الجيش الجزائري مطالب بالعودة إلى الثكنات

الباحث في إدارة الأزمات قال إن المغرب مستعد لتدبير المرحلة ما بعد المقبلة أكد الدكتور إدريس الكريني، الأستاذ الجامعي ومدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات، أن على المؤسسة العسكرية في الجزائر أن تبتعد عن تدبير مرحلة ما بعد بوتفليقة، محذرا أن ذلك ستكون له تكلفة باهظة، وذلك في سياق الحراك الذي شهدته المنطقة العربية. وفي هذا الحوار يستعرض الكريني الجهود التي بذلها المغرب من أجل تذليل كل العقبات التي تحول دون تطبيع العلاقات بين المغرب والجارة الشرقية، مشيرا إلى أن المغرب مستعد بما فيه الكفاية لتدبير مرحلة ما بعد بوتفليقة.. نص الحوار: أي آثار ستكون لرحيل الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، على العلاقات المغربية الجزائرية؟عندما نتحدث عن السياسة الخارجية للدول هناك دائما ثوابت وعمل مؤسسات ولا ينبغي أن نربط هذه السياسة برحيل هذا الشخص أو ذاك، كل ما في الأمر أن مرحلة بوتفليقة شهدت نوعا من التصعيد، خصوصا التصريحات الجزائرية الأخيرة إزاء قضية الصحراء، وعدم التجاوب مع المطالب المختلفة التي تطرح في الداخل الجزائري، وكذلك المطالب المغربية وحتى مع المطالب التي تطرحها بعض القوى الدولية الداعية إلى فتح الحدود. لذلك أعتقد أنه إذا أخذنا السياق والذي يؤشر على حدوث تغيير على مستوى الرئاسة في الجزائر، وكذلك الحراك في الشارع الجزائري والذي ينحو إلى دعم التغيير على المستوى الداخلي ودعم الممارسة الديمقراطية... فإنه يمكننا القول إن هناك توجها لتدعيم العلاقات المغاربية ولتجاوز المعضلات والمشاكل السياسية على اعتبار أنها لا تنسجم مع المعطيات التاريخية ومع المشترك الثقافي والديني واللغوي، إذن هذا التغيير هو من منطق المرحلة وتحدياتها والرغبة في التغيير، وأعتقد أنه يمكن أن ينعكس على بلورة سياسة خارجية منفتحة على نبض المجتمع الجزائري باتجاه تجاوز هذه الخلافات التي لها تداعيات سلبية ليس فقط على المغرب أو الجزائر ولكن على المنطقة برمتها، خصوصا أن المغرب والجزائر يجدان نفسيهما أمام تحديات أمنية مرتبطة بتنامي الصراعات في المنطقة وتزايد نشاط الجماعات المسلحة وتزايد وتيرة تهافت القوى الأجنبية على المنطقة، وكذلك ضرورة بناء الاتحاد المغاربي.. فهذه التحديات إذا نظرنا إليها من منطلق واقعي وديمقراطي فهي تفترض التركيز عليها بدل الدخول في سجالات لا يمكن أن تعود بأي فائدة على المنطقة. يعني هل هناك إمكانية أن تدفع القوى الإقليمية والدولية في اتجاه حدوث انفراج وتطبيع للعلاقات بين البلدين في مرحلة ما بعد بوتفليقة؟ لا ينبغي أن ننسى أن هناك قوى داخل الجزائر لها مصلحة في بقاء الأمور على حالها، فهي تنتعش من هذه المشاكل وتوجيه الرأي العام تجاه بعض المشاكل الخارجية والوهمية على حساب قضايا داخلية مهمة، لكن دائما ومع أي تغيير تكون هناك إستراتيجيات جديدة وأولويات جديدة وتكون هناك بعض الإشارات الإيجابية التي تعطي الانطباع أن التغيير يقع وأن هناك تجاوزا لبعض الإشكالات التي سقط فيها النظام السابق، وبالتالي فهذه كلها ما تزال مطروحة خصوصا إذا ما كنا أمام تحول حقيقي في الجزائر، أما إذا كنا أمام تغيير للأشخاص في حين تظل الإستراتجيات كما هي وكذلك التعاطي مع القضايا المغاربية الثنائية هو نفسه، فإن رحيل بوتفليقة ومجيء رئيس آخر سيبقى شكليا. وفي نظركم هل المغرب مستعد بما فيه الكفاية للانتقال إلى مرحلة ما بعد بوتفليقة، خاصة ما يتعلق بملفي فتح الحدود والصحراء؟المغرب في السنوات الأخيرة أعطى مجموعة من الإشارات التي تعكس الرغبة في تعزيز هذه العلاقات، منها الدعوة باستمرار إلى فتح الحدود وأيضا مد الأيدي في أفق تعزيز العلاقات والانكباب على بناء الاتحاد المغاربي، وهذا الخطاب يردده المغرب منذ مدة. الآن في المغرب هناك متغيرات جديدة مثل دستور 2011 الذي يؤكد على بناء المغرب الكبير، والدعوات المستمرة لتعزيز العلاقات الإقليمية، ثم تعزيز المقاربة الديمقراطية للسياسة الخارجية مثل تعزيز صلاحيات البرلمان وصلاحيات رئيس الحكومة، إضافة إلى السياق السياسي المغربي الذي يعيش حراكا مجتمعيا، ونقاشات سياسية ومدنية تدعو إلى بناء الاتحاد المغاربي، وحتى الإعلام يدعو إلى فتح الحدود ومواجهة التحديات المشتركة.. زيادة على وصول حكومة جديدة تؤكد في برنامجها على تعزيز العلاقات مع الجزائر والدول المغاربية الأخرى. إذن هذه المتغيرات إذا وقع تغير مواز لها في الجارة الجزائر ووقعت نقاشات مجتمعية بعيدا عن بعض النقاشات النشاز والتي أعتبرها تركز فقط على نقط الخلاف، خصوصا الحروب الإعلامية، فإذا ما وقع كل هذا، فإننا سنكون أمام تطور وتحسن في علاقات البلدين... حتى مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تعكس رؤية جديدة لقضية الصحراء، فالمغرب انتقل من موقع إلى آخر عندما طرح هذا المشروع، والذي هو مشروع ديمقراطي ويروم تقاسم المهام الإدارية والمالية وكذلك السلطات، وبالتالي فإنه قد يشكل مدخلا لتقرير المصير الذي تردده الجزائر وجبهة البوليساريو دوما، وإذا ما كتب لهذه العلاقات أن تتعزز أعتقد أن ملف الصحراء سيجد طريقه إلى الحل نهائيا... لا ينبغي أن نراهن أولا على حل قضية الصحراء قبل تعزيز العلاقات، بل ينبغي القيام بالعكس، وبكل تأكيد فتشابك العلاقات وتعزيزها سيؤدي إلى بلورة حل حقيقي، لأن الدور الجزائري في الحل أساسي التي تستضيف البوليساريو فوق أراضيها وتقدم لها الدعم المادي والدبلوماسي... من خلال متابعتكم ألا تعتقدون أن المؤسسة ستدفع بخلف أكثر تشددا ومعاداة للمغرب؟لا أتوقع أن الجزائر، في هذه المرحلة بالذات التي تعرف فيها المنطقة حراكا قويا، ستنحو في هذا الاتجاه، خاصة مع وجود قوى داخل الجزائر تطالب بتدبير ملف الانتقال بشفافية وكذلك وجود مجموعة من التغيرات التي تعكس رغبة من الشعوب المغاربية لتحقيق تغيير حقيقي وعميق، لذلك أعتقد أن حضور الجيش بشكل وازن في تدبير مرحلة ما بعد بوتفليقة ستكون تكلفته وخيمة على الجزائر، ولا ننسى إجهاض التجربة الديمقراطية الجزائرية في بداية التسعينات والتي كانت كلفت الجزائر حربا أهلية راح ضحيتها مئات الآلاف، لذلك أعتقد أن المجتمع الجزائري وأيضا النخب السياسية وباقي الفاعلين لا يمكن أن يكرروا التجربة، أي حرمان الجزائر من حراك وتغيير حقيقي يروم دمقرطة الحياة السياسية وأيضا رفع الجيش يده عن الحياة السياسية والانكباب على القضايا التي تدخل في صميم مهامه عوض التدخل في قضايا بعيدة عنه والتي يفترض أن تترك للسياسيين. أجرى الحوار: محمد أرحمني إدريس لكريني, مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات

الجيش الجزائري مطالب بالعودة إلى الثكنات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصابة 48 أمنيا بالسمارة في هجوم انفصاليين

انتحار شاب مجهول بالحسيمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات