تورط مهاجرين أفارقة في قضايا أمنية بالجهة الشرقية

تنوعت بين السرقة والاتجار في الكوكايين والنصب والاحتيال يتسلل يوميا العشرات من المرشحين للهجرة السرية المتحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من مسالك الحدود الجزائرية المغربية مستغلين طول الشريط الحدودي الذي يمتد على طول أزيد من 400 كيلومتر. ومع ارتفاع عددهم ذكورا وإناثا، أضحت مشاهدتهم بالمناطق الحضرية للجهة الشرقية عادية، بل وتمكن بعضهم من الاندماج التدريجي في المجتمع خاصة مع التعاطف الذي يبديه السكان معهم إضافة الى امتلاكهم بعض العبارات الأساسية باللغة العربية للتواصل. ورغم الحملات الأمنية التي تطولهم من أجل ترحيلهم باعتبارهم دخلوا التراب الوطني بطريقة غير شرعية، فان هذه المقاربة باتت عاجزة عن الحد أو التخفيف من تدفقهم، خاصة أن الجزائر مازالت تلعب بورقة المهاجرين الأفارقة لإثقال الدولة المغربية بملف أمني إضافي، وذلك عملية تسللهم الى التراب الوطني، غير أن ذلك أفرز نتائج عكسية على الجزائر نفسها.من جهة أخرى ، تبخرت أحلام المرشحين للهجرة السرية في معانقة الديار الأوربية، خاصة مع الحصار المضروب على مليلية المحتلة التي ظلت ملاذا لهم في سنوات سابقة، يضاف ذلك إلى الظرفية الاقتصادية التي تشهدها القارة الأوربية، وهي عوامل أدت بالمهاجرين الأفارقة إلى الاستقرار بالمغرب بدل العبور من بواباته إلى أوربا، ويشاهد بعضهم بالجهة الشرقية يمارسون التسول كما هو الحال بوجدة وتاوريرت وغيرها مع اختيار مواقع استراتيجية لكسب ما أمكن من المال. كما أن البعض منهم دخل عالم التجارة غير المهيكلة التي تسود بالجهة الشرقية، ومنها عرض الهواتف المحمولة بالمقاهي والشوارع وغيرها.غير أن استقرار المهاجرين الأفارقة بالجهة الشرقية، يؤدي في بعض الأحيان إلى تورطهم في قضايا إجرامية، وأحيلوا من أجلها على العدالة من أجل المنسوب اليهم. وفككت المصالح الأمنية بوجدة يوم الأربعاء 17 أبريل الجاري، عصابة وصفت بالخطيرة مكونة من 14 مرشحا للهجرة السرية يتحدرون من نيجيريا وبحوزتهم 200 غرام من الكوكايين الخالص و98 لفافة من الشيرا، إضافة إلى سلاح أبيض وكمية مهمة من الأقراص الطبية المخدرة والمشروبات الكحولية، كما تم حجز مبالغ مالية وجوازات سفر خلال هذه العملية بمحيط كلية الحقوق وغابة سيدي معافة بوجدة..في سياق متصل، سبق أن أحالت المصالح الأمنية على العدالة 10 مرشحين للهجرة أغلبهم من جنسية دولة مالي بتهم الهجرة السرية والإقامة غير الشرعية وتزوير وثائق والتلبس بالفساد وإعداد منزل للدعارة. وتعود تفاصيل الحادث حينما تم إيقاف مواطن مالي وبحوزته 7 ملايين سنتيم، ومجموعة من جوازات السفر ووثائق مزورة، وثبت أن الموقوف كان يكتري منزلا بمعية مرشحين آخرين للهجرة السرية من جنسيات مختلفة تم إيقافهم جميعا وإحالتهم على العدالة من أجل المنسوب إليهم. كما سبق أن تورط مرشحون للهجرة السرية في قضايا السرقة، إذ أوقف مواطنون من جنسيات مختلفة ثبت أنهم سطوا على محتويات سيارة في ملكية مقاول إسباني كانت متوقفة بشارع محمد الخامس بهذه المدينة، وكان الضحية تقدم بشكاية لمصالح الأمن يفيد فيها أن مجهولين سرقوا من سيارته حاسوب شخصي و10 آلاف درهم ومجموعة من الوثائق، بل إن الفاعلين هددوه هاتفيا بتعريض حياته للخطر في حالة عدم تسليمهم 6 ملايين سنتيم، وتم ذلك بواسطة هاتف محمول سطواعليه ضمن المسروقات، غير أن المصالح الأمنية تمكنت من إيقاف الفاعلين وإحالتهم بعد تعميق البحث معهم على أنظار العدالة.لكن القضايا المرتبطة بالنصب والاحتيال على الطريقة الإفريقية، تعد الأكثر انتشارا عند المرشحين للهجرة السرية، وسبق أن تم ايقاف العشرات من أجل ذلك، كما حدث بمدينة بركان، حينما أوقفت المصالح الأمنية ثلاثة أفارقة كانوا يوهمون ضحاياهم بأنهم يتحدرون من أسر غنية ونافذة في مجتمعاتهم الأصلية، وترك آباؤهم بعد وفاتهم أموالا تقدر بملايين الدولارات، وخوفا من أن تسلب منهم هذه الأموال وعملوا على صبغها بمادة شبه سوداء، وأن الأمر يتطلب وفق عملية النصب شراء مسحوق أبيض اللون لإرجاع الأوراق المالية إلى حقيقتها، ويقوم الفاعلون بتجربة أمام أعين الضحايا لكن على ورقة مالية حقيقية، والغريب أنهم نجحوا في إيهام عدد كبير من المواطنين المغاربة الذين تجاوبوا معهم مسلمين لهم مبالغ مالية بلغت في بعض الحالات 150 ألف درهم لشراء هذا المسحوق الذي لم يكن في حقيقة الأمر سوى مسحوق جلدي للأطفال. عبد اللطيف الرامي (وجدة)

تورط مهاجرين أفارقة في قضايا أمنية بالجهة الشرقية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفتح وبركان لا يرحمان

"التحكيم الملكي" يمهد لنسخة ثانية من الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات