى الحداثية، ويمكن أن أقول بشكل مسبق إن أشكال التعامل مع اليسار مطروحة بآليات أكثر، اليوم، إذ يمكن أن يتم تجميع اليسار في شكل فدرالية، وهذه فكرة مطروحة للنقاش، ويمكن أن تكون آلية للتنسيق. نحن ما زلنا في الخطوات الأولى من النقاش داخل العائلة الاتحادية التي اقتنعت بفكرة الاندماج، لذلك بدأنا بالتحكيم والنقاش السياسيين، عكس ما كان عليه الأمر في السابق، إذ كانت الأولوية تُمنح لما هو تنظيمي، وهو ما كان يعرقل جهود الاتفاق والوحدة، ويضع صعوبات وعراقيل أمام عملية التجميع. الوضعية الحالية وثقل المرحلة يحتمان علينا استعادة المبادرة من خلال تقوية الاتحاد الاشتراكي، ومن هنا انخراطنا في مشروع الاندماج، لقد امتدت النقاشات بهذا الشأن على مدى أسابيع بعيدة عن أنظارالإعلام، لسبب بسيط، وهو أننا كنا حريصين على منح المبادرة إمكانية النضج خارج تأثير الصحافة ومن ورائها الرأي العام، بالمعنى الإيجابي أقصد، حتى لا نشيع أي سوء الفهم أو تأويلات من شأنها أن تشيع نوعا من اليأس. أؤكد أن الخطوة جريئة، ونحن جديون في مبادرة الاندماج في الاتحاد الاشتراكي، في أفق خلق حزب اشتراكي كبير.هذه الخطوة سبقتها مبادرات تندرج ضمن مساعي توحيد الرؤى والمواقف، وفي هذا السياق لا بد أن نشير إلى مسيرة فاتح ماي للسنة الماضية التي جمعت أطياف اليسار، والتي تمت بفضل مبادرة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل. الرغبة في تجميع العائلة الاتحادية ليست مسألة جديدة، بل عليها إجماع داخل العائلة الاتحادية، نحن في المجلس الوطني قدمنا وثيقة بعثناها إلى عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي آنذاك. الفكرة لم تكن ناضجة ربما في تلك الفترة، ولكن اليوم، نعتبر أن الظرف مواتية لنعيد ترتيب أوراقنا ونتعبأ داخل العائلة الاتحادية من أجل الدخول في صيرورة الوحدة، حتى يستعيد الاتحاد الاشتراكي مكانته في الحقل السياسي. نحن أمام خطوة جدية وتاريخية، ينبغي أن نمنح لها الوقت الكافي لكي تنضج سياسيا وتنظيميا وهي تاريخية، على اعتبار أن الأسئلة المطروحة أمامنا اليوم ليست هي أسئلة البارحة. وينبغي أن نتحمل مسؤوليتنا في هذا المشروع. متى سيتم تنفيذ مشروع الاندماج بين مكونات العائلة الاتحادية عمليا، على المدى القريب أم المتوسط؟ المجلس الوطني للحزب العمالي سيعقد اجتماعه بداية يونيو المقبل في أكادير، سيُخصص للتداول في مبادرة الاندماج، وتقديم الوثيقة التي سبق أن عرضناها على الصحافة لتخضع للنقاش داخل المجلس الوطني،وهي الوثيقة المعنونة بـ»في الحاجة إلى حزب اشتراكي كبير قوي وفعال».عملية الاندماج كما اتفقنا داخل العمالي و الاشتراكي والاتحاد الاشتراكي، تتطلب وقتا كافيا للنضج والنجاح، لكن فتحنا مسار الاندماج والتنفيذ مرتبط بمقاربة كل حزب في التعاطي مع الفكرة، أما الغاية الأساسية من المبادرة فهي الاندماج في الاتحاد الاشتراكي. هناك من يُشير إلى انخراطكم في مبادرات سابقة لم تكتب لها الاستمرارية، خاصة بالنسبة إلى تحالف «جي 8»، ويبني على ذلك موقفا سلبيا، بمعنى أنه قد يقع تراجع عن مبادرة الاندماج؟ التحالف الذي أشرتم إليه، كان في سياق خاص. كنا أمام تحديات الربيع العربي وعلى مقربة من الاستحقاقات الانتخابية، والتخوفات التي تثيرها بشأن المقاعد النيابية وحظوظ الفوز فيها، ثم إن الهاجس الذي تحكم في تحالف» جي 8» هو الإجماع على ضرورة الدفاع وحماية مجموعة من القيم والمكتسبات الكونية، في مقدمتها المكتسبات الحقوقية والحريات والديمقراطية، والدفاع عن المرأة والهوية المتعددة للمغرب، وحرية الاختلاف، فالتحالف كان حول القيم، التي تُعتبر كونية وليست فقط محلية أووطنية. سياق مبادرة الاندماج مختلف، نحن أمام تحدي إعادة بناء الحزب الاشتراكي القوي، وهذا يتطلب تجميع شمل العائلة الاتحادية، والانفتاح على اليسار. من حق الناس أن يطرحوا أسئلة في الموضوع، لكننا نؤكد أن هذه الخطوة جريئة وتاريخية، وانخرطت فيها مكونات العائلة الاتحادية باقتناع تام. غايتنا ليست فقط تكوين جبهة سياسية قوية، بل تشكيل قطب اجتماعي وسياسي متكامل في مواجهة خطر زحف القوى المحافظة والرجعية على المؤسسات. نحن جديون في مسعانا وقد استحضرنا تجربة اندماج الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحضر معنا، طيلة مراحل النقاش، إخوان عاشوا التجربة من داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لقد تناقشنا في كل شيء، وقلنا لابد أن نستفيد من تجربتنا ومن تراكماتنا وكذالك أخطائنا.هناك من يطرح، كذلك، سؤالا حول ما إذا كانت مبادرة الاندماج موجهة ضد جهة ما، وسأكون واضحا هنا، الاتحاد الاشتراكي والأحزاب التي خرجت من رحمه، تحمل عقودا من النضال من أجل الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية وقدمت تضحيات جساما أدينا ثمنها غاليا، وأدى ذلك إلى قطيعة مع الدولة دامت أزيد من 45 سنة، ولا يمكن، اليوم، أن نفرط في المبادئ التي ناضلنا من أجلها عقودا من الزمن. نعارض العدالة سياسيا ونحترم إرادة صناديق الاقتراع لسنا ضد أي جهة، أو حزب له مرجعية مختلفة لمرجعيتنا، بل نحن ديمقراطيون قبل أن نكون حزبيين، ونؤمن بصناديق الاقتراع، وسندافع عن كل من حملته هذه الصناديق بصفة ديمقراطية وشفافة إلى تدبير الشأن العام، والمشاركة في صناعة القرار من داخل المؤسسات. نحن لسنا ضد العدالة والتنمية، لأنه يقود الحكومة، بل نحن ندافع عنه طالما أنه في الحكومة بفضل صناديق الاقتراع، ولكن موقفنا واضح: سنعارضه سياسيا، لا نعترف بنظرية المؤامرة، ولا يمكن أن نتخلى عن الدفاع عن الديمقراطية فقط، لأن حزبا محافظا أصبح يقود الحكومة، إن ما يهمنا هو الإيمان بثوابت المغرب، والتي تتجلى في الملكية والديمقراطية والإسلام الوسطي، أما الاختلاف، فإن تدبيره يكون عن طريق صناديق الاقتراع. أجرى الحوار: جمال بورفيسي

الاندماج ليس موجها ضد العدالة والتنمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اليسار... تاريخ إخفاقات في الوحدة والاندماج

قالوا ...

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات