قيادة الاستقلال تنصح بنكيران بمراجعة أوراقه

استبعاد إجراء انتخابات جديدة والأولوية لإعادة ترتيب البيت الداخلي للأغلبية الحكومية فيما كشفت مصادر مقربة من رئاسة الحكومة، لـ» الصباح»، أن عبد الإله بنكيران، يعتبر أنه أصبح في وضع مُريح بعد القرار الذي اتخذه المجلس الوطني لحزب الاستقلال السبت الماضي القاضي بالخروج من الحكومة، بحكم أن وزراء الحزب باقون في الحكومة ما يضمن الاستمرارية للأخيرة، وإن بصفة مؤقتة، وأن الحديث عن أي تعديل حكومي أصبح سابقا لأوانه، طالبت قيادة حزب الاستقلال عبد الإله بنكيران، بمراجعة أوراقه، مؤكدة أن أمامه فرصة تاريخية لذلك بعد القرار الذي اتخذه المجلس الوطني للحزب. وقالت مصادر مسؤولة في الحزب، في اتصال بـ”الصباح”، إن الوضع الجديد للحكومة أصبح مفتوحا على عدة سيناريوهات أقربها إعادة ترتيب البيت الداخلي للأغلبية الحكومية وفق الشروط التي يحددها حزب الاستقلال، وأولها الاستجابة لمطالب الحزب المتضمنة في مذكرته، وكذا في البيان الصادر عن اللجنة المركزية للحزب في 30 مارس الماضي، واعتماد مقاربة جديدة في تدبير الشأن الحكومي، بما يفتح المجال أمام رفع المردودية وتحقيق النتائج.واستبعدت المصادر ذاتها، إجراء انتخابات جديدة بالنظر إلى كلفتها السياسية والاقتصادية، عدا أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمغرب لم يعد يسمح بتنظيم هذه الانتخابات، إضافة إلى التحديات التي تطرحها قضية الوحدة الترابية في الوقت الراهن. وقالت المصادر نفسها، إن بنكيران يدفع ثمن تجاهله لمطالب حزب الاستقلال بشأن النهوض بأداء الحكومة لإنقاذ البلاد من وضعية الجمود التي يعانيها والتي من تجلياتها أزمة اقتصادية خانقة لم يُحسن الفريق الحكومي التعامل معها.وأضافت المصادر ذاتها ، أنه حان الوقت ليغير بنكيران مواقفه وأفكاره ويتعامل بجد مع مطالب حزب الاستقلال المتضمنة في المذكرة التي وجهها إليه في يناير الماضي، بصفته رئيسا للتحالف الحكومي. واعتبرت أن الاستقلال حريص على المصلحة العليا للبلاد، وأنه لم يكن يتوخى سوى دق ناقوس الخطر، مُعلنا بأسلوب حضاري رفضه للطريقة التي يُدبر بها الشأن العام في ظل الحكومة الحالية، والتي قادت إلى الوضعية الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة. وأوضحت أن الحزب سهل بقراره الانسحاب من الحكومة مأمورية الفريق الحكومي، وأن القرار أراح الحزب الذي ظل يُتهم بممارسة الازدواجية في المواقف، بحكم أنه يمارس المعارضة في الوقت الذي يشكل طرفا في الحكومة، مشيرة إلى أن ذلك انتهى الآن.وأبرزت المصادر نفسها أن الحزب بصدد وضع اللمسات الأخيرة على المذكرة التي سيرفعها إلى جلالة الملك محمد السادس والتي سيضمنها حيثيات القرار الذي اتخذه المجلس الوطني للحزب.وقالت المصادر نفسها إن حزب الاستقلال بعث رسالة واضحة إلى بنكيران، مفادها أن تدبير الشأن الحكومي يعاني اختلالات تُعرض البلاد إلى مخاطر حقيقية إن لم يتم تداركها.وأكدت أن الأولوية أصبحت لإعادة ترتيب البيت الداخلي للأغلبية الهشة وفق المقاربة التي يقترحها حزب الاستقلال، مستبعدة تراجع الحزب عن قراره القاضي بالانسحاب من الحكومة في حال ظلت الأمور على ما هي عليه داخل الأغلبية الحكومية.في السياق ذاته، أكدت المصادر نفسها، أن قرار المجلس الوطني للحزب يُتوج مسلسلا طويلا من المعاناة مع بنكيران الذي ظل يتعامل مع حزب الاستقلال، حليفه الأساسي في الائتلاف الحكومي، بنوع من التعالي و”الحكرة”، وهو ما لم يستسغه مناضلو الحزب الذين صوتوا بالأغلبية الساحقة لفائدة الخروج من الحكومة.وأضافت المصادر نفسها أن قرار المجلس الوطني فاجأ العديد من الاستقلاليين أنفسهم الذين كانوا يعتقدون أن نتيجة التصويت ستكون متقاربة، إلا أن المداخلات الأولى والتي بلغت 82 مداخلة عبرت كلها عن إرادتها في الانسحاب من الحكومة، ما يؤشر على وجود مقاومة داخل الحزب ضد البقاء في حكومة يهيمن عليها طرف واحد هو العدالة والتنمية.وأكدت أن بنكيران لم يُعر أدنى اعتبار للمذكرة التي رفعها حزب الاستقلال، خاصة في ما يتعلق بعقد الاجتماع الذي أوصت به المذكرة لتدارس مضامينها. جمال بورفيسي

قيادة الاستقلال تنصح بنكيران بمراجعة أوراقه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفتح وبركان لا يرحمان

"التحكيم الملكي" يمهد لنسخة ثانية من الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات