الاتحاد الوطني لطلبة المغرب… مصير غامض

فصائل طلابية تتناحر باسم المنظمة الطلابية وتتنازع شرعية الانتماء إليها إن خيرت أحد اليساريين بين الاعتراف بمآل المنظمة الطلابية بين يدي الإسلاميين، وبين إعلان وفاتها في اليوم نفسه الذي وقعت في فخ الحظر الرسمي، فإنه حتما سيقودك إلى قبر كتب على شاهده «الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، ولن يختار أبدا أن يقر بوجود فصيل إسلامي داخل منظمة طلابية نادت ب"الديمقراطية"و"التقدمية"و"الجماهيرية"و"الاستقلالية". أقلهم حرقة على مصير غامض للمنظمة الطلابية التي رأت النور في الستينات، سيقول إن الفصائل الإسلامية ليست إلا مكونا من مكونات الحركات الطلابية الجامعية، وليست فصيلا من فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ذاك وجه واحد من الوجوه التي تريدها الفصائل اليسارية أربعة، وتعطيها مطلب ونداءات جديدة، أكثر من أربعة وجوه، وهو الاختلاف الذي يصل باصحاب وجهات النظر المتناقضة إلى استخدام السيوف والهراوات وقنينات الغاز لفرض تصوراتهم، في حين يقف الطالب الجديد غير المدرك لخريطة المنظمة الطلابية ومنعرجاتها القديمة والجديدة، متفرجا، وبعيدا عن التأطير السياسي الذي كانت تلعبه المنظمة سابقا.أما إذا نقرت على الموقع الرسمي الذي يحمل اسم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فستجد أن الإسلاميين هم المحرك الوحيد للمنظمة الطلابية، وستعثر على مفاجآت من قبيل إرجاع الاعتبار إلى مسجد، مطلبا من مطالب الطلبة. كما لن تعثر على أي نقاش فكري، في ساحة الموقع الذي أريد له أن يكون موقعا شبه دعوي. أسس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب سنة 1956 على أساس منظمة نقابية لطلبة الجامعات والثانويات، وكانت المهد الفكري لأغلبية مناضلي الأحزاب السياسية اليسارية اليوم. مر أغلب مؤسسي المنظمة ومحركيها من سجون سنوات الجمر والرصاص، كما مروا من تجارب عنف أسست له فصائل معينة، تحتم عليها أدبياتها الفكرية والسياسية اللجوء إلى العنف لفرض تصوراتها الفكرية. سجلت المنظمة وقتها عدة مواقف سياسية شجاعة من بينها المطالبة باستقلال الجزائر، واحتل بعض أعضائها سفارة فرنسا بالمغرب. أدين رئيسها بالإعدام غيابيا.عاشت المنظمة في فترة الاحتقان السياسي في شد وجذب مع السلطة، فكانت الإضرابات توحد الفصائل، حتى لو كانت لا تدين بالأفكار نفسها، وسجلت الجامعات أحداثا دامية في مواجهات مع السلطة، نتيجة قرارات سلطوية حاولت منع بعض الشرائح العمرية من الدراسة، ما أدى إلى تكثيف وتيرة الإضرابات. لم تخرج المنظمة من النفق المظلم للمواجهة مع السلطة، حتى وجدت نفسها تدخل نفقا متصلا بالأول لمواجهة الفصائل الطلابية.فكانت سنوات المنع، قبل أن يرفع الحظر عن المنظمة التي سيزج برؤوسها في السجن، ومحاكمتهم في إطار مجموعات بتهم ثقيلة. مر المؤتمر الخامس عشر من عنق الزجاجة وتلاه المؤتمر السادس عشر قبل أن تدخل المنظمة الطلابية في مرحلة ضبابية، تحكمها هذه المرة الصراعات الإيديولوجية، ويكون فيها العنف سيد الساحات الجامعية، لتتشكل على هامش صراعات الفصائل المؤسسة فصائل أخرى، إلا أنها لم تحظ بمباركة الفصائل الأم التي اعتبرت الأوجه الأربعة للمنظمة محددا من محددات الانتماء إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ضحى زين الدين

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب… مصير غامض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الزاكي غاضب من لاعبيه

الرميد يعد بتحسين ظروف عمل القضاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات