3 أسئلة: القرقوبي سبب رئيسي لجرائم الأصول والفروع

ألا تلحظون ارتفاعا في منسوب الجرائم والعنف الذي بات يعرفه المجتمع في السنوات الأخيرة؟بالفعل عرفت المجتمعات الإنسانية بصفة عامة والمجتمع المغربي بصفة خاصة تنامي ظاهرة الجريمة والانحراف والعنف بشكل كبير من حيث الكم ومن حيث الطبيعة، فالإحصائيات الأخيرة تبرز تصدر جرائم العنف والجرائم ضد الأشخاص الصدارة في الإحصائيات، ما يبرز بجلاء تطور هذه الظاهرة الخطيرة التي تنخر المجتمع وتهدد أمنه واستقراره، خصوصا أنها تمس جميع الفئات العمرية والجنسية ولم تعد مقتصرة على الوسط الحضري، بل تعدته إلى الوسط القروي الذي لم يسلم بدوره من هذه الظاهرة الخطيرة. وإن دل هذا الأمر على شيء، فإنما يدل على اعتلال مؤسسات المجتمع وعدم قدرتها على ضبط الأفراد داخل المجتمع. غالبا ما يتم الربط بين ارتفاع معدلات الجريمة وتعاطي الأقراص المهلوسة والمخدرات. هل هناك علاقة حقيقية بين الفعلين؟العديد من الدراسات في العالم، وأخرى قام بها متخصصون في المجتمع المغربي (الحمدواي، كيداي..) تبرز أن هذه الظاهرة خصوصا عند الشباب لها علاقة، إن لم تكن الوحيدة، بتعاطي المخدرات، خصوصا منها الأقراص المهلوسة التي تجعل الفرد يفقد السيطرة على أعصابه وأفكاره، ولا يعود يقيم أي اعتبار للآخرين ولا للقوانين المعمول بها داخل المجتمع، هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الإحباط، والمسؤولية وبعض الاختلالات الأمنية، والفشل الدراسي والضياع، وعدم تماثل قيم المجتمع وقوانينه.وبصفة عامة فالمتعاطون للمخدرات وللمهلوسات بصفة خاصة يفقدون السيطرة التامة على أعصابهم ويجعل منهم أشباه الإنسان لأن الذي يبقى من هذا المهلوس هو الجانب الهمجي والحيواني بنسبة كبيرة، إذ يجرؤ هؤلاء على القيام بكل ما تمليه عليهم حيوانياتهم لأن العقل والمنطق يكون مغيبا بالمطلق، فلا يستثنون في اعتداءاتهم بذلك حتى أجسادهم، فهم الذين نجدهم يجلدون ذواتهم ويضربونها بالسكاكين ويعترضون كل من يأتي في طريقهم، حتى الأصول والفروع لا تسلم من تهجماتهم، ذلك أن جرائم الأصول والفروع، سببها الرئيس هو التعاطي للمهلوسات، التي لا يتوانى المتعاطون لها في التنكيل بالجثث، لأنه من خلال دراسة شخصيات المتعاطين للمخدرات، فالمستهلكون للقنب الهندي "السبسي"، يلاحظ أنهم يكونون أكثر تركيزا في أعمالهم وهدوءا، أما المتعاطين للحشيش، تظهر عليهم سمات الانطواء في حين أن المتعاطين للمهلوس، يصاب ب"السعار". ما هي آثار التعاطي للأقراص المهلوسة على المجتمع؟تناول المخدر بصفة عامة رغم ما سبق ذكره حول القنب الهندي والحشيش، فهي لا تخلو من أضرار وآثار جسمانية ونفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية حتى، ذلك أن الأطباء جميعهم لا يختلفون في أن التعاطي للمخدرات له انعكاسات خطيرة قد تصل إلى التسبب في السرطان أو الأمراض العقلية، والأمر ذاته بالنسبة إلى التأثيرات النفسية، إذ يثبث الأخصائيون النفسانيون أن متعاطي المخدرات قد يصل في نهاية الأمر إلى الانتحار أو اضطرابات نفسية حادة تؤثر على الاستقرار النفسي والاجتماعي العائلي، لأن وجود فرد يتعاطى الأقراص المهلوسة يسبب متاعب نفسية له ولعائلته ويؤثر على أقرانه، فالدراسات حول العنف المدرسي تؤكد أن المتعاطين لهذا المخدر يسببون متاعب لأقرانهم في الدراسة ولمؤسساتهم ومجتمعهم. وتفيد الدراسات حول حوادث المرور وعنف الملاعب وما يرتبط بهما من أضرار وخيمة، أن أبرز مسببيها هم الأشخاص المهلوسون، كما أنهم أيضا يتسببون في العنف في الشارع الذي ينتج عنه حالة اللاأمن وينعكس على السياحة كمدخول رئيسي للمجتمع، وعلى الجو العام ويؤدي إلى تراجع المجتمع في مؤشرات التنمية، وهي كلها أمور خطيرة تستوجب التصدي للظاهرة بحزم ليس فقط من خلال المقاربة الأمنية، لكن أيضا من خلال إنشاء معاهد ومختبرات لدراسة الظاهرة لمعرفة أسبابها ودوافعها واستثمار نتائجها لوضع إستراتيجيات تنموية حقيقية من شأنها اجتثات الضرر من مكانه وتحول دون التعاطي للمخدر. ابراهيم الحمداوي, أستاذ باحث في علم الاجتماع أجرت الحوار: هجر المغلي

3 أسئلة: القرقوبي سبب رئيسي لجرائم الأصول والفروع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم القرقوبي... دماء ومآس

القتل والاغتصاب من جرائم مدمني القرقوبي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات