دار الفنون بالرباط… فضاء الفن والإبداع

علامة مميزة في خريطة المؤسسات الثقافية الحيوية ومتحف للفن الحديث والمعاصر استطاعت دار الفنون بالرباط أن تفرض مكانتها في خريطة المؤسسات الثقافية الحيوية، والتي تقدم أنشطة وبرامج ثقافية في مجالات متنوعة مثل الأدب والفنون التشكيلية والنحت والتصوير الفوتوغرافي. وتعد دار الفنون بالرباط من المؤسسات العريقة، إذ شيدت سنة 1929، كما أنها تتموقع حاليا إلى جانب مجموعة من الأروقة والمتاحف ، لتشكل بذلك واحدة من الوجهات المساهمة في بناء الصرح الثقافي المغربي.وخلال سنة 2006 عملت مؤسسة "أونا" على جعلها فضاء تابعا لها يجمع الفنانين والمبدعين والمثقفين باختلاف مشاربهم والزوار، وذلك في إطار لقاءات ثقافية وأمسيات وندوات فكرية وسهرات فنية.وتتميز دار الفنون بالرباط بهندستها المعمارية التي تعود إلى حقبة "أر ديكو"، والتي تجعلها من بين البنايات الفريدة من نوعها في العاصمة، وأيضا في المدن الأخرى المتوفرة على بنايات اعتمدت الطراز ذاته في تشييدها.وقالت نعيمة سليمي، مسؤولة عن القسم الثقافي بـ"دار الفنون"، إنها فضاء ثقافي ومتحف للفن الحديث والمعاصر، مضيفة أن خصوصيتها تتمثل في تنوع فضاءات العرض تبعا لكل أشكال التعبير الفني.وتفتح دار الفنون بالرباط أبوابها في وجه زوارها من التاسعة والنصف صباحا إلى السابعة مساء، وذلك من الثلاثاء إلى الأحد، بينما يعتبر الاثنين يوم عطلة، إضافة إلى العطل الوطنية والدينية. شروط أساسية لزيارة الفضاءأما في ما يخص زيارة المجموعات، فتتطلب اتفاقا مسبقا مع إدارة المؤسسة بهدف تنظيم جولاتها داخل فضاءاتها والتنسيق في حال صادف الأمر زيارة مجموعات أخرى في اليوم نفسه، حتى يتسنى للجميع الاستفادة أكثر من البرمجة المقترحة والاطلاع على جديد فضاءات العرض الفني.ومن بين الشروط الأساسية التي تؤكد المؤسسة على احترامها، الحفاظ على الإبداعات المعروضة سواء لوحات تشكيلية أو قطع فنية أو غيرها والحرص على نظافة الفضاء، وذلك بعدم القيام بسلوكات من شأنها الإساءة إلى جماليته أو إلحاق أضرار بالنباتات المزينة له.وخلال الجولة بين فضاءات دار الفنون بالرباط، يمنع على الزوار التدخين والشرب والأكل، كما لا ينبغي على الآباء أو المرافقين للأطفال تركهم يتجولون دون مراقبة، حسب ما يتم التأكيد عليه في المنشورات الخاصة بالبرمجة الشهرية. عروض غنائية واستعراضيةتقدم دار الفنون بالرباط أنشطة متعددة تتمثل في اللقاءات الفكرية مع المبدعين والكتاب لتوقيع جديد أعمالهم أو لاقتراح محاور معينة لفتح النقاش حولها بحضور مختصين ومهتمين.وضمن الأجندة الشهرية لدار الفنون بالرباط، تقترح عددا من العروض منها عروض غنائية واستعراضية وورشات تربوية لفائدة الأطفال من مختلف الأعمار وكذلك الكبار، لتعلم عدد من الأنشطة منها المبادئ الأولى للرسم.وتضرب دار الفنون بالرباط في الفضاءات المخصصة للعرض موعدا لعدد من المعارض التشكيلية، التي يوقعها عدد من المبدعين المنتمين إلى مدارس تشكيلية متعددة، من أجل تقريب الجمهور من أسلوبهم ورؤاهم.وقالت المسؤولة عن القسم الثقافي بـ"دار الفنون" في تصريح لـ"الصباح" إن دار الفنون تتوفر على عدة فضاءات خاصة بعرض اللوحات التشكيلية، وكذلك احتضان معارض في شتى المجالات، مثل التصوير الفوتوغرافي والمنحوتات، وغيرها من القطع الإبداعية.وتسمح إدارة دار الفنون بالتقاط الصور التذكارية وصور الهواة فقط داخل المتحف الافتراضي، بينما الصور الاحترافية غير مسموح بها، إلا بإذن من الإدارة، وذلك تبعا لقانونها التنظيمي المعمول به.ويتولى تسيير دار الفنون بالرباط تسعة موظفين يزاولون مهام متنوعة في مقدمتها البرمجة والتدبير الإداري والصيانة والعلاقات العامة والتغطية الصحفية ووضع إستراتيجية العمل، وغيرها من المهام.وساهم مهرجان موازين إيقاعات العالم في إعطاء إشعاع لدار الفنون بالرباط بالنظر إلى استضافته ألمع الأسماء الفنية العالمية والعربية في ندوات صحافية، ومن بينها الفنان الأمريكي ستيفي وندر والمطربة اللبنانية ماجدة الرومي والمطربة المصرية شيرين عبد الوهاب. "دار الفنـون" رهـن إشـارة موازين "دار الفنون فضاء من بين الفضاءات الأخرى بالرباط التي يتم وضعها رهن إشارة جمعية مغرب الثقافات لاستضافة فعاليات مهرجان موازين إيقاعات العالم"، تقول نعيمة سليمي في تصريحها لـ"الصباح". وخلال فعاليات مهرجان "موازين إيقاعات العالم"، فإن جمالية الفضاء الخارجي تسمح للعديد من معدي ومخرجي البرامج على القنوات الوطنية مثل "دوزيم" والأجنبية لتصوير حلقات من بينها ما يبث مباشرة رفقة ضيوف التظاهرة ذات الصيت العالمي. وفي هذا الصدد، يجري التنسيق بين إدارة "دار الفنون" بالرباط وعدد من القائمين على مهرجانات وطنية وعالمية لاحتضان جزء من برمجتها الفنية، خاصة أن مسرح الهواء الطلق يعتبر فضاء مناسبا لاحتضان كثير من العروض الفنية. ولابد من الحصول على موافقة لجنة "دار الفنون"، قبل إعطاء القرار النهائي بشأن تنظيم معرض فني في أحد فضاءاتها وبرمجته ضمن أجندتها الشهرية. وفي هذا الصدد، أكدت نعيمة سليمي بشأن كيفية انتقاء المبدعين الذين يعرضون أعمالهم بها، أن هناك لجنة داخلية للمؤسسة تسهر على دراسة الملفات وانتقائها، حسب المعايير التي تراها مناسبة لعملها. وبالنظر إلى البرمجة الشهرية للعروض التي تحتضنها "دار الفنون" بالرباط فإنها تعرف تنوعا ومراعاة لكل الأشكال، كما تتيح الفرصة للمبدعين من مختلف الفئات العمرية لمعانقة الجمهور المتتبع لجديد الساحة الثقافية. ومن جهة أخرى، تفتح "دار الفنون" بالرباط سواء أمام المبدعين المحترفين أو المواهب الصاعدة التي استطاعت أن تثبت مكانتها في مجال اشتغالها الباب، لتعرض إبداعاتها داخل الفضاءات المخصصة لها. أمينة كندي

دار الفنون بالرباط… فضاء الفن والإبداع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رشيد الوالي يعود إلى التلفزيون عبر "ناس الحومة"

حبْلُ الاحتيال السياسي قصير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات