إقبال متزايد على تقنية “أطفال الأنانيب”

البروفيسور عمر الصفريوي: العملية تشكل طابوها في المجتمع المغربي شكل طب الخصوبة والمشاكل التي تواجهه، محور الدورة الحادية عشرة للمؤتمر المتوسطي للخصوبة، الذي احتضنت فعالياته، مراكش، أخيرا، بمشاركة العديد من الأطباء المتخصصين من ضفتي الحوض المتوسطي، من بينهم البروفيسور عمر الصفريوي، رئيس المؤتمر. البروفيسور الصفريوي يتحدث في هذا الحوار مع "الصباح"، عن أهم خلاصات هذا المؤتمر، وتقنية الإخصاب عبر الأنابيب، والنتائج التي تسفر عنها. ما هي أهم خلاصات المؤتمر المتوسطي الحادي عشر للخصوبة الذي احتضنته مراكش أخيرا؟المؤتمر تطرق إلى مجموعة من الجوانب المتعلقة بطب الخصوبة، التي باتت تتطور في الآونة الأخيرة، سنة تلو الأخرى، من بينها ما بات يعرف بـ"أطفال الأنانيب" في ظل النتائج الطبية التي تتلخص في أن نسبة النجاح تتراوح بين 35 و40 في المائة، ما يبرز فشل نسبة تقارب 60 المائة، والمسؤولية خلالها ترجع إلى الجنين من خلال جودته، أو إلى رحم المرأة، إذ أنه على امتداد السنوات الثلاثين الماضية، لم يكن هناك تفسير يهم مدى تفاعل رحم المرأة مع هذه العمليات، وبفضل التطور الطبي، تمكن عدد من الأطباء من التعرف على مجموعة من الإفرازات التي يطرحها الرحم، التي تساهم في عدم حفاظه على الأجنة.كما تطرق المؤتمرون أيضا، إلى المشاكل الجينية، مع التأكيد على أن "أطفال الأنابيب" ساهموا في حل مجموعة من المشاكل، من بينها المتعلقة بالأزواج المصابين بأمراض جينية، يمكنها أن تورث لأبناء عن طريق العلاقات الجنسية قبل عملية الحمل، إذ يمكن تشخيص الأجنة، وعزل المصابة منها بهذه الأمراض الجينية التناسلية، وهذا بهدف تجنب إصابة الجنين عبر الوراثة بهذه الأمراض.كما تميز المؤتمر بمشاركة عدد من الأطباء المتخصصين والإحيائيين، في ورشات عمل سبقت أشغاله، للتعرف على مدى تكامل مختلف التخصصات في طب الخصوبة. كما ساهم المؤتمر في تمرير مجموعة من المعطيات والدراسات، خصوصا في ظل غياب مراكز تكوينية متخصصة في مشاكل العقم، وغيابها عن مناهج التعليم العالي المتخصص في الطب. كما أوصى المؤتمر بضرورة فتح المراكز الطبية الـ16 الموزعة عبر مختلف أنحاء المملكة، لفائدة الأطباء المقيمين. هل هناك إقبال على تقنية "أطفال الأنابيب" في المغرب؟الإقبال متزايد، في الوقت الذي تبقى فيه هذه التقنية طابوها، كما الشأن أحيانا بالنسبة إلى بعض الأزواج الذين يمكن أن يخضعوا لمثل هذه العمليات، إذ يقدمون أحيانا أسماء مستعارة، إلى غاية المطالبة بعقود الازدياد، آنذاك يكونون مجبرين على تقديم معلومات عن الطفل في سرية تامة.وأود أن أشير إلى أن هذا الاختصاص، ساهم في حل مشاكل أكثر من 4 ملايين زوج في العالم، وبالتالي ميلاد أكثر من 4 ملايين طفل منذ 35 سنة، تاريخ اعتماد هذه التقنية في طب الخصوبة. هل هناك معيقات تواجه تقنية "أطفال الأنابيب"؟للأسف هناك بعض المعيقات التي يمكن أن تواجه تنفيذ مثل هذه العمليات، في مقدمتها المشاكل المادية، إذ أن عملية من هذا النوع يمكن أن تكلف في المعدل 25 ألف درهم بما فيها الأدوية، وتدخل مجموعة من المختصين. ومقارنة مع أوربا التي تبلغ تكاليف مثل هذه العمليات حوالي 80 ألف درهم، يبقى المغرب الأرخص، والنتائج متشابهة.كما يمكن أن تواجه مثل هذه العمليات، إشكالية التقنين، فهي تكتسي أهمية بالغة لدى الأشخاص الذي يخضعون إليها، خصوصا أنها تتعلق بالأجنة المشتركة بين الرجل والمرأة، وكل المراكز المغربية تجري هذه العمليات للأزواج، مع مطالبتهم بضرورة إحضار عقد الزواج، وذلك تماشيا مع القانون العام للدولة.ويمكن أن يساهم هذا التقنين في إصدار قانون واضح يساهم في الترويج لهذه التقنية، مع احترام الحريات الفردية للأشخاص. هل يصاحب عملية الإخصاب عبر تقنية الأنابيب، تناول أدوية موازية؟فعلا، لأن هذه التقنية تستدعي تهييئ المبيض، وغالبا ما تكون عن طريق الحقن، التي تساهم في نمو البويضات، قبل استخراجها وتخصيبها بواسطة الحيوانات المنوية للزوج في مختبر يجب أن تراعى فيه مجموعة معايير حساسة. هل هذه التقنية تؤثر على صحة الجنين أو الأم؟من بين المواضيع المهمة التي تطرق إليه مؤتمر طب الخصوبة في مراكش، هو التأثيرات السلبية لهذه التقنية على صحة الأم أو الجنين، لكن الحمد لله، لحد الساعة ليست هناك حالات واضحة، باستثناء بعض الأدوية التي ينصح بها بعض الأطباء العامين لتهييء المبيض، عدا ذلك فالعمليات المشابهة التي تؤثر سلبا على صحة الطرفين. هل يمكن لأم واحدة أن تجري أكثر من عملية إخصاب عبر الأنابيب؟طبعا، لأن عملية الإخصاب عبر الأنابيب، هي عبارة عن محاولات، ويمكن تكرارها في حالة عدم نجاح سابقتها. أو يمكن أيضا استخدامها كلما أرادت الأم حملا جديدا. هل هناك إحصائيات بهذا الخصوص؟بالنسبة إلى المغرب، الإحصائيات الواضحة، تتعلق بأن 15 في المائة من الأزواج يعانون مشكل العقم، بينما لا توجد إحصائيات تتعلق بعدد الأطفال المولودين عن طريق تقنية "الأنابيب" أجرى الحوار: ياسين الريخ

إقبال متزايد على تقنية “أطفال الأنانيب”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبو حمزة المغربي في شباك الفرقة الوطنية

دراسة في القانون: المحاكمة العادلة على ضوء المواثيق والمعاهدات الدولية والعمل القضائي الدولي (الحلقة الخامسة)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات