المغرب يتعبأ لمرحلة ما بعد بوتفليقة

النزاع المفتعل في الصحراء يُخيم بظلاله على العلاقات المغربية الجزائرية قللت مصادر مُطلعة على ملف العلاقات المغربية الجزائرية، من حجم التأثير الذي يمكن أن تمارسه تداعيات مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة البالغ من العمر 76 سنة، والذي يعاني المرض مذ فترة طويلة، على مستقبل العلاقات بين البلدين، مؤكدة وجود ثوابت في النظام السياسي الجزائري في ظل استمرار التأثير القوي الذي تمارسه مؤسسة الجيش في هذا البلد. وقالت المصادر نفسها، إن العلاقات المغربية الجزائرية لن تشهد تحولات عميقة، إذا ظلت المؤسسة العسكرية في الجزائر وفية لخطها في تحديد من يحكم البلاد.في الوقت نفسه، شددت المصادر ذاتها، على أن الدبلوماسية المغربية تتابع باهتمام تطورات صحة الرئيس الجزائري والمرحلة الجديدة التي ستدخلها الجزائر بعد رحيل رئيسها الحالي، مُضيفة أن الدبلوماسية المغربية ستواكب المستجدات المرتقبة في البلد الجار وستتكيف مع الأحداث الجديدة.وقالت المصادر نفسها، إن الدبلوماسية المغربية ستظل وفية لخطها السياسي المتوازن القائم على حسن الجوار والتعاون والتفاهم والتضامن، وهو ما يرشح الوضع الحالي للاستمرار حتى بعد رحيل بوتفليقة. وتعتبر قضية الصحراء المغربية أحد المحددات الرئيسية التي تؤطر العلاقات القائمة بين المغرب والجزائر، وهي التي تحول دون انكشاف سحابة الجمود التي تسم هذه العلاقة. وكان المغرب دعا الجزائر في أكثر من مناسبة إلى تطوير علاقات التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، وفتح الحدود، وعدم رهن هذه المبادرات بحل النزاع المفتعل في الصحراء، لكن هذه الدعوات لم تلق آذانا صاغية لدى المسؤولين الجزائريين. وأبدت حكومة عبد الإله بنكيران، منذ تنصيبها، اهتماما متزايدا لتطوير مستوى التعاون بين المغرب والجزائر والسير به قدما، بما يعمق الروابط التاريخية المتجذرة بين البلدين، وذلك بما يخدم مصلحة الطرفين اقتصاديا وسياسيا. وأكدت الحكومة قناعتها بأن تطوير مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين هو الكفيل بأن يُسهم في بناء منطقة مغاربية قوية اقتصاديا ومتطورة اجتماعيا.وكان سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أكد وجود إرادة مشتركة بين المغرب والجزائر للمضي قدما بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال العثماني، في تصريح صحافي خلال زيارته الأخيرة للجزائر، إن هناك إرادة مشتركة بين البلدين للمضي إلى الأمام، معتبرا زيارته للجزائر بداية لمسلسل من المشاورات والتعاون، وتفعيل هذا التعاون في برامج عملية.وأضاف رئيس الدبلوماسية المغربية أن هذه الزيارة " تأتي في إطار الإرادة المشتركة بين البلدين للاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية الحالية لاطلاق دينامية قوية في العلاقات بين البلدين، وتثمينها وتعميقها أكثر وتوسيعها نحو قطاعات ومجالات جديدة". وأبرز العثماني أن هذه الزيارة ستشكل مناسبة للتشاور حول سبل تفعيل الاتحاد المغاربي ومؤسساته، مشيرا إلى أن "التغيرات التي وقعت ببعض دول الاتحاد المغاربي من شأنها أن تُعطينا فرصة أفضل لتجاوز مُعيقات التكامل والاندماج المغاربي" من جهته، أكد مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أن الشروط القائمة تدفع في اتجاه فتح علاقات تزداد سنة بعد سنة ثقة وحجما في كل المجالات.وأشار مدلسي إلى أن زيارة السيد العثماني للجزائر تأتي بعد تلك التي قام بها إلى المغرب في 16 نونبر الماضي والتي تم خلالها فتح حوار بناء على المستويين الثنائي والمغاربي، مضيفا "سنواصل هذا الحوار من أجل وضع ميكانيزمات وبرامج تمكن من تعزيز العلاقات الثنائية وتجسيد الطموح المغاربي على أرض الواقع ". وكان سعد الدين العثماني استقبل في منتصف فبراير 2012، على هامش الدورة 18 لاجتماع وزراء خارجية دول المغرب العربي، نظيره الجزائري، وتباحثا في آليات التعاون السياسي والاقتصادي الذي يجمع البلدين وكذا سبل الرفع من شراكتهم لترقى إلى مستوى تطلعات البلدين. وتوجت زيارة المسؤول عن الدبلوماسية الجزائرية للمغرب بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين المغرب والجزائر بشأن وضع آلية للتشاور السياسي، التي اعتبرها سعد الدين العثماني، حلقة من حلقات رفع مستوى التعاون بين البلدين وتعميقه. هذه المبادرات رغم كثافتها وأهميتها لم تخرج عن نطاق النوايا الحسنة، إذ أن الطابع الغالب على العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر هو استمرار الخلافات الناجمة أساسا عن تداعيات النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. ويُرخي هذا النزاع بظلاله على مستقبل الاتحاد المغاربي الذي ظل حبرا على ورق وعُطلت أجهزته، رغم أن المغرب عبر في أكثر من مناسبة عن إرٍادته في إعادة بناء الوحدة العربية من خلال تعزيز العلاقات المغاربية والانخراط في عهد جديد يتجه نحو المستقبل، كما أكد حرصه على الالتزام بتفعيل الاتحاد المغاربي باعتباره خيارا إستراتيجيا، وفق ما نص عليه الدستور المغربي لسنة 2011 في ديباجته. جمال بورفيسي

المغرب يتعبأ لمرحلة ما بعد بوتفليقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصابة 48 أمنيا بالسمارة في هجوم انفصاليين

انتحار شاب مجهول بالحسيمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات