الخلاف بين المغرب والجزائر …عقيدة الهيمنة

تراكمات تصاعدت منذ الوجود العثماني في الجزائر إلى اليوم ولا علاقة لها بأشخاص معينين كثيرة هي الملفات العالقة بين المغرب والجزائر، وكثيرة هي التهم المتبادلة بين الطرفين، في قضايا الحدود والإرهاب والتهريب وعرقلة مشروع اتحاد المغرب العربي. إلا أن القطرة التي تكونت منها بحيرة هذه الخلافات تعود إلى تاريخ قديم.فالمشكل يقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، عبد الرحمان مكاوي، يتلخص في تراكمات تتزايد وتتصاعد سنة بعد أخرى، وبدايتها كانت قبل الوجود العثماني أي قبل 1830. “المشكل كان قائما بين البلدين، وأساسه الخلاف حول من يهيمن على شمال إفريقيا سواء “الباب العالي” أي الأتراك أو العلويين الحاكمين في المغرب، وانتقل هذا الخلاف إلى الفرنسيين عندما احتلوا الجزائر، فوجدوا هذا البلد عبارة عن قبائل وزوايا وشعوب متنافرة ومبعثرة، وركبوا على النظرية العثمانية لإيجاد عدو خارجي يمكن أن يلحم هذه القبائل الجزائرية في دولة منسجمة، وهو المشكل الذي غذته الماسونية العالمية”. وحسب مكاوي فإن الجزائر وجدت في المغرب شماعة لكل مشاكلها الداخلية، فمنذ استقلالها لا يحدث مشكل دون أن تنسبه إلى المغرب، و”هو ما وقع في حرب الرمال سنة 1963، التي انجرت إليها بلادنا عبر خدعة جزائرية، أدخلت المغرب في مواجهة عسكرية، قبل أن يفطن المرحوم الحسن الثاني إلى ذلك، فأمر جيوشه بالعودة إلى الحدود الدولية”. وقال مكاوي إن المشكل الأساسي يتمثل في تمسك الجزائر بفكرة أو عقيدة الهيمنة، إذ تبلغ مساحتها اليوم أكثر من مليوني متر مربع، ولها حدود مع ست دول إفريقية، لذلك “تريد لعب دور فرنسا في المنطقة، بدليل أن المناهج المدرسية في الكليات العسكرية وأكاديميات الشرطة والدرك في الجزائر تبين أن المنطقة الممتدة من نهر السنغال إلى القاهرة هي منطقة أمن قومي للجزائر، وتدخل فيها حتى دول الساحل”، وهذا يعني، يقول الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، إن المنطقة لا يجب تغيير جغرافيتها ولا حكامها إلا بموافقة الجزائر ومؤسستها العسكرية، ومن هنا تصاعد الخلاف بين المغرب والجزائر”.وشدد مكاوي على أنه لا يجب اختزال الواقع الحالي في أشخاص معينين كما يحاول الجزائريون دائما عندما يثيرون الجدل حول الصراع الشخصي بين الرئيس هواري بومدين والحسن الثاني. ف”هذا خطأ ولا يمكننا اختزاله أيضا في قادة المؤسسة العسكرية الحالية، بل هو نزاع ناتج عن تراكمات قديمة. والجزائر تسعى جاهدة إلى إضعاف المغرب ومحاصرته إفريقيا وتفكيكه، حتى يسهل عليها الهيمنة والسيطرة على هذه المنطقة التي يعتبرها الخبراء الجيوإستراتيجيون منطقة حساسة ينبغي مراقبتها عن قرب”.وحتى لا تظهر خطة الجزائر في محاولة الهيمنة، يقول أستاذ العلاقات الدولية، فإن الجزائريين يحاولون ترحيل هذا الخلاف العميق والعقائدي إلى خلافات هامشية كافتعال مشكل الصحراء، وقضية ممتلكات الجزائريين في المغرب وتهريب المخدرات والأسلحة، واتهام المغرب بمساندة الإرهابيين، و”هذا غير صحيح، فالشعب المغربي مع تقرير مصير شعب الطوارق في جنوب الجزائر وهذا ما نصت عليه اتفاقية “إديان” بين جبهة التحرير الجزائرية وفرنسا، إذ حاول آنذاك ديغول إنشاء دولة ممتدة من ولاية ورغلة جنوب الجزائر إلى تومبوكتو شمال مالي تسمى تارقستان، إلا أن المفاوض الجزائري آنذاك رضى مالك ومسؤول المخابرات الجزائرية قصدي مرباح الذي كان بالمناسبة ممرضا في مستشفى 20 غشت بالبيضاء، رفضا هذا المشروع الديغولي لتقسيم الجزائر إلى دولتين، ولكنهما قبلا بمبدأ تطبيق استفتاء سكان الجنوب الجزائري لتقرير المصير”، مضيفا أن الالتزام لم يطبق إلى حد الآن، و”ما الانتفاضة والمظاهرات التي عرفتها ولايات ورغلة وغرباية ووادي سوف والمطالبة بحكم ذاتي في هذه المناطق إلا دليل قاطع على أن الجزائر إذا استمرت في سياساتها التقسيمية سوف تعرف المصير نفسه في المستقبل القريب”. ضحى زين الدين

الخلاف بين المغرب والجزائر …عقيدة الهيمنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصابة 48 أمنيا بالسمارة في هجوم انفصاليين

انتحار شاب مجهول بالحسيمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات