العنف بجامعة فاس ذو جذور تاريخية

انطلق مع الصراع بين الإسلاميين والقاعديين وتواصل طيلة 3 عقود وتجدد العنف منذ أسبوعين استنكرت عدة فعاليات وأطراف استفحال العنف بالجامعة الذي وصل إلى حد اعتداء طالب جيبوتي على أستاذه بكلية العلوم ظهر المهراز في ملف معروض أمام ابتدائية فاس في انتظار نتائج الخبرة الطبية على الضحية، بمن فيهم الأساتذة ونقابتهم للتعليم العالي، إضافة إلى جمعيات حقوقية بفاس والجهة، بدت مهتمة بالموضوع. وبدا فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفاس، قلقا لما آلت إليه الأوضاع، ما أسماه إفراط القوات العمومية في استعمال القوة ضد احتجاجات الطلبة، خاصة بعد ما خلفته الأحداث الأخيرة التي أعقبت مقاطعة الامتحانات من ضحايا انضافوا إلى عشرات الطلبة المصابين في أحداث سابقة منذ ظهور العنف بجامعة فاس. للعنف بجامعة فاس جذورللعنف بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، جذور منذ عقود خلت إبان انطلاق شرارته مع المواجهات الدامية بين الطلبة القاعديين والإسلاميين، في حرب المواقع لتثبيت أقدام الهيمنة على النضال بالساحة الجامعية، قبل أن يمتد إلى ما بين القاعديين أنفسهم، وينتهي بعنف خاص طال الأساتذة وتأجج مع مواجهات الأمن. في أواخر ثمانينات القرن الماضي، عرفت الجامعة ميلاد فصائل ذات مرجعية دينية، بوجود محدود لطلبة إسلاميين، خاصة من العدل والإحسان والتجديد والطلابي، قبل أن تتوسع عدديا، وتنطلق محاولات إثبات الذات وإيجاد موقع قدم بين باقي الفصائل اليسارية القابضة برقاب «أوطم"، لتنطلق حلقات عنف طلابي بامتياز.في الأسبوع الثقافي الأوطمي بظهر المهراز أواخر 1988، انطلقت شرارة الوجود الإسلامي بالجامعة عبر طلبة قلة من العدل والإحسان انطلقوا من تكفير زملائهم القاعديين وأوطم التي طالما وصفوها «الاتحاد الوثني لطلبة المغرب"، وصنعوا الحدث بمناوشات اعتبرت ضمن أول حالات العنف التي عرفتها هذه الجامعة.ويتهم القاعديون الأمن بالتحالف مع هؤلاء الطلبة في معارك عنف لاحقة أثناء الهجوم على الحي الجامعي في 25 فبراير 1991، وما رافقه من استعراض للعضلات وإصابة رموز أوطم بكسور خطيرة وجروح بالرأس والوجه وعاهات، ضمنهم نور الدين جرير، موازاة مع معركة وجدة التي سقط ضحيتها المعطي بوملي. وامتد العنف الملتحي طيلة سنوات لاحقة، وكان من نتائجه قتل محمد بنعيسى آيت الجيد، قبل أن تنتهي حرب المواقع بهدنة سرعان ما تخرق من حين لآخر، بعدما ظهر عنف من نوع خاص بين طلبة الفصائل الشرعية، خاصة بين طلبة الطليعة والقاعديين التقدميين أو «الممانعين"والنهج الديموقراطي القاعدي أو «البرنامج المرحلي". العنف لاختبار درجة قوة الكيانتشهد كل أركان الساحة الجامعية بموقع ظهر المهراز، على معارك عنف بين الطلبة أنفسهم، الإسلاميون منهم والقاعديون وفي ما بينهم وبين أبناء حي الليدو المجاور ومع الأمن، لم تنته إلا بسقوط ضحايا من مختلف الأطراف، في ظل صراع مؤشره اختبار درجة قوة الذات والكيان وتتحكم فيه لغة إثبات الذات والفعل ورد الفعل. وبغض النظر عن مخلفات الصراع التاريخي بين الإسلاميين والقاعديين، فمنتصف تسعينات القرن الماضي، شهد معارك وأحداث عنف متعددة ومن نوع خاص بين نشطاء الطليعة والقاعديين التقدميين، من جهة وزملائهم في «البرنامج المرحلي"، انطلقت شرارتها مع محاولة الطرف الثاني إفشال أسبوع ثقافي بموقع سايس.كل ذلك لأجل تثبيت القدم بالساحة الجامعية وحمل شارة «الفصيل الأقوى"بها، في إطار صراع المواقع الذي انتهى على وقع الدم بتسجيل عدة إصابات أخطرها في 1996 وتواصل طيلة السنوات الثلاث الموالية، بعدما كانت الحرب مع «الإسلاميين"حطت أوزارها بتوزيع الهيمنة بين كليات الموقع ذاته ونظيره في سايس. لكن «حرب المواقع"لم تنته بنهاية المواجهات بين مكونات اليسار أو بينهم وبين الفصائل الإسلامية، بل تواصلت متخذة أشكالا مختلفة لم تخل من عنف آخر مع الأمن الذي كان دخوله إلى الحرم الجامعي، أمرا مستحيلا إلا بالقوة، خاصة بعد القطع مع «الأواكس"، ثبتت لحظات مؤرخة له خاصة أثناء اقتحام الحي الجامعي في 2005.ولاختبار درجة القوة واستعراض العضلات، دخل الطلبة لاحقا في مواجهات دامية مع شباب حي الليدو المعروف باحتضانه للطلبة في تآلف غير مسبوق، لأسباب تافهة في كثير من الأحيان، قد تكون لتحرش بطالبة أو استفزاز، فيما يوجه الطلبة أصابع اتهامهم للأمن ب"اللعب على هذه الورقة الرابحة"، خاصة خلال الأشهر الأخيرة. الإيواء ومقاطعة الامتحان شرارة عنف متواصلتعدى العنف بجامعة فاس ما سبق ذكره، ببروز نوع جديد منه واستهداف الأساتذة ومسؤولي الكليات بعنف مادي ومعنوي، وجهت أصابع الاتهام بالوقوف وراءه، إلى طلبة قاعديين يقدمون أنفسهم على أنهم «الأقوى تنظيميا في موقع ظهر المهراز"، ما أجج غضب نقابة الأساتذة الجامعيين التي احتجت أمام رئاسة الجامعة. وهو العنف الذي قلب موازين العطف «الأستاذي"على احتجاجات طلابية على أرضية مطالب معينة، خاصة بعدما اتهم طلبة قاعديين بترهيب عميد كلية الآداب ظهر المهراز، التي كانت منطلق آخر أحداث العنف المسجلة بالجامعة عقب مقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية بها، منذ 14 أبريل وما تلاه من مواجهات واعتقالات. وقبل ذلك كانت الأوضاع تأججت بموقع سايس، بعدما خلفه التدخل الأمني بالحي الجامعي سايس يوم 14 يناير، من وفاة الطالب محمد الفيزازي، ابن مرنيسة بتاونات، وإدانة 5 طلبة ابتدائيا دون زميلهم المنتمي إلى التجديد الطلابي، قبل الإفراج عنهم الثلاثاء الماضي استجابة لملتمس دفاعهم القاضي بتسريحهم مقابل كفالة مالية.شرارة تلك الأحداث التي يتابع 5 طلبة عدلاويين بشأنها أمام ابتدائية فاس، كانت احتجاجات طلابية لفتح جناح بالحي لإيواء طلبة، بينها اعتصام قبل استنجاد إدارته بالنيابة العامة ل”تحرير” 5 موظفين، اتهم طلبة عدلاويون باحتجازهم بمكاتبهم، قبل أن تتلاحق أحداث العنف طيلة نحو 3 أشهر دون أن تهدأ. ولعل العنف الذي يشهده موقع ظهر المهراز، الأخطر من نوعه منذ أسبوعين، في ظل أجواء مشحونة بين الطلبة والأمن، رغم ما سجل من إحصائيات مقززة عبارة عن إصابات متعددة في الطرفين في مواجهات شبه يومية، ومحاكمة أكثر من 35 طالبا آخرهم 5 اعتقلوا في فاتح ماي على هامش احتفال العمال بعيدهم الأممي. حميد الأبيض (فاس)

العنف بجامعة فاس ذو جذور تاريخية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الزاكي غاضب من لاعبيه

الرميد يعد بتحسين ظروف عمل القضاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات